الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد حسن نصر الله»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
سطر ٥: سطر ٥:
| الإسم الکامل = السيّد حسن نصر الله
| الإسم الکامل = السيّد حسن نصر الله
| اللقب = سيد المقاومة
| اللقب = سيد المقاومة
| سنة الولادة = 1882 م
| سنة الولادة =  
| تأريخ الولادة =  
| تأريخ الولادة = 1959
| مكان الولادة = [[سوريا]]
| مكان الولادة = [[سوريا]]
| سنة الوفاة = 1959
| سنة الوفاة =  
| تأريخ الوفاة =  
| تأريخ الوفاة =  
| مكان الوفاة = لبنان
| مكان الوفاة = لبنان

مراجعة ٢٢:٢٠، ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٣

السيّد حسن نصر الله
الإسمالسيّد حسن نصر الله
الإسم الکاملالسيّد حسن نصر الله
التفاصيل الذاتية
یوم الولادة1959
مكان الولادةسوريا
مكان الوفاةلبنان
الأساتذةالشهيد محمد باقر الصدر
الدينالاسلام، الشيعة
النشاطاتالأمين العام لحزب الله وقائد محور المقاومة والممانعة.

السيد حسن نصر الله هو عالم دين مسلم لبناني، قائد محور المقاومة والممانعة والأمين العام لحزب الله، ولد في الضاحية الشرقية لبيروت، وأكمل دراسته الثانوية في قرية "البازورية"،‏‏ توجّه في أواخر سنة 1976 إلى النجف الاشرف وتلمّذ على يد الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وفي سنة 1982 بدأ الاجتياح الصهيوني للبنان وشهدت مدينة بعلبك تأسيس "حزب الله" وتولى السيد مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه. في 16 شباط 1992، تم إنتخابه بالإجماع من قبَل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته القوات الاسرائيلية.، وحقق حزب الله في ظلّ قيادته حقق انتصارات على كيان الاحتلال الاسرائيلي أهمها تحرير الجنوب عام 2000 ، تموز 2006 ، وهزيمة الجماعات الارهابية المزعوم ب(الدولة الإسلامية)داعش عام2017.

ولادته

وُلد السيّد حسن نصر الله في الـ28 من تشرين الثاني من العام 1959، أما التاريخ المذكور في السجلات الرسميّة فليس دقيقاً. نشأ نصر الله في عائلة متواضعة، من بلدة البازورية التي هُجّر منها إلى بيروت إبّان الاحتلال الإسرائيلي وكان الأكبر سناً بين 3 أشقاء و5 شقيقات.حيث يقول: كنت الابن الاكبر في اسرة من احد عشر عضوا.كان لي تسعة اخوة واخوات، ويجيء الحسين بعدي، وبعده زينب ثم فاطمة - التي ما تزال في بيت الاسرة - بعدها يأتي محمد، وهو رجل اعمال، ثم جعفر وهو موظف.وبعدهم في الترتيب بحسب العمر:زكية وآمنة وسعد، وكلهم متزوجون.اخواتي جميعهن عضوات ناشطات في حزب الله. [١].

تعليمه

أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة في بيروت، وجزءاً من المتوسطة في "الثانوية التربوية" بمنطقة سن الفيل ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975 اضطرت أسرته للنزوح إلى بلدتها الأصلية البازورية، التي أكمل فيها تعليمه في المرحلة الثانوية. وهناك إنتسب إلى حركة أمل التي كانت معروفة آنذاك بـ"حركة المحرومين"، حيث أصبح بسرعة مندوب قريته، برغم صغر سنه.‏‏

دراسته الحوزوية

أبدى منذ حداثته اهتماماً خاصاً بالدراسة الدينية متأثراً بالسيد موسى الصدر، وتعرّف خلال فترة تواجده في جنوب لبنان على إمام مدينة صور السيد محمد الغروي، الذي ساعده في ترتيب التحاقه بالحوزة العلمية في النجف الأشرف أواخر العام 1976، فغادر إلى النجف الأشرف ومعه رسالة تعريف من السيد الغروي الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي أبدى اهتماماً ملفتاً به، وكلّف سماحة السيد عباس الموسوي مهمة الإشراف على الطالب الجديد والعناية به على المستويين العلمي والشخصي.‏‏

