الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حسين مجيب»

أُضيف ١٩ بايت ،  ٨ ديسمبر ٢٠٢٠
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ٢٩: سطر ٢٩:
|}
|}
</div>
</div>
حسين مجيب حسني المصري: عميد الأدب الإسلامي المقارن، وداعية إصلاح.
'''حسين مجيب حسني المصري''': عميد الأدب الإسلامي المقارن، وداعية إصلاح.
<br>ولد ب[[القاهرة]] عام 1334 ه/ 1916 م بقصر جدّه لأُمّه [[محمّد ثاقب باشا]] الذي كان وزيراً للري في عهد [[الخديوي إسماعيل]] عام 1347 ه/ 1929 م. وحينما كان طالباً في المدرسة الابتدائية عكف على قراءة كتب الرافعي و[[جبران خليل جبران]]، وقد ظهرت ملكاته الأدبية<br>عندما التحق بمدرسة السعيدية الثانوية بمحافظة [[الجيزة]] عام 1351 ه/ 1932 م، فكان يحصل على الدرجات النهائية في الإنشاء. ونشر أوّل قصيدة له بعنوان «الوردة الذابلة» وهي مرثية في ابنة عمّ له توفّيت، وهذه القصيدة من عيون شعره. كما كان متأثّراً بالخيال العالي في شعر الرافعي وشوقي والزهير وغيرهم من الشعراء الذين قرأهم. وفي هذه الفترة كان ينظم الشعر بالفرنسية ويقدّمه إلى مدرّسه ليصحّحه له، وكان المدرّس يبدي إعجابه بخياله ورقّة عاطفته. وكان يترجم من الشعر الإنجليزي إلى الشعر العربي. وفي الجامعة التحق بقسم اللغة العربية، وفيها تكاملت حصيلته اللغوية، وكانت من مواد الدراسة اللغة الفارسية والتركية، فأُولع بهما كثيراً، وتعمّق في دراستهما، وكان يعلّم نفسه بنفسه ولا يعتمد فقط على الدراسة. كما درس الألمانية، وترجم كتابا ألمانياً عنوانه «تاريخ الأدب الفارسي» وعلّق عليه. تعلّم الإنجليزية والفرنسية في المدرسة الثانوية، وفي الجامعة تعلّم الفارسية والتركية والألمانية. وبعد التخرّج التحق بمعهد اللغات الشرقية ثلاث سنوات بما يعادل الماجستير، وفيه أتقن الأوردية والإيطالية والروسية. وكان يترجم من هذه اللغات إلى العربية. درس المصري هذه اللغات بهدف التعرّف على المصادر الخاصّة بالتاريخ الإسلامي في هذه الآداب. وكان يترجم وهو طالب لزملائه وأساتذته من هذه اللغات، وقد ساعدته على الاطّلاع على التراث الإسلامي للشعوب الشرقية. وقد كان يرى أنّ هذا التراث لا يقتصر على الشعوب العربية فقط، ولكن يجب الاطّلاع على التراث الإسلامي لهذه الشعوب؛ لأنّه جزء من الحضارة الإسلامية وتاريخها. كما ساعدته هذه اللغات على عقد المقارنات بين آداب الشعوب الإسلامية. وحين حصل على دبلوم معهد الدراسات الشرقية الذي يعادل درجة الماجستير حالت [[الحرب العالمية الثانية]] دون سفره لإعداد رسالة الدكتوراه، فاشتغل بتدريس الأدب التركي والفارسي والأدب الإسلامي المقارن في جامعة القاهرة ومعهد الدراسات العربية. وعمل بالصحافة في بعض الصحف المصرية حتّى عام 1371 ه/ 1952 م، ثمّ سافر إلى [[تركيا]] للحصول على الدكتوراه عن [[فضولي البغدادي]] «أمير الشعر التركي»، وأثناء إعداده لرسالة الدكتوراه أُصيب بانفصال شبكي، طالت فيه‏<br>رحلة العلاج التي انتهت بفقد بصره. ورغم ذلك زاد إصراره وحصل على الدكتوراه، وكان أوّل عربي يحمل الدكتوراه في الأدب التركي، وأوّل من عرّف القارئ العربي بتراث الترك الأدبي، وأخرج العديد من الكتب في ذلك، وترجم الشعر التركي إلى شعر عربي على نفس الوزن والقافية، وكذلك الحال لآداب الشعوب الشرقية. وكان يساعده أثناء رحلته، سواء في القراءة أو الكتابة، ابنه وبعض أصدقائه. كانت سعة اطّلاعه وإلمامه باللغات الشرقية من العوامل التي ساعدته منذ البداية على عقد المقارنات بين الآداب الشرقية والإسلامية.
