عدي بن حاتم بن عبدالله

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٣:٤٠، ٢٠ أبريل ٢٠٢١ بواسطة M.zakaria (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم عدي بن حاتم بن عبدالله [١]
تاريخ الوفاة 67 هجري قمري
كنيته أبو طَريف، أبو وَهْب [٢].
نسبه الطائي [٣].
لقبه الكوفي [٤].
طبقته صحابي [٥].

عدي بن حاتم بن عبدالله هو ابن حاتم الطائي الذي يُضرب به المَثَل في الكرم [٦]، وأحد بني ثُعَل نزل الكوفة وابتنى بها داراً في طيّ. وقد ذهبت عينه يوم الجمل، ومات بالكوفة [٧].

ترجمته

قُتل ابنه محمد يوم الجمل مع الإمام علي عليه السلام، وقُتل ابنه الآخر مع الخوارج [٨]، فلا عقب له، وقيل: إنّ له عقباً ينزلون نهر كربلاء [٩]. قال أبو إسحاق: «رأيت عديّاً رجلاً جسيماً أعور، يسجد على جدارٍ ارتفاعه نحو ذراع» [١٠]. وعُرف بمكارم الأخلاق والكرم كأبيه، قال الشعبي: «أرسل الأشعث بن قيس إلى عدي بن حاتم يستعير منه قدور حاتم، فملأها وحملها الرجال إليه، فأرسل إليه الأشعث: إنّما أردناها فارغة، فأرسل إليه عدي: إنّا لانعيرها فارغة. وكان عدي يفتّ الخبز للنمل ويقول: إنّهن جارات، ولهنّ حقّ» [١١]. كما كان عدي شريفاً في قومه، معظَّماً عندهم وعند غيرهم، حاضر الجواب [١٢]. وروي عنه أنّه قال: «ما أُقيمت الصلاة منذ أسلمت إلّا وأنا على وضوء» [١٣]. كان عدي أول أمره نصرانياً، فلمّا بلغه أنّ النبي صلى الله عليه وآله قد بعث أصحابه نحو جبل طيّ، حمل أهله إلى الجزيرة فأنزلهم بها، وأدرك المسلمون أُخته في حاضر طيّ فأخذوها وقدموا بها على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فمكثت عنده ثم أسلمت، وسألته أن يأذن لها في المصير إلى أخيها عدي، ففعل وأعطاها قطعةً من تبر فيها عشرة مثاقيل، فلمّا قدمت على عدي أخبرته أنّها قد أسلمت، وقصّت عليه قصّتها، فقدم عدي على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في شعبان سنة 7 ه، فلمّا رآه النبي صلى الله عليه وآله نزع وسادةً كانت تحته فألقاها له حتّى جلس عليها، وسأله عن أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم وحسن إسلامه، ورجع إلى بلاد قومه، فلمّا قُبض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وارتدّت العرب ثبت عدي وقومه على الإسلام، ولم يرتدّ [١٤]. وروي عنه: «ما دخلت على النبي صلى الله عليه وآله قطّ إلّا توسّع لي» [١٥]. وكان عدي عامل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على صدقات الحليفين: طيّ وأسد [١٦]. وفي حروب أهل الردّة كانت جديلة معرضة عن الإسلام، وهم بطن من طيّ... فلمّا نزل خالد بن الوليد بزافة قال لعدي: يا أبا طريف، ألا نسير إلى جديلة؟ فقال: يا أبا سلمان، لاتفعل أُقاتل معك بيدين أحبّ إليك أم بيد واحدة؟ فقال خالد: بل بيدين، قال عدي: فإنّ جديلة إحدى يديّ، فكفّ عنهم خالد، فجاءهم عدي فدعاهم إلى الإسلام، فأسلموا، فسار بهم إلى خالد [١٧]. وكان عدي أحد من قطع برية السماوة مع خالد بن الوليد إلى الشام، وقد وجّهه خالد بالأخماس إلى أبي بكر [١٨]. وشهد عدي فتوح العراق في زمن عمر بن الخطاب، فحضر وقعة القادسية، ووقعة مهران، وجسر أبي عبيد، وغير ذلك [١٩]. كما وحضر فتح المدائن، وشهد مع علي عليه السلام الجمل وصفّين والنهروان [٢٠]، وكان في صفّين على قضاعة وطيّ [٢١]. ولمّا توادع علي عليه السلام ومعاوية بصفّين اختلف الرسل فيما بينهما رجاء الصلح، فأرسل علي عليه السلام إلى معاوية عدي بن حاتم وشبث بن ربعي ويزيد بن قيس وزياد بن حفصة، فدخلوا على معاوية، فحمداللَّه عدي وأثنى عليه، ثم قال: «أمّا بعد، فإنّا أتيناك لندعوك إلى أمرٍ يجمع اللَّه به كلمتنا وأمتنا، ويحقن اللَّه به دماء المسلمين، وندعوك إلى أفضلها سابقةً، وأحسنها في الإسلام آثاراً، وقد اجتمع له الناس، وقد أرشدهم اللَّه بالذي رأوا، فأتوا، فلم يبق أحد غيرك وغير من معك، فانته يا معاوية من قبل أن يصيبك اللَّه وأصحابَك بمثل يوم الجمل». وبعد أن رُفعت المصاحف قام خطيباً في من خطب، ودعا إلى الطاعة لأمير المؤمنين عليه السلام، والتسليم إليه؛ لما له من الفضائل على الجميع، قال ابن قُتيبة بعد ذكر الخطبة: «فاعترف أهل صفّين لعدي بن حاتم بعد هذا المقام، ورجع كلّ من تشعّب على علي رضي اللَّه عنه» [٢٢]. وصحب عدي بعد أمير المؤمنين عليه السلام الإمام الحسن عليه السلام، وقام معه بالحرب، وهو الذي ألّب على القتال معه، ولازمه إلى زمن الصلح [٢٣].

