الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الرحمان بن عمرو بن يحمد»

لا ملخص تعديل
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ٢٠: سطر ٢٠:


=ترجمته=
=ترجمته=
وقد لُقّب بالأوزاعي؛ لانتسابه إلى‏ أوزاع، وهي بطن من قبيلة حِمْير أو هِمْدان أو ذي كلاع من اليمن<ref> تهذيب الأسماء واللغات: محيي الدين بن شرف النووي، دار الكتب العلمية، بيروت.</ref>. وقال آخرون: كان أصله من سباء السند، وكان ينزل الأوزاع، فغلب ذلك عليه. وكان ينزل بيروت ساحل دمشق، وإليه فتوى‏ الفقه لأهل الشام؛ لفضله فيهم، وكثرة روايته.<ref>تهذيب تاريخ دمشق: ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1404 ه.</ref> <br>
وقد لُقّب بالأوزاعي؛ لانتسابه إلى‏ أوزاع، وهي بطن من قبيلة حِمْير أو هِمْدان أو ذي كلاع من اليمن<ref> تهذيب الأسماء واللغات: محيي الدين بن شرف النووي، دار الكتب العلمية، بيروت.</ref>. وقال آخرون: كان أصله من سباء السند، وكان ينزل الأوزاع، فغلب ذلك عليه. وكان ينزل [[بيروت]] ساحل دمشق، وإليه فتوى‏ الفقه لأهل الشام؛ لفضله فيهم، وكثرة روايته.<ref>تهذيب تاريخ دمشق: ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1404 ه.</ref> <br>
ولم تتّضح لنا هوية أُسرة الأوزاعي، وقد اقتصرت المصادر الرجالية على‏ ذكر اسم أبيه، وأنّه ابن عم [[يحيى‏ بن أبي عمرو السيباني]]، وأنّ اسم ابنه محمد، ولم يذكروا اسم أُمه أو إخوته أو أولاده الآخرين.<ref>تهذيب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الفكر، بيروت، ط1، 1404 ه.</ref> <br>
ولم تتّضح لنا هوية أُسرة الأوزاعي، وقد اقتصرت المصادر الرجالية على‏ ذكر اسم أبيه، وأنّه ابن عم [[يحيى‏ بن أبي عمرو السيباني]]، وأنّ اسم ابنه محمد، ولم يذكروا اسم أُمه أو إخوته أو أولاده الآخرين.<ref>تهذيب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الفكر، بيروت، ط1، 1404 ه.</ref> <br>
قالوا عنه: لم يكن في أبناء الملوك والخلفاء والوزراء والتجّار وغيرهم أعقل منه ولا أورع، ولا أعلم ولا أفصح، ولا أوقر ولا أحلم، ولا أكثر صمتاً منه<ref>تهذيب الكمال: أبو الحجّاج يوسف المزي، مؤسسة الرسالة، 1406 ه.</ref>. وكان يعظ الناس، ويقول: «من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أنّ منطقه من عمله قلّ كلامه». ويقول أيضاً: «إذا أراد اللَّه بقومٍ شرّاً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل»<ref>جامع الأحاديث: جلال الدين السيوطي، دار الفكر، بيروت، 1414 ه.</ref>.<br>
قالوا عنه: لم يكن في أبناء الملوك والخلفاء والوزراء والتجّار وغيرهم أعقل منه ولا أورع، ولا أعلم ولا أفصح، ولا أوقر ولا أحلم، ولا أكثر صمتاً منه<ref>تهذيب الكمال: أبو الحجّاج يوسف المزي، مؤسسة الرسالة، 1406 ه.</ref>. وكان يعظ الناس، ويقول: «من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أنّ منطقه من عمله قلّ كلامه». ويقول أيضاً: «إذا أراد اللَّه بقومٍ شرّاً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل»<ref>جامع الأحاديث: جلال الدين السيوطي، دار الفكر، بيروت، 1414 ه.</ref>.<br>
سطر ٥٣: سطر ٥٣:
وعدّه مالك جديراً بالإمامة، وأشار الشافعي إلى‏ التزامه بالحديث والسنّة<ref>شذرات الذهب: ابن العماد الحنبلي، دار الآفاق، بيروت.</ref>. وقال عبد الرحمان بن مهدي: «إنّما الناس في زمانهم أربعة: حمّاد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام»<ref>شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، دار إحياء الكتب العربية.</ref>.<br>
وعدّه مالك جديراً بالإمامة، وأشار الشافعي إلى‏ التزامه بالحديث والسنّة<ref>شذرات الذهب: ابن العماد الحنبلي، دار الآفاق، بيروت.</ref>. وقال عبد الرحمان بن مهدي: «إنّما الناس في زمانهم أربعة: حمّاد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام»<ref>شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، دار إحياء الكتب العربية.</ref>.<br>
وروي عن أبي إسحاق الفزاري أنّه قال: «ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأمّا الأوزاعي فكان رجل عامة، وأمّا الثوري فكان رجل خاصّة نفسه، ولو خيِّرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي، يريد الخلافة»<ref>شواهد التنزيل: عبيداللَّه بن أحمد الحاكم الحسكاني، منشورات مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، إيران، 1411 ه.</ref>.<br>
وروي عن أبي إسحاق الفزاري أنّه قال: «ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأمّا الأوزاعي فكان رجل عامة، وأمّا الثوري فكان رجل خاصّة نفسه، ولو خيِّرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي، يريد الخلافة»<ref>شواهد التنزيل: عبيداللَّه بن أحمد الحاكم الحسكاني، منشورات مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، إيران، 1411 ه.</ref>.<br>
ونقل أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي عن أبيه قال: قلت لعيسى‏ بن يونس: أيّهما أفضل: الأوزاعي أو سُفيان الثوري؟ فقال عيسى‏: وأين أنت من سُفيان؟! قلت: ذهبت بك العراقية، الأوزاعي: فقهه وفضله وعمله! فغضب عيسى‏، وقال: أتراني أؤثر على‏ الحقّ شيئاً، سمعت الأوزاعي يقول: «ما أخذنا العطاء حتّى‏ شهدنا على‏ عليّ بالنفاق، وتبرّأنا منه! وأُخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة. قال: فلمّا عقلتُ أمري، سألت مكحولاً و [[يحيى‏ بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي رباح]] و [[عبداللَّه بن عُبيد بن عُمير]]، فقال: ليس عليك شي‏ء، إنّما أنت مُكره، فلم تقرّ عيني حتّى‏ فارقت نسائي، واعتقتُ رقيقي، وخرجت من مالي، وكفّرت أيماني»<ref>شيخ المضيرة أبو هريرة: محمود أبو ريه، مؤسسة الأعلمي، بيروت.</ref>.<br>
ونقل أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي عن أبيه قال: قلت لعيسى‏ بن يونس: أيّهما أفضل: الأوزاعي أو سُفيان الثوري؟ فقال عيسى‏: وأين أنت من سُفيان؟! قلت: ذهبت بك العراقية، الأوزاعي: فقهه وفضله وعمله! فغضب عيسى‏، وقال: أتراني أؤثر على‏ الحقّ شيئاً، سمعت الأوزاعي يقول: «'''ما أخذنا العطاء حتّى‏ شهدنا على‏ عليّ بالنفاق، وتبرّأنا منه! وأُخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة'''. قال: فلمّا عقلتُ أمري، سألت مكحولاً و [[يحيى‏ بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي رباح]] و [[عبداللَّه بن عُبيد بن عُمير]]، فقال: ليس عليك شي‏ء، إنّما أنت مُكره، فلم تقرّ عيني حتّى‏ فارقت نسائي، واعتقتُ رقيقي، وخرجت من مالي، وكفّرت أيماني»<ref>شيخ المضيرة أبو هريرة: محمود أبو ريه، مؤسسة الأعلمي، بيروت.</ref>.<br>


