الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تحریف القرآن»

ط
ط (نقل Mohsenmadani صفحة مسودة:تحریف القرآن إلى تحریف القرآن)
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ٤: سطر ٤:
== التحريف لغة وإصطلاحاً ==
== التحريف لغة وإصطلاحاً ==
=== التحريف لغةً ===  
=== التحريف لغةً ===  
حرف الشيء : طرفه وجانبه، وتحريفه : إمالته والعدول به عن موضعه إلىٰ طرفٍ أو جانب. قال تعالىٰ :وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ الله علىٰ حَرْفٍ*<ref>الحج ٢٢ : ١١</ref> قال الزمخشري : أي علىٰ طرفٍ من الدين لا في وسطه وقلبه، وهذا مثلٌ لكونهم علىٰ قلقٍ واضطرابٍ في دينهم، لا علىٰ سكونٍ وطمأنينة.<ref>الزمحشري، محمد،  الكشاف ٣ : ١٤٦.</ref>  
حرف الشيء : طرفه وجانبه، وتحريفه : إمالته والعدول به عن موضعه إلىٰ طرفٍ أو جانب. قال تعالىٰ :وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ الله علىٰ حَرْفٍ*<ref>الحج ٢٢ : ١١</ref>. قال الزمخشري : أي علىٰ طرفٍ من الدين لا في وسطه وقلبه، وهذا مثلٌ لكونهم علىٰ قلقٍ واضطرابٍ في دينهم، لا علىٰ سكونٍ وطمأنينة.<ref>الزمحشري، محمد،  الكشاف ٣ : ١٤٦.</ref>.
=== التحريف اصطلاحاً ===  
=== التحريف اصطلاحاً ===  
أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة نذكر البعض منها:  
أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة نذكر البعض منها:  
==== التحريف المعنوي ====
==== التحريف المعنوي ====
ويراد به حمل اللفظ علىٰ معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالإجماع  
ويراد به حمل اللفظ علىٰ معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالإجماع  
لقوله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من [[التفسير بالرأي]] المنهي عنه.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٢٤.</ref> <ref> السيوطي، جلال الدين،  الإتقان للسيوطي، ج٤، ص٢١٠.</ref> ، قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٤.]</ref>
لقوله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من [[التفسير بالرأي]] المنهي عنه.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٢٤.</ref> <ref> السيوطي، جلال الدين،  الإتقان للسيوطي، ج٤، ص٢١٠.</ref>. ، قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٤.]</ref>.
==== التحريف اللفظي ====
==== التحريف اللفظي ====
وهو علىٰ أقسام منها   
وهو علىٰ أقسام منها   
١ ـ التحريف بالزيادة : بمعنىٰ أنّ بعض الكلمات او الآيات او السور التى فى هذا المصحف الشريف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل.
١ ـ التحريف بالزيادة : بمعنىٰ أنّ بعض الكلمات او الآيات او السور التى فى هذا المصحف الشريف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل.
٢ ـ التحريف بالنقص : بمعنىٰ أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لا يشتمل علىٰ جميع القرآن الذي نزل من السماء، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن علىٰ الناس إمّا عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض؛ كلمةً أو آية أو سورة،  
٢ ـ التحريف بالنقص : بمعنىٰ أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لا يشتمل علىٰ جميع القرآن الذي نزل من السماء، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن علىٰ الناس إمّا عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض؛ كلمةً أو آية أو سورة،  
والتحريف بهاذين المعنين هو موضوع البحث حيثُ ادّعىٰ البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلىٰ قرآئن ضعيفة التى نترك البحث عن مدى تماميتها الى مجالٍ أخر انشا الله.<ref>الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ج1،</ref> ص٢١٥.  
والتحريف بهاذين المعنين هو موضوع البحث حيثُ ادّعىٰ البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلىٰ قرآئن ضعيفة التى نترك البحث عن مدى تماميتها الى مجالٍ أخر انشا الله.<ref>الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ج1، ص215</ref>.  
=== المطلب الاول: موقف مدرسة الخلفاء تجاه النص القرآني ===
=== المطلب الاول: موقف مدرسة الخلفاء تجاه النص القرآني ===
[[اهل السنة|اهل السنة والجماعة]] يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر.
[[اهل السنة|اهل السنة والجماعة]] يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر.
قال القاضي عياض في بيان موقف مدرسة الخلفاء: وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.<ref>القاضي، عياض، الشفاء في بيان حقوق  المصطفي، ج2، ص  340.</ref>   
قال القاضي عياض في بيان موقف [[مدرسة الخلفاء]]: وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.<ref>القاضي، عياض، الشفاء في بيان حقوق  المصطفي، ج2، ص  340.</ref>.    
وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر.  
وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر.  
وقال القاضي أبو يعلى: والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيب). وقال: إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك، بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير.
وقال القاضي أبو يعلى: والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيب). وقال: إن القرآن جمع بمحضر من [[الصحابة]] رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك، بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير.


