الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد باقر الصدر»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٧٧: سطر ٧٧:
ويعدّ السيّد الفاتح لميدان الدراسات الاستقرائية في دائرة الفكر الإسلامي، والمجدّد في مجال علم الأُصول، والمطوّر لأساليب دراسته ودراسة علم الفقه، والمكتشف للأُسس العامّة للمذهب الاقتصادي في الإسلام. فذاع صيته وأصبح مناراً فكرياً شامخاً في شتّى‏ ميادين المعرفة.
ويعدّ السيّد الفاتح لميدان الدراسات الاستقرائية في دائرة الفكر الإسلامي، والمجدّد في مجال علم الأُصول، والمطوّر لأساليب دراسته ودراسة علم الفقه، والمكتشف للأُسس العامّة للمذهب الاقتصادي في الإسلام. فذاع صيته وأصبح مناراً فكرياً شامخاً في شتّى‏ ميادين المعرفة.


يقول الشيخ [[محمّد علي التسخيري]]: «إنّي وفّقّت للاستفادة من أساتذة كبار وعلماء أفذاذ، لكنّ أُستاذين جليلين منهم تركا أكبر الأثر في حياتي العلمية والفكرية بل والروحية، وهما:الإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، والمرحوم آية اللَّه الشهيد [[المطهّري]].
يقول الشيخ [[محمّد علي التسخيري]]: «إنّي وفّقّت للاستفادة من أساتذة كبار وعلماء أفذاذ، لكنّ أُستاذين جليلين منهم تركا أكبر الأثر في حياتي العلمية والفكرية بل والروحية، وهما:الإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، والمرحوم آية اللَّه الشهيد المطهّري.


ولقد كانا شبيهين إلى حدّ بعيد في كثير من الخصائص، ومنها: تقارب الشهادتين، الجهاد حتّى آخر نفس وعن وعي، التنظير والاتنقال من المفردة إلى القانون، الموسوعية والتأليف في مختلف الجوانب، العمق والاستدلال المتين، الاهتمام الجادّ بالفلسفة الإسلامية وعرضها بشكل واضح وبنّاء، التضلّع في الفقه، التعبّد العرفاني، الولاء لأهل البيت، الاهتمام بقضايا الأُمّة الفكرية والعلمية، الصحوة الإسلامية العالمية، الإصلاح الحوزوي في النجف و[[قم]]، التخطيط المستقبلي لبناء المجتمع الإسلامي المطلوب، الخلق والتواضع الكامل وخصوصاً للعلم والعلماء، العمل في سبيل [[الوحدة الإسلامية]]، حبّ ودعم الثورة الإسلامية و[[الإمام الخميني]] الراحل، الوقوف بوجه الأفكار اليسارية واليمينية والهجينة وردّ دعاياتها، إقامة الجسور مع المفكّرين والشباب والجامعات وتغذيتهم بالثقافة الإسلامية الأصيلة، [[التجديد]] في الفكر الديني.
ولقد كانا شبيهين إلى حدّ بعيد في كثير من الخصائص، ومنها: تقارب الشهادتين، الجهاد حتّى آخر نفس وعن وعي، التنظير والاتنقال من المفردة إلى القانون، الموسوعية والتأليف في مختلف الجوانب، العمق والاستدلال المتين، الاهتمام الجادّ بالفلسفة الإسلامية وعرضها بشكل واضح وبنّاء، التضلّع في الفقه، التعبّد العرفاني، الولاء لأهل البيت، الاهتمام بقضايا الأُمّة الفكرية والعلمية، الصحوة الإسلامية العالمية، الإصلاح الحوزوي في النجف و[[قم]]، التخطيط المستقبلي لبناء المجتمع الإسلامي المطلوب، الخلق والتواضع الكامل وخصوصاً للعلم والعلماء، العمل في سبيل [[الوحدة الإسلامية]]، حبّ ودعم الثورة الإسلامية و[[الإمام الخميني]] الراحل، الوقوف بوجه الأفكار اليسارية واليمينية والهجينة وردّ دعاياتها، إقامة الجسور مع المفكّرين والشباب والجامعات وتغذيتهم بالثقافة الإسلامية الأصيلة، [[التجديد]] في الفكر الديني.
سطر ١٤١: سطر ١٤١:
=دوره في تأسيس حزب الدعوة=
=دوره في تأسيس حزب الدعوة=