=الولادة=
ولد ب[[القاهرة]] عام 1334 ه/ 1916 م بقصر جدّه لأُمّه [[محمّد ثاقب باشا]] الذي كان وزيراً للري في عهد [[الخديوي إسماعيل]] عام 1347 ه/ 1929 م. وحينما كان طالباً في المدرسة الابتدائية عكف على قراءة كتب الرافعي و[[جبران خليل جبران]]، وقد ظهرت ملكاته الأدبية<br>عندما التحق بمدرسة السعيدية الثانوية بمحافظة [[الجيزة]] عام 1351 ه/ 1932 م، فكان يحصل على الدرجات النهائية في الإنشاء. ونشر أوّل قصيدة له بعنوان «الوردة الذابلة» وهي مرثية في ابنة عمّ له توفّيت، وهذه القصيدة من عيون شعره. كما كان متأثّراً بالخيال العالي في شعر الرافعي وشوقي والزهير وغيرهم من الشعراء الذين قرأهم. وفي هذه الفترة كان ينظم الشعر بالفرنسية ويقدّمه إلى مدرّسه ليصحّحه له، وكان المدرّس يبدي إعجابه بخياله ورقّة عاطفته. وكان يترجم من الشعر الإنجليزي إلى الشعر العربي. وفي الجامعة التحق بقسم اللغة العربية، وفيها تكاملت حصيلته اللغوية، وكانت من مواد الدراسة اللغة الفارسية والتركية، فأُولع بهما كثيراً، وتعمّق في دراستهما، وكان يعلّم نفسه بنفسه ولا يعتمد فقط على الدراسة. كما درس الألمانية، وترجم كتابا ألمانياً عنوانه «تاريخ الأدب الفارسي» وعلّق عليه. تعلّم الإنجليزية والفرنسية في المدرسة الثانوية، وفي الجامعة تعلّم الفارسية والتركية والألمانية. وبعد التخرّج التحق بمعهد اللغات الشرقية ثلاث سنوات بما يعادل الماجستير، وفيه أتقن الأوردية والإيطالية والروسية. وكان يترجم من هذه اللغات إلى العربية. درس المصري هذه اللغات بهدف التعرّف على المصادر الخاصّة بالتاريخ الإسلامي في هذه الآداب. وكان يترجم وهو طالب لزملائه وأساتذته من هذه اللغات، وقد ساعدته على الاطّلاع على التراث الإسلامي للشعوب الشرقية. وقد كان يرى أنّ هذا التراث لا يقتصر على الشعوب العربية فقط، ولكن يجب الاطّلاع على التراث الإسلامي لهذه الشعوب؛ لأنّه جزء من الحضارة الإسلامية وتاريخها. كما ساعدته هذه اللغات على عقد المقارنات بين آداب الشعوب الإسلامية. وحين حصل على دبلوم معهد الدراسات الشرقية الذي يعادل درجة الماجستير حالت [[الحرب العالمية الثانية]] دون سفره لإعداد رسالة الدكتوراه، فاشتغل بتدريس الأدب التركي والفارسي والأدب الإسلامي المقارن في جامعة القاهرة ومعهد الدراسات العربية. وعمل بالصحافة في بعض الصحف المصرية حتّى عام 1371 ه/ 1952 م، ثمّ سافر إلى [[تركيا]] للحصول على الدكتوراه عن [[فضولي البغدادي]] «أمير الشعر التركي»، وأثناء إعداده لرسالة الدكتوراه أُصيب بانفصال شبكي، طالت فيه‏<br>رحلة العلاج التي انتهت بفقد بصره. ورغم ذلك زاد إصراره وحصل على الدكتوراه، وكان أوّل عربي يحمل الدكتوراه في الأدب التركي، وأوّل من عرّف القارئ العربي بتراث الترك الأدبي، وأخرج العديد من الكتب في ذلك، وترجم الشعر التركي إلى شعر عربي على نفس الوزن والقافية، وكذلك الحال لآداب الشعوب الشرقية. وكان يساعده أثناء رحلته، سواء في القراءة أو الكتابة، ابنه وبعض أصدقائه. كانت سعة اطّلاعه وإلمامه باللغات الشرقية من العوامل التي ساعدته منذ البداية على عقد المقارنات بين الآداب الشرقية والإسلامية.