=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة الخلفاء ===
=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة الخلفاء ===
مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها:
مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها:
====  إستدلال بالآيات القرآنية ====
====  إستدلال بالآيات القرآنية ====
قوله تعالى  :إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ<ref>الحجر، 9.</ref>   قال [[ابن جرير الطبري]]: قوله تعالى ذكره: ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه، وحدوده، وفرائضه.  
قوله تعالى  :إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ<ref>الحجر، 9.</ref>. قال [[ابن جرير الطبري]]: قوله تعالى ذكره: ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه، وحدوده، وفرائضه.  
وكذا قوله تعالى: { ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز* لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ <ref>فصلت، 42.</ref>  
وكذا قوله تعالى: { ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز* لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ <ref>فصلت، 42.</ref>.
والمعنى:  عَزِيزٌ أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء، ولهذا قال: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ } أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه.<ref>الطبري، ابو جعفر، ج5، ص 481 في ذيل تفسير آية 41 فصلت.</ref>
والمعنى:  عَزِيزٌ أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء، ولهذا قال: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ } أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه.<ref>الطبري، ابو جعفر، ج5، ص 481 في ذيل تفسير آية 41 فصلت.</ref>.


===  الاستدلال بتواتر القرآن ===
===  الاستدلال بتواتر القرآن ===
والقرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر ترويه الأجيال جيلا عن جيل، من عهد الصحابة على اختلاف بلدانهم وأقطارهم، يحفظه الصغير والكبير، والرجال والنساء، وتتفق مصاحفهم عليه مع اختلاف الأزمان والبلدان. ومثل هذا تقطع العقول بحفظه، ويحصل العلم الضروري به.
والقرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر ترويه الأجيال جيلا عن جيل، من عهد الصحابة على اختلاف بلدانهم وأقطارهم، يحفظه الصغير والكبير، والرجال والنساء، وتتفق مصاحفهم عليه مع اختلاف الأزمان والبلدان. ومثل هذا تقطع العقول بحفظه، ويحصل العلم الضروري به.
===  مناقشة الأدلة المذكورة ===
===  مناقشة الأدلة المذكورة ===
أولاً:  بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد [[النبي]](ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به ابن عطية حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... <ref>بدرالدين، احمد بن محمد، عقد القاري،ج3ص19.</ref>  كذلك يقول القرطبي: كان القرآن فى مدة النبي(ص)متفرقاً فى صدور الرجال وقد كتب الناس منه .......ثو يذكر ما ذكره ابن عطية حذوا ًبحذوٍ <ref>القرطبي، محمد بن احمد، جامع الاحكام للقرآن،ج1، ص49.</ref>     فالاستدلال بالآيات القرآنية لنفي التحريف غير سليم.
أولاً:  بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد [[النبي]](ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به [[ابن عطية]] حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... <ref>بدرالدين، احمد بن محمد، عقد القاري،ج3ص19.</ref>. كذلك يقول القرطبي: كان القرآن فى مدة النبي(ص)متفرقاً فى صدور الرجال وقد كتب الناس منه .......ثو يذكر ما ذكره ابن عطية حذوا ًبحذوٍ <ref>القرطبي، محمد بن احمد، جامع الاحكام للقرآن،ج1، ص49.</ref>.فالاستدلال بالآيات القرآنية لنفي التحريف غير سليم.
ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده .<ref>الخوئي، السيد ابو القاسم، البيان فى تفسير القرآن’ ص 255.</ref> نعم على نظرية بعض المحققين - اللذين ذهبوا الرأي ذهبوا الى أن القرآن قد تمّ جمعه فى عهد النبي(ص) وكان ترتيبه على ما هو موجود فى المصاحف الآن_ يتم بهذا النحو من الإستدل.<ref> فدا حسين، حليمي، مقالة معنون، آراء علماء التفسير وعلوم القرآن فى تىدوين القرآن وجمعه</ref>
ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده .<ref>الخوئي، السيد ابو القاسم، البيان فى تفسير القرآن’ ص 255.</ref>. نعم على نظرية بعض المحققين - اللذين ذهبوا الرأي ذهبوا الى أن القرآن قد تمّ جمعه فى عهد النبي(ص) وكان ترتيبه على ما هو موجود فى المصاحف الآن_ يتم بهذا النحو من الإستدل.<ref> فدا حسين، حليمي، مقالة معنون، آراء علماء التفسير وعلوم القرآن فى تىدوين القرآن وجمعه</ref>.