تكفل السيد الموسوي تدريسه ضمن مجموعة من الطلاب، فاستطاعوا أن ينجزوا في عامين ما يحتاج طلاب الحوزة عادة إلى إنجازه في خمسة أعوام، إذ لم تكن تلك المجموعة تستفيد من العطل المقررة في شهر رمضان المبارك وموسم الحج ولا العطل الأسبوعية. فتحولت الأيام كلها متشابهة يطغى عليها التحصيل العلمي المتواصل من دون انقطاع ولا راحة. أنهى السيد نصر الله عام 1978 درس "المقدّمات" بتفوق، وكان حريصاً على مواصلة طلب العلم بجد. ولكنه اضطر إلى مغادرة العراق متخفياً متوارياً عن أنظار النظام العراقي، نظراً لحالة الجور والاضطهاد التي مورست ضد الحوزات الدينية (علماء وطلاب)، وعاد إلى لبنان، والتحق في بعلبك بحوزة الإمام المنتظر (عج)، وهي المدرسة الدينية التي أسسها الشهيد السيد عباس الموسوي الذي كان ممنوعاً بدوره من العودة إلى العراق، وهناك واصل دراسته العلمية مجدداً.

وفي هذه الفترة كانت قد تبلورت ملاح الثورة الإسلامية في إيران، وتمكنت ولأول مرة في تاريخنا المعاصر عمامة سوداء يمتدّ جذرها إلى الحسين بن علي (ع) من الإطاحة بشرطي الخليج الشاه بهلوي، وانتصرت الثورة الإسلامية المباركة في إيران وهي الثورة التي تفاعل معها السيد حسن نصر الله إلى أبعد مدى، وشكلت بداية خروجه من حركة أمل والالتحاق بالخلايا الأولى لحزب الله؛ هذا الحزب الذي سيلعب في وقت لاحق أكبر الأدوار في تاريخ لبنان والتاريخ العربي والإسلامي بل في تاريخ العالم... وخلال سنتي 1989 و1990 هاجر في مدينة قم المقدسّة في إيران، وقد ساهمت حوزة قم في صقل مكوّنه العلمي حيث حضر بحوث الخارج لبعض العلماء، كما أهلته هذه المرحلة أن يواكب عمليّاً مشروعاً إسلامياً لطالما آمن به ودعا إليه.[٢]. حيث يقول في مقابلة له: وعلى الرغم من المسؤوليات التي احملها في الحزب - والتي تأخذ معظم وقتي فعليا - قررت ايضا اناواصل دراساتي.الا انه في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي الشامل كان علي ان اضع دراساتي جانبا.وبعد ذلك بسبع سنوات، في عام 1989 اصبح الوضع مناسبا للدراسة مرة اخرى.ثم - وبتصريح من الحزب - ذهبت الى قم لاتمام تعليمي.وبطبيعة الحال، فانه حتى في ذلك الوقت لم يتوقف مروجو الشائعات عن عملهم.قالوا ان السيد نصرالله غادر لبنان بسبب نزاع بينه وبين قادة حزب الله.في اعقاب تصاعد الخلافات مع حركة امل ونشوب صراعات مسلحة في منطقة البقاع، اعتبرت ان واجبي ان اعود الى لبنان.وبطبيعة الحال كان هذا ايضا ما ارادني الحزب ان افعله.ثم، لم اتمكن - مرة اخرى - من اغتنام الفرصة ومواصلة دراساتي الى النقطة التي كنت اوّد.واليوم، فان رغبتي الكبرى هي ان يخفف اخواني عبء العمل عليّ ويعفوني كأمين عام للحزب حتى استطيع ان اعود الى الحوزة واواصل دراساتي كباحث.[٣].

دور الإمام خميني في تأسيس حزب الله على لسانه

في لقائه مع مجلة مسيّر يقول: نحن في سنة ١٩٨٢، بالتحديد إذا أردنا شيئاً يذكّر بالأحداث في إيران، بعد تحرير مدينة خرّمشهر. الإسرائيليّون كانوا قلقين جدّاً من الحرب الإيرانيّة العراقيّة أو الحرب الصدّاميّة المفروضة على إيران. ولذلك بعد تحرير خرّمشهر، الإسرائيليّون أخذوا قرار اجتياح لبنان، وهذا طبعاً له أسبابه ويوجد ارتباط عميق بين انتصارات الجبهة في إيران وبين العدوان الإسرائيلي على لبنان. ودخلوا إلى جنوب لبنان وإلى منطقة البقاع وإلى جبل لبنان وإلى العاصمة بيروت وضواحي بيروت، إلى هذه المنطقة.

