عبيدة بن عمرو

من ویکي‌وحدت
الاسم عبيدة بن عمرو [١]
تاريخ الوفاة 72 هجري قمري
كنيته أبو مسلم، أبو عمرو [٢].
نسبه السَلْماني، الهَمْداني، المُرادي [٣].
لقبه الكوفي [٤].
طبقته من المخضرمين [٥].

عبيدة بن عمرو، و هو اختلف العلماء في اسمه وكنيته واسم أبيه [٦]، إلّا أنّهم اتّفقوا على‏ أنّه سلماني، نسبةً الى‏ سلمان بن يشكر، حيٌّ من مراد [٧]. وكان قد أسلم عبيدة عام فتح مكّة بأرض اليمن، ثم هاجر من اليمن زمن عمر ونزل الكوفة [٨].

ترجمته

كان عبيدة أعور وأصمّ [٩]. وكان محتاطاً في دينه، فقال ابن سيرين: «ما رأيت رجلاً كان أشدّ توقّياً من عبيدة» [١٠]. وروي عنه قوله: «اختلف الناس عليَّ في الأشربة، فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلّا العسل واللبن والماء» [١١].

وقال ابن الأثير: «كان فقيهاً جليلاً، صحب عبدالله بن مسعود، ثم صحب علياً وروى‏ عنهما... وكان من أكابر التابعين» [١٢]. واعتبر الكثير منزلته العلمية كشُريح القاضي أو أعلى‏ منه، حيث كان شُريح إذا أشكل عليه الشي‏ء، قال: إنّ هاهنا رجلاً في بني سلمان، فيه جرأة، فيرسلهم إلى‏ عبيدة. وكان أحد أصحاب ابن مسعود الذين يقرأون ويفتون [١٣].

أسلم عبيدة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسنتين، ولكنّه لم يلقه... وهاجر عبيدة - كما ذكرنا - في زمن عمر [١٤]. وقد امتنع - كأقرانه من تلامذة ابن مسعود - من الاشتراك في معركة صفّين، حيث قالوا لأمير المؤمنين علي ‏عليه السلام: إنّا نخرج معكم ولاننزل عسكركم، ونعسكر على‏ حدة حتّى‏ ننظر في أمركم وأمر أهل الشام، فمن رأيناه أراد مالايحلّ له، أو بدا منه بغي كنّا عليه، فقال علي‏ عليه السلام: «مرحباً وأهلاً، هذا هو الفقه في الدين، والعلم بالسنّة، من لم يرض بهذا فهو جائر خائن» [١٥]. إلّا أنّه حضر مع علي‏ عليه السلام وقعة الخوارج بالنهروان [١٦].

موقف الرجاليّين منه

وثّقه جميع الرجاليّين من الشيعة وأهل السنّة؛ كالعِجْلي وابن مَعين وابن حبّان وابن داود والبرقي والشيخ المفيد [١٧]. هذا وعدّه البرقي والشيخ المفيد والطوسي في أصحاب الإمام علي‏ عليه السلام وأوليائه وأنصاره الذابّين عنه [١٨].

عبيدة وأهل البيت عليهم السلام

يبدو أنّ علاقته بأهل البيت عليهم السلام وزعيمهم الإمام علي‏ عليه السلام كانت حسنة، فقد روي عن علي‏ عليه السلام أنّه قال للكوفيّين ضمن تمجيده بعبيدة: «يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني - يعني الحارث بن الأزمع وليس بالأعور - إنّما هما شطر رجلٍ» [١٩].

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢٠]

روى‏ عن الإمام علي ‏عليه السلام وعن ابن مسعود وابن الزبير. وروى‏ عنه جماعة، منهم: إبراهيم النَخْعي، الشعبي، ابن سيرين، و أبو إسحاق السبيعي. وقد وردت أحاديثه في كامل الزيارات والصحاح الستّة [٢١]. وعن النعمان بن قيس قال: «دعا عبيدة بكتبه عند موته فمحاها، وقال: أخشى‏ أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها».

من رواياته

نقل ابن قولويه بإسناده عنه عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «من كان يحبّني فليحبّ ابنيَّ هذين - وأشار إلى‏ الحسن والحسين عليهما السلام - فإنّ الله أمرني بحبّهما» [٢٢].

وفاته

واختلف في سنة وفاته، إلّا أنّ المشهور أنّه توفّي سنة 72 ه [٢٣]. وعن أبي حصين قال: «أوصى‏ عبيدة السلماني أن يصلّي عليه الأسود بن يزيد، فقال الأسود: أعجلوا به قبل أن يجي‏ء الكذّاب - يعني المختار - قال: فصلّى‏ عليه قبل غروب الشمس» [٢٤].