=== المطلب الثاني: موقف مدرسة اهل البيت(ع) تجاه تحريف القرآن ===
=== المطلب الثاني: موقف مدرسة اهل البيت(ع) تجاه تحريف القرآن ===
موقف مدرسة أهل البيت ع من تحريف القرآن الكريم وعدمه هو موقف ائمتهم المعصومين وعلمائهم الخبراء بالمذهب الذين يميّزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه، فاما العلماء فهناك إجماع على عدم وقوع التحريف المتنائع فيه والمبحوث عنه، حيث يقول: [[الشيخ الصدوق]] ( ت 381 ) في نفي القول بالتحريف: ( إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله اللّه علي نبيّه محمد ( ع ) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة .<ref>المفيد، محمد بن محمد،  الاعتقادات للشيخ المفيد ص 84</ref><ref>الصدوق، ابن باويه، اعتقادات الصدوق، ص93.</ref>     
موقف مدرسة أهل البيت ع من تحريف القرآن الكريم وعدمه هو موقف ائمتهم المعصومين وعلمائهم الخبراء بالمذهب الذين يميّزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه، فاما العلماء فهناك إجماع على عدم وقوع التحريف المتنائع فيه والمبحوث عنه، حيث يقول: [[الشيخ الصدوق]] ( ت 381 ) في نفي القول بالتحريف: ( إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله اللّه علي نبيّه محمد ( ع ) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة .<ref>المفيد، محمد بن محمد،  الاعتقادات للشيخ المفيد ص 84</ref><ref>الصدوق، ابن باويه، اعتقادات الصدوق، ص93.</ref>.    


