الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبدالله بن شداد بن الهاد»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
 
(٦ مراجعات متوسطة بواسطة ٤ مستخدمين غير معروضة)
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
|}
|}
</div>
</div>
'''عبدالله بن شداد بن الهاد''' هو من كبار التابعين، ومن فقهاء الشيعة <ref>تقريب التهذيب 5: 222، تاريخ أسماء الثقات: 261، الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84.</ref>. أبوه شدّاد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وقد حضر الخندق وما بعدها من الغزوات، وكان حليفاً لبني هاشم <ref>تقريب التهذيب 1: 348، أُسد الغابة 2: 389.</ref>. والهاد جدّ عبداللَّه، واسمه أُسامة، وقيل له: الهادي لأنّه كان يوقد النار ليلاً للأضياف، ولمن سلك الطريق <ref>أُسد الغابة 2: 389، الطبقات الكبرى: 61، المعارف: 282.</ref>. وأُمه سلمى أُخت أسماء بنت عميس -  زوجة جعفر بن أبي طالب  - حيث تزوّجها شدّاد بعد شهادة حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله، وأنجبت منه عبداللَّه <ref>الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 82.</ref>. ولُقّب بالعُتواري - فضلاً عن ليث وكنانة - نسبةً إلى أبيه السادس عُتوارة <ref>تنقيح المقال 2: 188.</ref>.
'''عبدالله بن شداد بن الهاد''' هو من كبار التابعين، ومن فقهاء [[الشيعة]] <ref>تقريب التهذيب 5: 222، تاريخ أسماء الثقات: 261، الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84.</ref>. أبوه [[شدّاد]] من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وقد حضر الخندق وما بعدها من الغزوات، وكان حليفاً لبني هاشم <ref>تقريب التهذيب 1: 348، أُسد الغابة 2: 389.</ref>. والهاد جدّ عبداللَّه، واسمه أُسامة، وقيل له: الهادي لأنّه كان يوقد النار ليلاً للأضياف، ولمن سلك الطريق <ref>أُسد الغابة 2: 389، الطبقات الكبرى: 61، المعارف: 282.</ref>. وأُمه [[سلمى]] أُخت [[أسماء بنت عميس]] -  زوجة [[جعفر بن أبي طالب]] - حيث تزوّجها شدّاد بعد شهادة حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله، وأنجبت منه عبداللَّه <ref>الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 82.</ref>. ولُقّب بالعُتواري - فضلاً عن ليث وكنانة - نسبةً إلى أبيه السادس عُتوارة <ref>تنقيح المقال 2: 188.</ref>. ولد عبداللَّه على عهد النبي صلى الله عليه وآله، إلّا أنّه لم يوفّق لرؤيته صلى الله عليه وآله، ولذا عدّ من المخضرمين، يقول النووي: «روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً» <ref>أُسدالغابة 3: 183، تهذيب الأسماء واللغات 1: 272.</ref>. وكان قد سكن المدينة، ثم تحوّل إلى الكوفة، وخرج إلى المدائن بصحبة الإمام علي عليه السلام، كما واشترك في حرب النهروان ضدّ الخوارج <ref>أُسد الغابة 2: 389، تاريخ بغداد 9: 437، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>. وبعد استشهاد علي عليه السلام عاد إلى المدينة والتقى عائشة، ودار بينهما حوار حول الخوارج وذي الثُديّة<ref>تاريخ بغداد 9: 473، مختصر تاريخ دمشق 12: 255 - 256.</ref>. وقال ابن عساكر: «وفد عبداللَّه على معاوية»<ref>مختصر تاريخ دمشق 12: 254.</ref>.
 
ولد عبداللَّه على عهد النبي صلى الله عليه وآله، إلّا أنّه لم يوفّق لرؤيته صلى الله عليه وآله، ولذا عدّ من المخضرمين، يقول النووي: «روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً» <ref>أُسدالغابة 3: 183، تهذيب الأسماء واللغات 1: 272.</ref>. وكان قد سكن المدينة، ثم تحوّل إلى الكوفة، وخرج إلى المدائن بصحبة الإمام علي عليه السلام، كما واشترك في حرب النهروان ضدّ الخوارج <ref>أُسد الغابة 2: 389، تاريخ بغداد 9: 437، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>. وبعد استشهاد علي عليه السلام عاد إلى المدينة والتقى عائشة، ودار بينهما حوار حول الخوارج وذي الثُديّة<ref>تاريخ بغداد 9: 473، مختصر تاريخ دمشق 12: 255 - 256.</ref>. وقال ابن عساكر: «وفد عبداللَّه على معاوية»<ref>مختصر تاريخ دمشق 12: 254.</ref>.