في ذلك الحين اجتمع مجموعة من العلماء والإخوة والمجاهدين وقرّروا إنشاء المقاومة الإسلاميّة، وإيجاد تشكيل إسلامي جهادي مقاوم جديد متناسب مع الوضع الجديد أو الاستحقاقات الجديدة بسبب الاجتياح الاسرائيلي. وفي ذلك الحين دخل الى لبنان، هذه المساحة الصغيرة -ليس إلى كل لبنان بل إلى ما يقارب نصف لبنان، أي ٤٠ بالمئة من مساحة لبنان- دخل مئة ألف جندي وضابط إسرائيلي، وأيضاً كانت إلى جانبهم قوات متعدّدة الجنسيّات أمريكية وفرنسيّة وبريطانيّة وإيطاليّة بحجّة الحفاظ على السّلام. وأيضاً كانت هناك ميليشيات وجماعات لبنانية لها صلة بالإسرائيليّين، وتتعاون معهم. أي أنّ الوضع كان سيّئاً جدّاً جدّاً جدّاً. هذه المجموعة من العلماء والمؤمنين والمجاهدين قرّرت أن تبدأ عملاً جهاديّاً جديداً باسم المقاومة الإسلاميّة، الذي أصبح اسمه بعد مدّة قليلة ”حزب الله“.

تزامن ذلك مع قرار سماحة الإمام الخميني (قدّس سرّه) بإرسال الحرس يعني ”سپاه پاسداران انقلاب اسلامي“، حرس الثورة الإسلامية، إلى سوريا ولبنان لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي. طبعاً كانت النيّة في البداية أن يقاتل الحرس إلى جانب الجيش السوري والمقاومين اللبنانيين والفلسطينيّين. لكن بعد مدّة توقّف الهجوم الإسرائيلي عند حدود معيّنة ولم تعد هناك جبهة مواجهة كلاسيكيّة وأصبحت الحاجة ملحّة إلى عمل مقاوم، أي عمل شعبي.

في ذلك الحين سماحة الإمام الخميني (قدّس سرّه) بدّل المهمّة والمأموريّة من المواجهة العسكريّة المباشرة للحرس والقوات الإيرانية التي جاءت إلى سوريا ولبنان إلى مهمّة أخرى هي مساعدة الشباب اللبنانيّين وتدريبهم ليتمكّنوا هم، يعني اللبنانيّون أنفسهم، من قتال المحتلّين وتنفيذ عمليات المقاومة، هذا أوّلاً. فأصبح دور الحرس الذي كان يتواجد في ذلك الحين في سوريا وفي منطقة البقاع اللبنانيّة -في بعلبك والهرمل وجنتا- حيث كانت هناك معسكرات تدريب، أصبح دوره استقبال الشباب اللبناني وتدريبه على أساليب القتال وتقديم الدعم اللوجستي لهم من سلاح ومهمات وتوجيه، وطبعاً نفس وجود الحرس أعطى قوّة معنويّة كبيرة للشباب اللبناني وكلّ المقاومين الذين يقفون بوجه إسرائيل.

بعد ذلك اجتمع هؤلاء الإخوة وقرّروا أن يشكّلوا كما قلنا هذا التيّار الكبير والواسع، تم انتداب مجموعة منهم، انتداب ٩ أشخاص، من بينهم كان الشهيد السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، طبعاً أنا لم أكن من بين التسعة، فأنا في ذلك الوقت كنت جدّاً صغير السّن، كان عمري حوالي الإثنين وعشرين عاماً أو ثلاثة وعشرين عاماً فقط، وهؤلاء التسعة ذهبوا إلى الجمهورية الإسلامية، في ذلك الحين التقوا بالمسؤولين وذهبوا في خدمة الإمام الخميني (قدّس سرّه). وعرضوا على الإمام أن هذه هي أوضاعنا وهذه هي أحوالنا وهذه هي نيتنا، ونحن نؤمن بإمامتك وولايتك وقيادتك، فما هو تكليفنا؟