موقف الرجاليّين منه

أثنى عليه رجاليّو الشيعة وأهل السنّة حيث كان صحابياً [٢٤]. هذا وعدّه الشيخ الطوسي من صحابة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام [٢٥].

عدي وأهل البيت عليهم السلام

اتّضح لنا ممّا سبق حبّ عدي لأهل البيت عليهم السلام. وله مواقف في هذا المجال، فقد قدّم ابنه محمداً في معركة الجمل في نصرة الإمام علي عليه السلام [٢٦]. وقال له معاوية يوماً: مافعلت الطرفات يا أبا طريف؟ يعني أولاده، قال: قُتلوا، قال معاوية: ما أنصفك ابن أبي طالب إذ قُتل بنوك معه وبقي له بنوه! قال: «لئن كان ذلك، لقد قُتل هو وبقيت أنا بعده» [٢٧]. وقال ابن سعد: «لم يزل مع علي بن أبي طالب عليه السلام، وشهد معه الجمل وصفّين، وذهبت عينه يوم الجمل» [٢٨]. وروى الكشّي عن الفضل بن شاذان: أنّ عدياً من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام [٢٩].

من روى عنهم ومن رووا عنه [٣٠]

روى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام و عمر بن الخطاب. وروى عنه جماعة، منهم: بلال بن المنذر، سعيد بن جُبَير، الشعبي، عبداللَّه بن مَعقِل، عمرو بن حُرَيْث، أبو إسحاق السَبيعي، ابن سيرين. وذكر المزي أنّ له نحواً من عشرين حديثاً [٣١]. إلّا أنّ النووي قال: «روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ستة وستون حديثاً، اتّفقا منها على ثلاثة، وانفرد مسلم بحديثين» [٣٢]. ويُعدّ عدي من رواة حديث الغدير [٣٣].

وفاته

عاش عدي طويلاً، فذكروا أنّه عاش 120 أو 180 سنة، وتوفّي سنة 67 ه في الكوفة، وصلّى عليه المختار [٣٤].

المراجع

  1. تهذيب الكمال 19: 524، كتاب الثقات 3: 316، رجال صحيح مسلم 2: 118، تهذيب التهذيب 7: 150، الإصابة 4: 228.
  2. الطبقات الكبرى‏ 6: 22، تاريخ بغداد 1: 189، تاريخ أسماء الثقات 5: 181.
  3. رجال ابن داود: 133، كتاب التاريخ الكبير 7: 43، الاختصاص: 64، جامع الرواة 1: 537، مجمع الرجال 4: 136.
  4. رجال صحيح البخاري 2: 589.
  5. تقريب التهذيب 2: 16.
  6. الإصابة 4: 228، أُسد الغابة 3: 392.
  7. الطبقات الكبرى‏ 6: 22.
  8. تهذيب الكمال 19: 530.
  9. كتاب الثقات 3: 317.
  10. سير أعلام النبلاء 3: 165.
  11. أُسد الغابة 3: 393، 394.
  12. تهذيب الأسماء واللغات 1: 327، قاموس الرجال 7: 181.
  13. مختصر تاريخ دمشق 16: 300.
  14. تاريخ خليفة: 62، الكامل في التاريخ 2: 301.
  15. تاريخ بغداد 1: 189، تهذيب الكمال 19: 526.
  16. مختصر تاريخ دمشق 16: 297.
  17. المصدر السابق: 299.
  18. سير أعلام النبلاء 3: 163، أُسد الغابة 3: 393.
  19. تهذيب الأسماء واللغات 1: 328، الكامل في التاريخ 2: 385، 386.
  20. تهذيب الكمال 19: 527، وقعة صفّين: 98، 117، تقريب التهذيب 2: 16.
  21. تاريخ خليفة: 146.
  22. وقعة صفّين: 197، الكامل في التاريخ 3: 289، الإمامة والسياسة: 141.
  23. تنقيح المقال 2: 250.
  24. رجال الكشّي: رقم (78)، معجم رجال الحديث 12: 147، كتاب الثقات 3: 316، تقريب التهذيب 2 : 16 .
  25. رجال الطوسي: 23، 49.
  26. تهذيب الكمال 19: 530.
  27. العقد الفريد 4: 28، مختصر تاريخ دمشق 16: 303، قاموس الرجال 7: 182، ولم تذكر الكتب التاريخية أنّه كان لعدي أبناء استشهدوا في معركة صفّين، إلّا أنّ ابن منظور انفرد فادّعى‏ في مادة «طرف» أنّ أبناء عدي: طريف وطرفة ومطرف قُتلوا في معركة صفّين (لسان العرب 9: 221).
  28. الطبقات الكبرى‏ 6: 22.
  29. رجال الكشّي: رقم (78)، وانظر: منهج المقال: 220، خلاصة الأقوال: 226، رجال ابن داود: 133.
  30. تهذيب الكمال 19: 525، رجال الطوسي: 23، 49.
  31. تهذيب الكمال 19: 526.
  32. تهذيب الأسماء واللغات 1: 327.
  33. الغدير 1: 54.
  34. اختلفوا في محلّ وتاريخ وفاته، وما ذكرناه هو الأقوى‏. راجع: المعارف: 313، الاستيعاب 3: 1059، أُسد الغابة 3: 394، العبر في خبر من غبر 1: 55، شذرات الذهب 1: 74، مستدركات علم رجال الحديث 5: 229، تهذيب الكمال 19: 530.