=موقف الرجاليّين منه=
=موقف الرجاليّين منه=
سطر ٦١: سطر ٦١:
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه=
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه=
روى‏ عن [[الإمام الباقر]] و [[الإمام الصادق‏]] عليهما السلام<ref>العقد الفريد: أحمد بن محمد بن عبد ربّه الاندلسي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1403 ه.</ref>.<br>
روى‏ عن [[الإمام الباقر]] و [[الإمام الصادق‏]] عليهما السلام<ref>العقد الفريد: أحمد بن محمد بن عبد ربّه الاندلسي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1403 ه.</ref>.<br>
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: [[إبراهيم بن طريف]]، [[إسحاق بن عبداللَّه بن أبي طلحة]]، [[الحَكَم بن عُتيبة]]، [[عطاء الخراساني]]، [[عَلْقمة بن مَرْثَد]]، [[ابن سِيرين]] <ref>العلل المتناهية: عبدالرحمان بن الجوزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.</ref>، [[محمد بن عباد بن جعفر المخزومي]]، [[الزُهْري]]، [[مطْعم بن المِقدام]]، [[موسى‏ بن شَيْبة الحضرمي]].<br>
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: إبراهيم بن طريف، إسحاق بن عبداللَّه بن أبي طلحة، الحَكَم بن عُتيبة، عطاء الخراساني، عَلْقمة بن مَرْثَد، [[ابن سِيرين]] <ref>العلل المتناهية: عبدالرحمان بن الجوزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.</ref>، محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، الزُهْري، مطْعم بن المِقدام، موسى‏ بن شَيْبة الحضرمي.<br>
وروى‏ عنه جماعة، منهم: [[أبو إسحاق إبراهيم بن محمد]]، [[أبو عمران الخرّاط]]، [[الثوري]]، [[مالك]]، ابنه: [[محمد بن عبدالرحمان]]، [[عبداللَّه بن كثير الدمشقي]]، [[عبداللَّه بن مبارك]].<br>
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، أبو عمران الخرّاط، الثوري، مالك، ابنه:محمد بن عبدالرحمان، عبداللَّه بن كثير الدمشقي، عبداللَّه بن مبارك.<br>


=من رواياته=
=من رواياته=
روى‏ الأوزاعي قال: قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن قوله عزوجل: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» فقال: حدّثنيه أبي عن جدّه عن علي بن أبي طالب قال: سألت عنها رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله، فقال: «لأُبشّرنّك بها يا علي، فبشِّرْ بها أُمتي من بعدي: الصدقة على‏ وجه‌ها، واصطناع المعروف، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم تحوّل الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء»<ref>العلل ومعرفة الرجال: أحمد بن محمد بن حنبل، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408 ه.</ref>.<br>
روى‏ الأوزاعي قال: قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن قوله عزوجل: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» فقال: حدّثنيه أبي عن جدّه عن علي بن أبي طالب قال: سألت عنها رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله، فقال: «لأُبشّرنّك بها يا علي، فبشِّرْ بها أُمتي من بعدي: الصدقة على‏ وجه‌ها، واصطناع المعروف، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم تحوّل الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء»<ref>العلل ومعرفة الرجال: [[أحمد بن محمد بن حنبل]]، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408 ه.</ref>.<br>


=وفاته=
=وفاته=
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٥

تعديل