سماحة الإمام قال أنّ واجبكم هو المقاومة وأن تواجهوا رغم إمكانيّاتكم المتواضعة وعددكم القليل، كان عدد حزب الله قليل جدّاً، إبدأوا من الصّفر، اتّكلوا على الله سبحانه وتعالى، لا تنتظروا أحداً من العالم أن يساعدكم، اعتمدوا على أنفسكم واعلموا أنّ الله سبحانه وتعالى ناصركم، وأنا أرى أنّ النصر في جبينكم. طبعاً كان أمراً عجيباً في ذلك الوقت، وهو بارك هذا المسار وهذا الخط، وهذه الجلسة التي ذهب فيها الإخوة إلى خدمة الإمام كانت الخطوة التأسيسيّة لبدء مسيرة حزب الله في لبنان، وأصبحت حركتنا تحمل هذا الإسم المبارك. طبعاً في ذلك الحين الإخوة قالوا لسماحة الإمام نحن نؤمن بولايتك وإمامتك وقيادتك، لكنّك مشغولٌ كثيراً وكبيرٌ في السّن، فلا نستطيع أن نزاحمكم دائماً في المسائل [والقضايا]، فنرجو أن تعيّنوا مندوباً لكم يمثّلكم ونرجع إليه في مسائلنا المختلفة التي نحتاج فيها بالرّجوع إليكم. وفي ذلك الحين سماحة الإمام (قدّس سرّه الشريف) عيّن وشخّص سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظلّه الشريف) عندما كان رئيساً للجمهوريّة. وقال [أنّ] الذي يمثّلني هو سماحة السيّد الخامنئي. ومنذ ذلك الحين بدأت العلاقة بين حزب الله وسماحة السيّد القائد (حفظه الله)، [أي] منذ الساعات الأولى لتأسيس ونشوء حركة حزب الله. وعلى مدار الوقت كنا دائماً على تواصل مع سماحة السيّد القائد وكنا نذهب إلى سماحة الإمام ونقدّم له التقارير عن الأوضاع وكان يبارك عمل المقاومة، فأنا أذكر من جملة الأمور الجميلة في موضوع الاستشهاديّين، تعرفون أنّ التجربة الأولى للعمل الاستشهادي كانت في لبنان، والإخوة هم الذين قاموا بذلك، وقبل أن يُنشر [ذلك] في وسائل الإعلام، أرسل الإخوة مقطع فيديو في ذلك الوقت [يتضمّن] وصايا للاستشهاديّين الذين نفّذوا عمليّات استشهاديّة كبيرة في لبنان زلزلت الاحتلال وقوات الاحتلال، وقُدّم هذا الفيديو لسماحة الإمام وشاهده وعقّب عليه، طبعاً الوصايا جميلة جدّاً وفيها الكثير من الإيمان والمعرفة والعشق والشّوق، قال الإمام (رضوان الله عليه): "هؤلاء الشباب.."، فكلّهم كانوا من الشباب، قال: "هؤلاء هم أهل العرفان الحقيقي". وكان متأثّراً جدّاً من وصايا هؤلاء الشّهداء. وإلى اليوم الأخير من حياته الشّريفة والكريمة كان دعمه لحزب الله في لبنان ومواكبته وحمايته وعنايته كبيرة جدّاً. قبل وفاته بشهرين أو أقل، وكان الإمام مريضاً جدّاً، وقلّما ما يلتقي بالمسؤولين، طبعاً بالمسؤولين من خارج إيران في الحدّ الأدنى، ذهبت أنا إلى إيران، وكنت في ذلك الوقت قد أصبحت عضواً في شورى حزب الله، ومسؤولاً تنفيذيّاً لحزب الله، فذهبت والتقيت مع سماحة السيد القائد، ومع سماحة الشيخ هاشمي [رفسنجاني] (رحمه الله)، ومع المسؤولين الآخرين، وقلت: أنا أريد أن ألتقي بسماحة الإمام، وقالوا أنّ الإمام لا يستقبل أحداً وهو مريض جدّاً. فأنا قلت: نحاول، فقالوا: لا مشكلة. فذهبت إلى مكتب الإمام وطلبت موعداً، وكان في ذلك الوقت صديقنا في بيت الإمام الذي يعتني باللبنانيّين كثيراً، كان سماحة الشيخ رحيميان (حفظه الله)، وهو نقل للمرحوم السيد أحمد (رحمة الله عليه)، وفي اليوم الثاني قالوا: تعال. وطبعاً كلّنا تفاجئنا، وذهبت للقاء الإمام (رضوان الله تعالى عليه) ولم يكن هناك أحد. أي أنّه حتى المرحوم السيّد أحمد لم يكن موجوداً، ولم يكن هناك أحد من الجهات المعنيّة، على سبيل المثال وزارة الخارجيّة وحرس الثورة عادةً كانوا يتواجدون معنا في اللقاءات. حتّى سماحة الشيخ رحيميان أدخلني إلى الغرفة عند الإمام وخرج، وبقيت وحدي. طبعاً تهيّبت الموقف كثيراً، والإمام كان يجلس على الكنبة العالية وأنا جلست على الأرض. لكن من شدّة التهيّب كان صوتي لا يخرج، فالإمام قال لي: اقترب. فجلست في جوار الإمام وتحدّثت معه وكان معي رسالة أعطيتها لسماحته وهو أجابني على المطلب الأساسي الذي كنت أنقله إلى سماحته وهو يرتبط ببعض التطوّرات والأحداث في ذلك الحين في لبنان، وبابتسامة كبيرة قال لي: قل لكلّ الإخوة لا تقلقوا، أنا معكم والإخوة في الجمهوريّة الإسلاميّة كلّهم معكم، ونحن سنقف دائماً إلى جانبكم. هذا كان آخر لقاء مع سماحة الإمام.[٤].