المراجع

  1. تاريخ الإسلام 5: 482، معجم رجال الحديث 12: 103، تذكرة الحفّاظ 1: 50، تنقيح المقال 2: 242.
  2. كتاب التاريخ الكبير 6: 82، أُسد الغابة 3: 356، الاستيعاب 3: 1023.
  3. الطبقات الكبرى‏ 6: 93، كتاب الثقات 5: 139، تاريخ بغداد 11: 117، مجمع الرجال 4: 127، قاموس الرجال 7: 99.
  4. تهذيب الكمال 19: 266، سير أعلام النبلاء 4: 40.
  5. تقريب التهذيب 1: 547.
  6. أشار صاحب الأنساب 3: 276، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 317، وتاريخ بغداد 11: 117 إلى‏ هذه الاختلافات.
  7. الأنساب 3: 276، اللباب في تهذيب الأنساب 2: 127، تهذيب الكمال 19: 266.
  8. الإصابة 5: 104.
  9. تهذيب الكمال 19: 267، المعارف: 579. ولعلّ هذا حصل له في أواخر حياته، وإلّا فلو كان ذلك في أثناء أخذه الحديث ونشره فإنّ الأمر يشكل في عدّه راوياً.
  10. تاريخ الإسلام 5: 483.
  11. الطبقات الكبرى‏ 6: 95.
  12. أُسد الغابة 3: 356.
  13. تاريخ بغداد 11: 119، سير أعلام النبلاء 4: 41، تهذيب الكمال 19: 267.
  14. الطبقات الكبرى‏ 6: 93، تهذيب الكمال 19: 267، الاستيعاب 3: 1023.
  15. وقعة صفّين: 115، 188، مستدركات علم رجال الحديث 5: 201.
  16. تاريخ بغداد 11: 118، تهذيب الأسماء واللغات 1: 317.
  17. الجرح والتعديل 6: 91، تاريخ أسماء الثقات: 325، كتاب الثقات 5: 139، تقريب التهذيب 1: 547، رجال ابن داود: 132، رجال البرقي: 4، الاختصاص: 3، منهج المقال: 218.
  18. رجال البرقي: 4، الاختصاص: 3، رجال الطوسي: 47، جامع الرواة 1: 531، تنقيح المقال 2: 242.
  19. الطبقات الكبرى‏ 6: 93، سير أعلام النبلاء 4: 43.
  20. تهذيب الكمال 19: 266، تاريخ أسماء الثقات: 325. قال العجلي: «وكان ابن سيرين من أروى‏ الناس عنه، وكلّ شي‏ء روى‏ محمد بن سيرين عن عبيدة سوى‏ رأيه، فهو عن علي» (تهذيب الكمال 19: 268).
  21. أنظر: كامل الزيارات باب 14 حديث 5، رجال صحيح البخاري 2: 504، رجال صحيح مسلم 2: 28، تهذيب التهذيب 7: 78.
  22. كامل الزيارات باب 14 ح 5، وانظر: صحيح الترمذي 5: 641 ح 3733.
  23. العبر في خبر من غبر 1: 58، شذرات الذهب 1: 78، تاريخ خليفة بن خياط: 206، الطبقات الكبرى‏ 6: 95، المعارف: 425.
  24. ذكرنا أنّه حصل اختلاف كبير في بعض جوانب ترجمته ممّا دعا ابن حجر في الإصابة 5: 104 للتردّد في كثير منها. ومن هذه الموارد: ما نقل عن الأسود هنا، والحال أنّ المختار توفّي سنة 67 ه (أنظر تهذيب التهذيب 7: 78) فيما توفّي عبيدة سنة 72 ه! ومن ناحية أخرى‏ فإنّ البعض ومنهم ابن منجويه (رجال صحيح مسلم 2: 29) وابن أبي شيبة (حكاه عنه الكلاباذي في رجال صحيح البخاري 2: 505) ذكروا أنّ وفاة عبيدة كانت سنة 64 ه، وهذا لايتطابق مع سنوات حكم المختار للكوفة وأطرافها. ويبدو أنّه قد حصل خلط عند البعض بين عبيدة وشخص آخر اسمه عبيدة بن عمرو الكندي، وفي الحقيقة أنّ حياة عبيدة الكندي أيضاً لم تتّضح لنا، إلّا أنّه يظهر من تاريخ الطبري (5: 262، 285، 578 - 580) أنّ كُنية عبيدة هذا: أبو عمرو، وكان شاعراً من أهل الكوفة، وكان المختار قد تعرّف إليه عند دخوله الكوفة، وحيث إنّه كان قبل ذلك من أنصار حجر بن عدي، فإنّه بايع المختار ورافقه. واللافت للنظر أنّه لم يكن أحد من العلماء ممّن ترجم لعبيدة هذا وأشار إلى‏ نشاطاته السياسية وأشعاره، ويبعد أن يكون جميع هؤلاء قد غفلوا عمّا نقله الطبري. والتأمّل فيما ذكرنا آنفاً يدعونا إلى‏ التمسّك بأنّ عبيدة اسم لشخصين - كما يبدو ذلك من لقبيهما - وأنّ بعض ماذكر للمترجم كالكُنية (أبو عمرو) وتاريخ الوفاة إنّما هي لأبي عبيدة الكندي الشاعر. أنظر: قاموس الرجال 7: 99، 101.