في 12 ديسمبر عام 1957 عقد أوّل اجتماع في كربلاء في بيت السيّد محسن الحكيم لمناقشة مسألة تأسيس حزب إسلامي، حضر هذا الاجتماع: السيّد محمّد باقر الصدر والسيّد مرتضى العسكري والسيّد مهدي الحكيم، وتمخض عنه وضع اللبنات الأساسية لحزب الدعوة الإسلامية.  
في 12 ديسمبر عام 1957 عقد أوّل اجتماع في كربلاء في بيت السيّد [[محسن الحكيم]] لمناقشة مسألة تأسيس حزب إسلامي، حضر هذا الاجتماع: السيّد محمّد باقر الصدر والسيّد [[مرتضى العسكري]] والسيّد [[مهدي الحكيم]]، وتمخض عنه وضع اللبنات الأساسية لحزب الدعوة الإسلامية.  


وكان السيّد الصدر يدير الاجتماعات التحضيرية والتأسيسية لهذا الحزب ويرسي قواعده وأسسه التنظيمية، وفي 14 تموز 1958 أخذ الحزب شكله التنظيمي النهائي.
وكان السيّد الصدر يدير الاجتماعات التحضيرية والتأسيسية لهذا الحزب ويرسي قواعده وأسسه التنظيمية، وفي 14 تموز 1958 أخذ الحزب شكله التنظيمي النهائي.


وقد ظهر حزب الدعوة الإسلامية بقوّة في الساحة العراقية بعد أن أفل نجم جماعة العلماء، وأصبحت الدعوة بديلاً عن تلك الحركة التي كانت تحظى بدعم مراجع وعلماء النجف كآية الله السيّد محسن الحكيم وآية الله السيّدالخوئي وغيرهما.
وقد ظهر [[حزب الدعوة الإسلامية]] بقوّة في الساحة العراقية بعد أن أفل نجم جماعة العلماء، وأصبحت الدعوة بديلاً عن تلك الحركة التي كانت تحظى بدعم مراجع وعلماء النجف كالسيّد محسن الحكيم والسيّدالخوئي وغيرهما.


وكان السيّد الصدر يعتقد بأهمّية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة، تحكم بما أنزل الله عزّ وجلّ، تعكس كلّ جوانب الإسلام المشرقة، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الإنسانية النموذجية، بل وتثبت أنّ الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك، وقد أثبتت كتبه ( اقتصادنا، وفلسفتنا، البنك اللاربوي في الإسلام، وغيرها) ذلك على الصعيد النظري.
وكان السيّد الصدر يعتقد بأهمّية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة، تحكم بما أنزل الله عزّ وجلّ، تعكس كلّ جوانب الإسلام المشرقة، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الإنسانية النموذجية، بل وتثبت أنّ الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك، وقد أثبتت كتبه ( اقتصادنا، وفلسفتنا، البنك اللاربوي في الإسلام، وغيرها) ذلك على الصعيد النظري.


وكان يعتقد أنّ قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والأوضاع المتحسّسة لهموم الأمّة وآمالها وطموحاتها، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم، وهذا ما سمّاه السيّد الشهيد بمشروع "المرجعية الصالحة".
وكان يعتقد أنّ قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والأوضاع المتحسّسة لهموم الأمّة وآمالها وطموحاتها، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء [[العالم الإسلامي]] من مفاهيم، وهذا ما سمّاه السيّد الشهيد بمشروع "المرجعية الصالحة".


ومن الأمور التي كانت موضع اهتمام السيّد الصدر وضع الحوزة العلمية، الذي لم يكن يتناسب مع تطوّر الأوضاع في العراق ـ على الأقلّ ـ لا كمّاً ولا كيفاً، وكان أهمّ عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابّة المثقّفة الواعية، وتطعيم الحوزة بها.
ومن الأمور التي كانت موضع اهتمام السيّد الصدر وضع [[الحوزة العلمية]]، الذي لم يكن يتناسب مع تطوّر الأوضاع في العراق ـ على الأقلّ ـ لا كمّاً ولا كيفاً، وكان أهمّ عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابّة المثقّفة الواعية، وتطعيم الحوزة بها.