وكذلك يقول [[الشيخ المفيد]]:  ( ت 413 ) : وقد قال جماعة من أهل [[الإمامة]] : أنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله، وتفسير معانيه علي حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام اللّه تعالي الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا ا لقول أشبه من مقال من ادّعي نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقة دون التأويل، واليه أميل، واللّه أسأل توفيفه للصواب.<ref>علم الهدى، السيد مرتضى، أوائل المقالات، ص 54 - 56 .</ref> وكذلك يقول: [[الشريف المرتضي]] ( ت 436 ) : إنّ القرآن كان علي عهد رسول اللّه ( ص ) مجموعاً مؤلّفاً علي ما هو عليه الآن . . . من خالف في ذلك من الإماميّة والحشويّة لا يعتدّ بخلافهم، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلي قوم من أصحاب الحديث، نقلوا أخبارا ضعيفة ظنّوا بصحّتها، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علي صحّته  وكذلك يقول [[الشيخ الطوسي]]: ( ت 460 ) : وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه، فممّا لا يليق به أيضاً، لأنّ الزيادة فيه مجمع علي بطلانها، والنقصان منه، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا. <ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، ج1، ص3 .</ref>. وكذلك قال [[العلّامة الحلي]]: ( ت 627 ) : الحق أنّه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنّه لم يزد ولم ينقص ونعوذ باللّه من أمّة تعتقد مثل ذلك، فإنّه يوجب التطرّق إلي معجزة الرسول ( ص ) المنقولة بالتواتر.<ref>الحلي، ابن المطهر، أجوبة المسائل المهناوية، ص121.</ref> فهذا هو موقف أساطين العلماء من مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
وكذلك يقول [[الشيخ المفيد]]:  ( ت 413 ) : وقد قال جماعة من أهل [[الإمامة]] : أنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله، وتفسير معانيه علي حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام اللّه تعالي الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا ا لقول أشبه من مقال من ادّعي نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقة دون التأويل، واليه أميل، واللّه أسأل توفيفه للصواب.<ref>علم الهدى، السيد مرتضى، أوائل المقالات، ص 54 - 56 .</ref> وكذلك يقول: [[الشريف المرتضي]] ( ت 436 ) : إنّ القرآن كان علي عهد رسول اللّه ( ص ) مجموعاً مؤلّفاً علي ما هو عليه الآن . . . من خالف في ذلك من الإماميّة والحشويّة لا يعتدّ بخلافهم، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلي قوم من أصحاب الحديث، نقلوا أخبارا ضعيفة ظنّوا بصحّتها، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علي صحّته  وكذلك يقول [[الشيخ الطوسي]]: ( ت 460 ) : وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه، فممّا لا يليق به أيضاً، لأنّ الزيادة فيه مجمع علي بطلانها، والنقصان منه، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا. <ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، ج1، ص3 .</ref>. وكذلك قال [[العلّامة الحلي]]: ( ت 627 ) : الحق أنّه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنّه لم يزد ولم ينقص ونعوذ باللّه من أمّة تعتقد مثل ذلك، فإنّه يوجب التطرّق إلي معجزة الرسول ( ص ) المنقولة بالتواتر.<ref>الحلي، ابن المطهر، أجوبة المسائل المهناوية، ص121.</ref>. فهذا هو موقف أساطين العلماء من مدرسة أهل البيت عليهم السلام.