=موقف الرجاليّين منه=
=موقف الرجاليّين منه=
عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام علي عليه السلام، والبرقي من خواصّ أصحابه عليه السلام<ref>رجال الطوسي: 47، رجال البرقي: 4.</ref>، وأورده العلّامة الحلّي وابن داود ضمن الرواة الموثَّقين <ref>خلاصة الأقوال: 192، رجال ابن داود: 120.</ref>.
عدّه [[الطوسي|الشيخ الطوسي]] من أصحاب الإمام علي عليه السلام، والبرقي من خواصّ أصحابه عليه السلام<ref>رجال الطوسي: 47، رجال البرقي: 4.</ref>، وأورده [[العلّامة الحلّي]] وابن داود ضمن الرواة الموثَّقين <ref>خلاصة الأقوال: 192، رجال ابن داود: 120.</ref>.


وصرّح المامقاني بأنّ رواية لقائه بالإمام الحسين عليه السلام تدلّ على عدالته ومدحه <ref>تنقيح المقال 2: 188.</ref>. وقال المحقّق الخوئي: «يكفي في مدحه أنّه من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام» <ref>معجم رجال الحديث 11: 232.</ref>.
وصرّح المامقاني بأنّ رواية لقائه بـ [[الإمام الحسين عليه السلام]] تدلّ على عدالته ومدحه <ref>تنقيح المقال 2: 188.</ref>. وقال [[أبو القاسم الخوئي|المحقّق الخوئي]]: «يكفي في مدحه أنّه من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام» <ref>معجم رجال الحديث 11: 232.</ref>.


كما وثّقه بالاتّفاق علماء ورجاليّي أهل السنّة مع إشارتهم بأنّه كان شيعياً، واعتبروه مكثراً في نقل الحديث <ref>تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، سير أعلام النبلاء 3: 489.</ref>.
كما وثّقه بالاتّفاق علماء ورجاليّي [[أهل السنّة]] مع إشارتهم بأنّه كان شيعياً، واعتبروه مكثراً في نقل الحديث <ref>تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، سير أعلام النبلاء 3: 489.</ref>.


=عبداللَّه وأهل البيت عليهم السلام=
=عبداللَّه وأهل البيت عليهم السلام=
لم تتّضح لنا معالم حياة عبداللَّه بشكل واضح، إلّا أنّ الشواهد تدلّ على علاقته الوثيقة بأهل البيت عليهم السلام. فمع أنّ معاوية كان قد منع نشر فضائل علي عليه السلام إلّا أنّه روي عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبداللَّه بن شدّاد يقول: «وددت أنّي قمت على المنبر من غدوةٍ إلى الظهر، فأذكر فضائل علي بن أبي طالب، ثم أنزل فيُضرب عنقي» <ref>سير أعلام النبلاء 3: 489، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 73، مناقب ابن شهرآشوب 2: 391.</ref>.
لم تتّضح لنا معالم حياة عبداللَّه بشكل واضح، إلّا أنّ الشواهد تدلّ على علاقته الوثيقة بأهل البيت عليهم السلام. فمع أنّ معاوية كان قد منع نشر فضائل علي عليه السلام إلّا أنّه روي عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبداللَّه بن شدّاد يقول: «وددت أنّي قمت على المنبر من غدوةٍ إلى الظهر، فأذكر فضائل [[علي بن أبي طالب]]، ثم أنزل فيُضرب عنقي» <ref>سير أعلام النبلاء 3: 489، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 73، مناقب ابن شهرآشوب 2: 391.</ref>.


وروى الصدوق والحاكم الحسكاني وابن شهرآشوب نقلاً عن كتاب الفضائل للعكبري، عن عبداللَّه بن شدّاد، عن ابن عباس أنّه قال: «كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة، لو لم تكن له إلّا واحدة لنجا، ولقد كانت له ثماني عشرة منقبة لم تكن لأحدٍ من هذه الأُمة» <ref>كتاب الخصال 2: 509، شواهد التنزيل 1: 15، 16، مناقب آل أبي طالب 2: 6</ref>.
وروى الصدوق والحاكم الحسكاني و [[ابن شهرآشوب]] نقلاً عن كتاب [[الفضائل للعكبري]]، عن عبداللَّه بن شدّاد، عن [[ابن عباس]] أنّه قال: «كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة، لو لم تكن له إلّا واحدة لنجا، ولقد كانت له ثماني عشرة منقبة لم تكن لأحدٍ من هذه الأُمة» <ref>كتاب الخصال 2: 509، شواهد التنزيل 1: 15، 16، مناقب آل أبي طالب 2: 6</ref>.