أمّا مسألة خروج الصدر من حزب الدعوة فهي من الأمور التي أثارت التساؤلات، فهناك من يرى أنّ المرجع السيّد محسن الحكيم دعا السيّد الصدر والسيّد مهدي الحكيم إلى عدم الانتماء إلى الأحزاب السياسية، فكان خروج الصدر من هذا المنطلق. وقد جاء ذلك لأمرين: إمّا أنه شعر بخطر على السيّد الصدر وحزب الدعوة الإسلامية من قبل حزب البعث ،فأراد أن يكون الصدر أباً راعياً للحركة من خارجها، وإمّا أنّه لم يدع أولاده وأطرافه أن تنتمي إلى حزب سياسي حفاظاً على الصفة العمومية للمرجعية.
أمّا مسألة خروج الصدر من حزب الدعوة فهي من الأمور التي أثارت التساؤلات، فهناك من يرى أنّ المرجع السيّد محسن الحكيم دعا السيّد الصدر والسيّد مهدي الحكيم إلى عدم الانتماء إلى الأحزاب السياسية، فكان خروج الصدر من هذا المنطلق. وقد جاء ذلك لأمرين: إمّا أنه شعر بخطر على السيّد الصدر وحزب الدعوة الإسلامية من قبل [[حزب البعث]] ،فأراد أن يكون الصدر أباً راعياً للحركة من خارجها، وإمّا أنّه لم يدع أولاده وأطرافه أن تنتمي إلى حزب سياسي حفاظاً على الصفة العمومية للمرجعية.


=الصراع مع النظام البعثي=  
=الصراع مع النظام البعثي=  


للسيّد محمّد باقر الصدر مواقف سياسية كبيرة ضدّ النظام البعثقي، ففي عام 1969م بدأ ينسّق مع المرجع السيّد محسن الحكيم لإقامة اجتماع جماهيري حاشد، عقب توجيه تهمة التجسّس لنجله السيّد مهدي الحكيم من قبل نظام حزب البعث، وليؤكّد علي مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمّة وقوّتها وقدرتها الشعبية، وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام أمير المؤمنين [[علي بن أبي طالب]] ( عليه السلام )، وكان حاشداً ومهيباً ضمّ أغلب طبقات المجتع العراقي وأصنافه.
للسيّد محمّد باقر الصدر مواقف سياسية كبيرة ضدّ النظام البعثي، ففي عام 1969م بدأ ينسّق مع المرجع السيّد محسن الحكيم لإقامة اجتماع جماهيري حاشد، عقب توجيه تهمة التجسّس لنجله السيّد مهدي الحكيم من قبل نظام حزب البعث، وليؤكّد علي مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمّة وقوّتها وقدرتها الشعبية، وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام أمير المؤمنين [[علي بن أبي طالب]] ( عليه السلام )، وكان حاشداً ومهيباً ضمّ أغلب طبقات المجتع العراقي وأصنافه.


بعد حادثة اغتيال  الشيخ [[مرتضى المطهري]] في إيران، قرّر السيّد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة، وذلك لأنّه كان من رجال الثورة ومنظّريها، وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة.
بعد حادثة اغتيال  الشيخ [[مرتضى المطهّري]] في إيران، قرّر السيّد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة، وذلك لأنّه كان من رجال الثورة ومنظّريها، وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة.


ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيّام انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 م إجابته عن كلّ البرقيات التي قد أُرسلت له من إيران، ومنها برقية الإمام الخميني، علماً أنّ جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأنّ النظام العراقي كان قد احتجزها، لكنّ السيّد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة إيران / القسم العربي .
ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيّام انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 م إجابته عن كلّ البرقيات التي قد أُرسلت له من إيران، ومنها برقية الإمام الخميني، علماً أنّ جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأنّ النظام العراقي كان قد احتجزها، لكنّ السيّد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة إيران / القسم العربي .
سطر ١٦٩: سطر ١٦٩:
الاعتقال الأوّل: بعد نجاح الثورة الإيرانية في يناير 1979م، تمّ اعتقال السيّد محمّد باقر الصدر بتاريخ 17 رجب 1399هـ الموافق 13-يونيو-1979م، وبعد التحقيق معه تمّ الإفراج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
الاعتقال الأوّل: بعد نجاح الثورة الإيرانية في يناير 1979م، تمّ اعتقال السيّد محمّد باقر الصدر بتاريخ 17 رجب 1399هـ الموافق 13-يونيو-1979م، وبعد التحقيق معه تمّ الإفراج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية.


الاعتقال الثاني: في 25-مارس-1980م على خلفية أحداث النجف تمّ اعتقال الصدر وإرساله إلى بغداد، وقامت شقيقته السيّدة "بنت الهدى" بتهديد الحزب والأمن بأنّ المظاهرات ستبدأ في الكاظمية والنجف وكربلاء غداً إذا لم يتمّ إطلاق سراحه، وفعلاً في اليوم الثاني بدأت حشود من المتظاهرين في التجمّع، ولكن كانت أجهزة الأمن والحزب لهم بالمرصاد، فتمّ اعتقال أكثر من ألفي متظاهر .
الاعتقال الثاني: في 25-مارس-1980م على خلفية أحداث النجف تمّ اعتقال الصدر وإرساله إلى [[بغداد]]، وقامت شقيقته السيّدة "[[بنت الهدى]]" بتهديد الحزب والأمن بأنّ المظاهرات ستبدأ في [[الكاظمية]] والنجف و[[كربلاء]] غداً إذا لم يتمّ إطلاق سراحه، وفعلاً في اليوم الثاني بدأت حشود من المتظاهرين في التجمّع، ولكن كانت أجهزة الأمن والحزب لهم بالمرصاد، فتمّ اعتقال أكثر من ألفي متظاهر .


وبدأت المحافظات الشيعية تغلي وتفور لإطلاق سراحه وبتحريض قوي ومنظّم من شقيقته، وبناءً على هذا وخوفاً من المشاكل أمر فاضل البرّاك مدير الأمن العام بإطلاق سراحه وإعادته إلى النجف .
وبدأت المحافظات الشيعية تغلي وتفور لإطلاق سراحه وبتحريض قوي ومنظّم من شقيقته، وبناءً على هذا وخوفاً من المشاكل أمر فاضل البرّاك مدير الأمن العام بإطلاق سراحه وإعادته إلى النجف .
سطر ١٧٥: سطر ١٧٥:
وقد تمّ وضعه تحت الاقامة الجبرية من قبل الحكومة العراقية في يونيو 1979، وبعد عشرة أشهر في الإقامة الجبرية تمّ اعتقاله في 19 5 أبريل 1980 م، ثمّ صدر أمر قضائي بتقديمه للمحاكمة بتهمة العمالة والتخابر مع دولة أجنبية، وحُكم عليه بالإعدام من قبل القاضي علي السيّد هادي وتوت حسب قانون العقوبات ذي الرقم 111 لسنة 1961م.
وقد تمّ وضعه تحت الاقامة الجبرية من قبل الحكومة العراقية في يونيو 1979، وبعد عشرة أشهر في الإقامة الجبرية تمّ اعتقاله في 19 5 أبريل 1980 م، ثمّ صدر أمر قضائي بتقديمه للمحاكمة بتهمة العمالة والتخابر مع دولة أجنبية، وحُكم عليه بالإعدام من قبل القاضي علي السيّد هادي وتوت حسب قانون العقوبات ذي الرقم 111 لسنة 1961م.


وعقب الحكم عليه تمّ اعدامه مساءً يوم 9 أبريل 1980 مع أخته بنت الهدى رمياً بالرصاص بأمر من الرئيس العراقي السابق صدّام حسين.
وعقب الحكم عليه تمّ اعدامه مساءً يوم 9 أبريل 1980 مع أخته بنت الهدى رمياً بالرصاص بأمر من الرئيس العراقي السابق [[صدّام حسين]].




٢٬٧٩٦

تعديل