=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة أهل البيت ع ===
=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة أهل البيت ع ===
سطر ٤٥: سطر ٤٥:


==== إمضاء اهل البيت عليهم‌السلام للقرآن الموجود فى عصرهم ====
==== إمضاء اهل البيت عليهم‌السلام للقرآن الموجود فى عصرهم ====
فلو حصل التحريف في زمن الصحابة بعد وفاة الرسول(ص) لم يكن يسع أمير المؤمنين عليه‌السلام والسيدة خيرة النساء والخيرة من صحابة الرسول صلى‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم السكوت علىٰ هذا الأمر الخطير الذي يمسّ أساس الإسلام، ولكان علىٰ أمير المؤمنين عليه‌السلام وسائر الصحابة أن يُظْهِروا القرآن الحقيقي، ويبيّنوا مواضع التحريف في هذا الموجود وإن حدث ما حدث، لكنّنا لم نجد ذكراً لذلك، لا في خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام المعروفة بالشقشقية، ولا في غيرها من خُطَبهِ وكلماته وكتبه التي اعترض بها علىٰ من تقدّمه، ولا في خطبة الزهراء عليها‌السلام المعروفة بمحضر أبي بكر، كما لم نجد أحداً من الصحابة أو من غيرهم، قد طالبهما بارجاع القرآن إلىٰ أصله الذي كان يُقْرَأ به في زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ وسلم أو نبّه علىٰ حدوث التحريف ومواطنه،. فكيف صحّ من امير المومنين عليه‌السلام أن يهمل هذا الامر الخطير، وهو الذي أصرّ علىٰ إرجاع القطائع التي أقطعها عثمان، وقال في خطبةٍ له عليه‌السلام : « والله لو وجدته قد تُزوِّج به النساء ومُلِك به الإماء لرددته، فانّ في العدل سَعَة، ومن ضاق عليه العدل <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، ج1، ص51.</ref>  
فلو حصل التحريف في زمن الصحابة بعد وفاة الرسول(ص) لم يكن يسع أمير المؤمنين عليه‌السلام والسيدة خيرة النساء والخيرة من صحابة الرسول صلى‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم السكوت علىٰ هذا الأمر الخطير الذي يمسّ أساس الإسلام، ولكان علىٰ أمير المؤمنين عليه‌السلام وسائر الصحابة أن يُظْهِروا القرآن الحقيقي، ويبيّنوا مواضع التحريف في هذا الموجود وإن حدث ما حدث، لكنّنا لم نجد ذكراً لذلك، لا في خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام المعروفة بالشقشقية، ولا في غيرها من خُطَبهِ وكلماته وكتبه التي اعترض بها علىٰ من تقدّمه، ولا في خطبة [[الزهراء]] عليها‌السلام المعروفة بمحضر أبي بكر، كما لم نجد أحداً من الصحابة أو من غيرهم، قد طالبهما بارجاع القرآن إلىٰ أصله الذي كان يُقْرَأ به في زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ وسلم أو نبّه علىٰ حدوث التحريف ومواطنه،. فكيف صحّ من امير المومنين عليه‌السلام أن يهمل هذا الامر الخطير، وهو الذي أصرّ علىٰ إرجاع القطائع التي أقطعها عثمان، وقال في خطبةٍ له عليه‌السلام : « والله لو وجدته قد تُزوِّج به النساء ومُلِك به الإماء لرددته، فانّ في العدل سَعَة، ومن ضاق عليه العدل <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، ج1، ص51.</ref>  
مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير ؟! إذن فإمضاؤه عليه‌السلام للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ علىٰ عدم وقوع التحريف فيه.
مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير ؟! إذن فإمضاؤه عليه‌السلام للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ علىٰ عدم وقوع التحريف فيه.