وروى الكشّي وابن شهرآشوب بطريقين عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام: «أنّ رجلاً من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام كان مريضاً شديد الحمّى، فعاده الحسين بن علي عليه السلام، فلمّا دخل باب الدار طارت الحمّى عن الرجل، فقال له: قد رضيت بما أُوتيتم به حقّاً حقّاً والحمّى تهرب منكم، فقال: واللَّه ما خلق اللَّه شيئاً إلّا وقد أمره بالطاعة لنا، ياكياسة، قال: فاذا نحن نسمع الصوت ولانرى الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألّا تقربي إلّا عدوّاً أو مذنباً لكي تكون كفّارةً لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض عبداللَّه بن شدّاد بن الهاد الليثي» <ref>رجال الكشّي: رقم (141)، مناقب آل أبي طالب 4: 58.</ref>.
وروى الكشّي وابن شهرآشوب بطريقين عن [[الإمام الصادق عليه السلام]] عن آبائه عليهم السلام: «أنّ رجلاً من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام كان مريضاً شديد الحمّى، فعاده الحسين بن علي عليه السلام، فلمّا دخل باب الدار طارت الحمّى عن الرجل، فقال له: قد رضيت بما أُوتيتم به حقّاً حقّاً والحمّى تهرب منكم، فقال: واللَّه ما خلق اللَّه شيئاً إلّا وقد أمره بالطاعة لنا، ياكياسة، قال: فاذا نحن نسمع الصوت ولانرى الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألّا تقربي إلّا عدوّاً أو مذنباً لكي تكون كفّارةً لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض عبداللَّه بن شدّاد بن الهاد الليثي» <ref>رجال الكشّي: رقم (141)، مناقب آل أبي طالب 4: 58.</ref>.


ويبدو من هذه الرواية أنّه كان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام أيضاً. وممّا مرّ، وطبقاً لما ذكر ابن حجر وآخرون يتّضح أنّ عبارة تهذيب الكمال التي تدلّ على تصريح ابن سعد بمخالفته إنّما هي اشتباه <ref>أنظر: الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>.
ويبدو من هذه الرواية أنّه كان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام أيضاً. وممّا مرّ، وطبقاً لما ذكر ابن حجر وآخرون يتّضح أنّ عبارة تهذيب الكمال التي تدلّ على تصريح ابن سعد بمخالفته إنّما هي اشتباه <ref>أنظر: الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>.
سطر ٤٥: سطر ٤٣:
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref>تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، تهذيب الكمال 15: 83.</ref>=
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref>تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، تهذيب الكمال 15: 83.</ref>=
روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً. وعن الإمام علي عليه السلام.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً. وعن الإمام علي عليه السلام.
وروى أيضاً عن بعض الصحابة، منهم: عمر بن الخطاب، ابن عباس، أُم سلمة، عائشة، العباس بن عبد المطلب، أبوه: شدّاد بن الهاد.
وروى أيضاً عن بعض [[الصحابي|الصحابة]]، منهم: [[عمر بن الخطاب]]، ابن عباس، أُم سلمة، عائشة، [[العباس بن عبد المطلب]]، أبوه: شدّاد بن الهاد.
وروى عنه جماعة، منهم: طاوس بن كَيْسان، الشعبي، عبد الملك بن أعين، رِبعي ابن حِراش، الحَكَم بن عُتَيبة، عبداللَّه بن شُبرُمة، سعد بن إبراهيم. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة، وفي بعض المصادر الروائية للشيعة <ref>سير أعلام النبلاء 3 : 489، مناقب آل أبي طالب 4 : 58 ، رجال الكشّي : رقم (141)، كتاب الخصال 2 : 509 .</ref>.
وروى عنه جماعة، منهم: [[طاوس بن كيسان]]، الشعبي، عبد الملك بن أعين، رِبعي ابن حِراش، الحَكَم بن عُتَيبة، عبداللَّه بن شُبرُمة، سعد بن إبراهيم. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة، وفي بعض المصادر الروائية للشيعة <ref>سير أعلام النبلاء 3 : 489، مناقب آل أبي طالب 4 : 58 ، رجال الكشّي : رقم (141)، كتاب الخصال 2 : 509 .</ref>.