<br>وكان أوّل من اشتغل بالأدب الشرقي، وكذلك أوّل من اشتغل ب[[الأدب الإسلامي المقارن]]، وكان يقول: «عقد المقارنات له أهمّية خاصّة لا يستطيعها إلّامن ملك ناصية كلّ هذه اللغات، وهي أفضل ما يكون في إبراز حقائق الآداب التي تعقد بينها المقارنات. فنحن إذا عقدنا المقارنة بين فنون الشعر التركي والغربي فإنّما نعقد المقارنة بين شعبين. ومن هنا كان لابدّ من استغلال إلمامي بثماني لغات لعقد المقارنات بين آداب هذه الشعوب، وتبيّن لي من خلالها أنّ تراثنا الإسلامي ليس في العربية وحدها، بل في لغات الشعوب الإسلامية الأُخرى التي تعتبر كنوزاً متخفّية آن لها أن ترى النور، بل يمكن أن أقول: إنّ من يعتمد على دراسة التراث الإسلامي عند العرب وحدهم فإنّها تكون دراسة مبتورة، ولا بدّ من استكمالها بالنظر في آداب الشعوب الإسلامية الأُخرى».
<br>وكان أوّل من اشتغل بالأدب الشرقي، وكذلك أوّل من اشتغل ب[[الأدب الإسلامي المقارن]]، وكان يقول: «عقد المقارنات له أهمّية خاصّة لا يستطيعها إلّامن ملك ناصية كلّ هذه اللغات، وهي أفضل ما يكون في إبراز حقائق الآداب التي تعقد بينها المقارنات. فنحن إذا عقدنا المقارنة بين فنون الشعر التركي والغربي فإنّما نعقد المقارنة بين شعبين. ومن هنا كان لابدّ من استغلال إلمامي بثماني لغات لعقد المقارنات بين آداب هذه الشعوب، وتبيّن لي من خلالها أنّ تراثنا الإسلامي ليس في العربية وحدها، بل في لغات الشعوب الإسلامية الأُخرى التي تعتبر كنوزاً متخفّية آن لها أن ترى النور، بل يمكن أن أقول: إنّ من يعتمد على دراسة التراث الإسلامي عند العرب وحدهم فإنّها تكون دراسة مبتورة، ولا بدّ من استكمالها بالنظر في آداب الشعوب الإسلامية الأُخرى».
<br>ساعده الالتحاق بجامعة فؤاد الأوّل (جامعة القاهرة) بكلّية الآداب قسم اللغة العربية واللغات الشرقية على تعلّم اللغات الشرقية، وتخرّج فيها عام 1358 ه/ 1939 م. كما تعلّم اللغة الألمانية، وترجم منها العديد من البحوث والنصوص. وهو يرى أنّ دراسة اللغات الأوروبّية لازمة لمن يدرس الآداب الشرقية من عربية وفارسية وتركية، وذلك لضرورة الاطّلاع على دراسات المستشرقين في تلك اللغات، وخاصّة لمن يدرس الأدب الإسلامي المقارن.
<br>ساعده الالتحاق بجامعة فؤاد الأوّل (جامعة القاهرة) بكلّية الآداب قسم اللغة العربية واللغات الشرقية على تعلّم اللغات الشرقية، وتخرّج فيها عام 1358 ه/ 1939 م. كما تعلّم اللغة الألمانية، وترجم منها العديد من البحوث والنصوص. وهو يرى أنّ دراسة اللغات الأوروبّية لازمة لمن يدرس الآداب الشرقية من عربية وفارسية وتركية، وذلك لضرورة الاطّلاع على دراسات المستشرقين في تلك اللغات، وخاصّة لمن يدرس الأدب الإسلامي المقارن.
٤٬٩٤١

تعديل