سطر ٦١: سطر ٦١:
=====قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام =====  
=====قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام =====  
كتاب ربّكم فيكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسّع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنّة نسخه، وواجب في السنّة أخذه، ومرخّص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه، من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبوله في أدناه، موسّع في أقصاه. <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، 1، ص 44 .</ref>   
كتاب ربّكم فيكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسّع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنّة نسخه، وواجب في السنّة أخذه، ومرخّص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه، من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبوله في أدناه، موسّع في أقصاه. <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، 1، ص 44 .</ref>   
===== قال الإمام الصادق عليه السلام =====  
===== قال [[الإمام الصادق]] عليه السلام =====  
عن علي بن سالم عن أبيه قال : « سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام فقلت له يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي  لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[<ref>الصدوق، ابن بابويه، الأمالي، ص 51.‏</ref>
عن علي بن سالم عن أبيه قال : « سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام فقلت له يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي  لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[<ref>الصدوق، ابن بابويه، الأمالي، ص 51.‏</ref>


سطر ٦٨: سطر ٦٨:


=== الدليل الثاني: نفي التحريف بتدوين القرآن في عهد النبوّي ===
=== الدليل الثاني: نفي التحريف بتدوين القرآن في عهد النبوّي ===
على أساس النظرية المعروفه لدى مدرسة اهل البيت: التي تقول بأنّ اول من جمع القرآن وقام بتنظيم آياته وأثبتها فى مواضعها المرادة للّله عزوجل هو الرسول الأعظم(ص) فهو الذي بدرايته وحفظه أتم السور ورتبها وأشرف عليها مملياً ومستكتباً أمراً الناس بكتابته والقيام بحفظه والإشتغال بنسخه وما أرجأء آية نزلت ولا كلمة إلى زمن أتٍ لتكتب ولا لمقام آخر لتدون وما اعتمد على أمته فى هذا الدور الخطير الذي يحتاج الى تسديد مباشر من الوحي القائل بهذه النظرية هو جمهور الشيعة وكثيرُ من علماء محققين أهل السنة. <ref>حليمي، فدا حسين، مقاله عنواه (أراء علما ء التفسير وعلوم القرآن فى تدوين القرآن وجمعه)</ref>.  وذكروا فى ذلك وجوه متعددة منها:
على أساس النظرية المعروفه لدى [[مدرسة اهل البيت]]: التي تقول بأنّ اول من جمع القرآن وقام بتنظيم آياته وأثبتها فى مواضعها المرادة للّله عزوجل هو الرسول الأعظم(ص) فهو الذي بدرايته وحفظه أتم السور ورتبها وأشرف عليها مملياً ومستكتباً أمراً الناس بكتابته والقيام بحفظه والإشتغال بنسخه وما أرجأء آية نزلت ولا كلمة إلى زمن أتٍ لتكتب ولا لمقام آخر لتدون وما اعتمد على أمته فى هذا الدور الخطير الذي يحتاج الى تسديد مباشر من الوحي القائل بهذه النظرية هو جمهور الشيعة وكثيرُ من علماء محققين أهل السنة. <ref>حليمي، فدا حسين، مقاله عنواه (أراء علما ء التفسير وعلوم القرآن فى تدوين القرآن وجمعه)</ref>.  وذكروا فى ذلك وجوه متعددة منها:
==== الوجه الاول: طبيعة الأشياء تقتضى ذلك ====  
==== الوجه الاول: طبيعة الأشياء تقتضى ذلك ====  
طبيعة الأشياء تدل بشكل واضح على أنّ القرأن قد تم تدوينه فى زمن النبي(ص) ونقصد بطبيعة الأشياء هى مجموعة من الظروف والخصائص الموضوعية المسلمة واليقينية التى عاشها النبي(ص)والمسلمون، والقرآن مّما يجعلنا نقتنع بضرورة قيام النبي(ص) بجمع القرآن فى عهده. وهذه الظروف والخصائص هى عبارة عن:
طبيعة الأشياء تدل بشكل واضح على أنّ القرأن قد تم تدوينه فى زمن النبي(ص) ونقصد بطبيعة الأشياء هى مجموعة من الظروف والخصائص الموضوعية المسلمة واليقينية التى عاشها النبي(ص)والمسلمون، والقرآن مّما يجعلنا نقتنع بضرورة قيام النبي(ص) بجمع القرآن فى عهده. وهذه الظروف والخصائص هى عبارة عن:
سطر ١٠٦: سطر ١٠٦:
فهل من العقل في شي‏ء أن ينظر الحكيم إلى الناس وقد أبطلوا النبوة وضيّعوا معجزتها وهي الرسالة الخاتمة، دونما تدخل لحفظها وتخليدها.
فهل من العقل في شي‏ء أن ينظر الحكيم إلى الناس وقد أبطلوا النبوة وضيّعوا معجزتها وهي الرسالة الخاتمة، دونما تدخل لحفظها وتخليدها.
هذه المقدمات الثلاث توصلنا إلى ضرورة حفظ القران الكريم باعتباره المعجزة الخالدة لتبقى حجة على الناس تدلهم على نبوة النبي صلى الله عليه وعلى آله ليسلموا للَّه الواحد القهار. وكذلك يتم الاستدلال بسيرة اهل البيت الطهار على هذه النظرية لاثبات عدم تحريف القرآن ايضاً  
هذه المقدمات الثلاث توصلنا إلى ضرورة حفظ القران الكريم باعتباره المعجزة الخالدة لتبقى حجة على الناس تدلهم على نبوة النبي صلى الله عليه وعلى آله ليسلموا للَّه الواحد القهار. وكذلك يتم الاستدلال بسيرة اهل البيت الطهار على هذه النظرية لاثبات عدم تحريف القرآن ايضاً  
==الهوامش==
{{الهوامش}}
==المصادر==
==المصادر==
* قرآن كريم.
* قرآن كريم.
سطر ١٣٠: سطر ١٣٤:
* الصدوق، ابن بابويه، عيون أخبار الرضا عليه السلام‏ ؛ مطبع  نشر جهان‏ تهران 1378 ق.‏
* الصدوق، ابن بابويه، عيون أخبار الرضا عليه السلام‏ ؛ مطبع  نشر جهان‏ تهران 1378 ق.‏


==الهوامش==
[[تصنيف:القرآن]]
[[تصنيف: القرآن]]
[[تصنيف:الموضوعات القرآنية]]
[[تصنيف: الموضوعات القرآنية]]
٤٬٩٤١

تعديل