=وفاته=
=وفاته=
اشترك عبداللَّه في ثورة عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث ضدّ عبد الملك بن مروان والحجّاج بن يوسف الثقفي المعروفة بثورة القرّاء، سنة 81 ه، حيث قُتل في «دير الجماجم»<ref>الطبقات الكبرى 5: 61، تاريخ بغداد 9: 474، تهذيب التهذيب 5: 222، تاريخ خليفة: 218، 221.</ref>.
اشترك عبداللَّه في ثورة [[عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث]] ضدّ [[عبد الملك بن مروان]] و [[الحجّاج بن يوسف الثقفي]] المعروفة بثورة القرّاء، سنة 81 ه، حيث قُتل في «دير الجماجم»<ref>الطبقات الكبرى 5: 61، تاريخ بغداد 9: 474، تهذيب التهذيب 5: 222، تاريخ خليفة: 218، 221.</ref>.


=المراجع=
=المراجع=
{{الهوامش|2}}
[[تصنيف: الرواة]]


[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
[[تصنيف:الرواة المشتركون]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٥٢، ٢٧ يونيو ٢٠٢٢

الاسم عبداللَّه بن شدّاد بن الهاد [١]
تاريخ الولادة هجري قمري
تاريخ الوفاة بعد سنة 81 ه
كنيته أبو الوليد [٢].
نسبه الليثي، الكناني، العتواري [٣].
لقبه المدني، الكوفي، العربي [٤].
طبقته الثانية [٥].

عبدالله بن شداد بن الهاد هو من كبار التابعين، ومن فقهاء الشيعة [٦]. أبوه شدّاد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وقد حضر الخندق وما بعدها من الغزوات، وكان حليفاً لبني هاشم [٧]. والهاد جدّ عبداللَّه، واسمه أُسامة، وقيل له: الهادي لأنّه كان يوقد النار ليلاً للأضياف، ولمن سلك الطريق [٨]. وأُمه سلمى أُخت أسماء بنت عميس - زوجة جعفر بن أبي طالب - حيث تزوّجها شدّاد بعد شهادة حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله، وأنجبت منه عبداللَّه [٩]. ولُقّب بالعُتواري - فضلاً عن ليث وكنانة - نسبةً إلى أبيه السادس عُتوارة [١٠]. ولد عبداللَّه على عهد النبي صلى الله عليه وآله، إلّا أنّه لم يوفّق لرؤيته صلى الله عليه وآله، ولذا عدّ من المخضرمين، يقول النووي: «روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً» [١١]. وكان قد سكن المدينة، ثم تحوّل إلى الكوفة، وخرج إلى المدائن بصحبة الإمام علي عليه السلام، كما واشترك في حرب النهروان ضدّ الخوارج [١٢]. وبعد استشهاد علي عليه السلام عاد إلى المدينة والتقى عائشة، ودار بينهما حوار حول الخوارج وذي الثُديّة[١٣]. وقال ابن عساكر: «وفد عبداللَّه على معاوية»[١٤].

موقف الرجاليّين منه

عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام علي عليه السلام، والبرقي من خواصّ أصحابه عليه السلام[١٥]، وأورده العلّامة الحلّي وابن داود ضمن الرواة الموثَّقين [١٦].

وصرّح المامقاني بأنّ رواية لقائه بـ الإمام الحسين عليه السلام تدلّ على عدالته ومدحه [١٧]. وقال المحقّق الخوئي: «يكفي في مدحه أنّه من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام» [١٨].

كما وثّقه بالاتّفاق علماء ورجاليّي أهل السنّة مع إشارتهم بأنّه كان شيعياً، واعتبروه مكثراً في نقل الحديث [١٩].

عبداللَّه وأهل البيت عليهم السلام

لم تتّضح لنا معالم حياة عبداللَّه بشكل واضح، إلّا أنّ الشواهد تدلّ على علاقته الوثيقة بأهل البيت عليهم السلام. فمع أنّ معاوية كان قد منع نشر فضائل علي عليه السلام إلّا أنّه روي عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبداللَّه بن شدّاد يقول: «وددت أنّي قمت على المنبر من غدوةٍ إلى الظهر، فأذكر فضائل علي بن أبي طالب، ثم أنزل فيُضرب عنقي» [٢٠].

وروى الصدوق والحاكم الحسكاني و ابن شهرآشوب نقلاً عن كتاب الفضائل للعكبري، عن عبداللَّه بن شدّاد، عن ابن عباس أنّه قال: «كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة، لو لم تكن له إلّا واحدة لنجا، ولقد كانت له ثماني عشرة منقبة لم تكن لأحدٍ من هذه الأُمة» [٢١].

وروى الكشّي وابن شهرآشوب بطريقين عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام: «أنّ رجلاً من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام كان مريضاً شديد الحمّى، فعاده الحسين بن علي عليه السلام، فلمّا دخل باب الدار طارت الحمّى عن الرجل، فقال له: قد رضيت بما أُوتيتم به حقّاً حقّاً والحمّى تهرب منكم، فقال: واللَّه ما خلق اللَّه شيئاً إلّا وقد أمره بالطاعة لنا، ياكياسة، قال: فاذا نحن نسمع الصوت ولانرى الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألّا تقربي إلّا عدوّاً أو مذنباً لكي تكون كفّارةً لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض عبداللَّه بن شدّاد بن الهاد الليثي» [٢٢].

ويبدو من هذه الرواية أنّه كان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام أيضاً. وممّا مرّ، وطبقاً لما ذكر ابن حجر وآخرون يتّضح أنّ عبارة تهذيب الكمال التي تدلّ على تصريح ابن سعد بمخالفته إنّما هي اشتباه [٢٣].

من روى عنهم ومن رووا عنه [٢٤]

روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً. وعن الإمام علي عليه السلام. وروى أيضاً عن بعض الصحابة، منهم: عمر بن الخطاب، ابن عباس، أُم سلمة، عائشة، العباس بن عبد المطلب، أبوه: شدّاد بن الهاد. وروى عنه جماعة، منهم: طاوس بن كيسان، الشعبي، عبد الملك بن أعين، رِبعي ابن حِراش، الحَكَم بن عُتَيبة، عبداللَّه بن شُبرُمة، سعد بن إبراهيم. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة، وفي بعض المصادر الروائية للشيعة [٢٥].

وفاته

اشترك عبداللَّه في ثورة عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث ضدّ عبد الملك بن مروان و الحجّاج بن يوسف الثقفي المعروفة بثورة القرّاء، سنة 81 ه، حيث قُتل في «دير الجماجم»[٢٦].

المراجع

  1. الجرح والتعديل 5: 80، الإصابة 5: 60، قاموس الرجال 6: 400.
  2. مختصر تاريخ دمشق 12: 254، تقريب التهذيب 1: 422.
  3. تهذيب التهذيب 5: 222، أُسد الغابة 2: 389، و3: 183.
  4. تهذيب الكمال 15: 82، الغدير 3: 93، سير أعلام النبلاء 3: 488.
  5. تقريب التهذيب 1: 422، جامع الرواة 1: 492.
  6. تقريب التهذيب 5: 222، تاريخ أسماء الثقات: 261، الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84.
  7. تقريب التهذيب 1: 348، أُسد الغابة 2: 389.
  8. أُسد الغابة 2: 389، الطبقات الكبرى: 61، المعارف: 282.
  9. الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 82.
  10. تنقيح المقال 2: 188.
  11. أُسدالغابة 3: 183، تهذيب الأسماء واللغات 1: 272.
  12. أُسد الغابة 2: 389، تاريخ بغداد 9: 437، تهذيب التهذيب 5: 222.
  13. تاريخ بغداد 9: 473، مختصر تاريخ دمشق 12: 255 - 256.
  14. مختصر تاريخ دمشق 12: 254.
  15. رجال الطوسي: 47، رجال البرقي: 4.
  16. خلاصة الأقوال: 192، رجال ابن داود: 120.
  17. تنقيح المقال 2: 188.
  18. معجم رجال الحديث 11: 232.
  19. تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، سير أعلام النبلاء 3: 489.
  20. سير أعلام النبلاء 3: 489، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 73، مناقب ابن شهرآشوب 2: 391.
  21. كتاب الخصال 2: 509، شواهد التنزيل 1: 15، 16، مناقب آل أبي طالب 2: 6
  22. رجال الكشّي: رقم (141)، مناقب آل أبي طالب 4: 58.
  23. أنظر: الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84، تهذيب التهذيب 5: 222.
  24. تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، تهذيب الكمال 15: 83.
  25. سير أعلام النبلاء 3 : 489، مناقب آل أبي طالب 4 : 58 ، رجال الكشّي : رقم (141)، كتاب الخصال 2 : 509 .
  26. الطبقات الكبرى 5: 61، تاريخ بغداد 9: 474، تهذيب التهذيب 5: 222، تاريخ خليفة: 218، 221.