علاقته مع حزب الله

شهدت حركة "أمل" بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران اتساعا في الفجوة بين خطين كانت تحتضنهما، أحدهما كانت ترعاه الحركة وانخرط في اللعبة السياسية من منطلقات لبنانية وركز على تحسين ظروف الشيعة وموقعهم في الدولة اللبنانية. والثاني واظب على تلقي العلوم الدينية، وفتح خطا عقائديا مباشرا مع إيران، فحصل منها على دعم معنوي ومادي كبير غداة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وتمثل هذا الاتجاه في تأسيس حزب الله الذي كان حسن نصر الله أحد مؤسسيه. في لقاء صحيفي الى علاقته وعمله في حزب الله قائلاً: ينما تأسس حزب الله كنت في الثانية والعشرين من عمري، وكنت عضوا في قوة باسق المقاومة.وفي وقت لاحق اصبحت مديرا للحزب في منطقة بعلبك.بعد ذلك اصبحت مدير الحزب لمنطقة البقاع بأسرها.وبعد مضي فترة عينت معاونا ثم نائبا للسيد ابراهيم امين السيد، الذي كان مديرا للحزب في بيروت.بعدذلك بوقت قصير قرر الحزب ان يفصل الشؤون السياسية عن نشاطاته العملاتية والتنظيمية.واختار السيد ابراهيم الفرع السياسي واصبحت مدير منطقة بيروت بعده. ثم انشئ منصب المدير العام التنفيذي وكانت مسؤولياته تشمل تنفيذ اوامر المجلس الاستشاري.وقد عينت في هذا المنصب.وعلى الرغم من المسؤوليات التي احملها في الحزب - والتي تأخذ معظم وقتي فعليا - قررت ايضا اناواصل دراساتي.الا انه في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي الشامل كان علي ان اضع دراساتي جانبا.وبعد ذلك بسبع سنوات، في عام 1989 اصبح الوضع مناسبا للدراسة مرة اخرى.ثم - وبتصريح من الحزب - ذهبت الى قم لاتمام تعليمي.وبطبيعة الحال، فانه حتى في ذلك الوقت لم يتوقف مروجو الشائعات عن عملهم.قالوا ان السيد نصرالله غادر لبنان بسبب نزاع بينه وبين قادة حزب الله.في اعقاب تصاعد الخلافات مع حركة امل ونشوب صراعات مسلحة في منطقة البقاع، اعتبرت ان واجبي ان اعود الى لبنان.وبطبيعة الحال كان هذا ايضا ما ارادني الحزب ان افعله.ثم، لم اتمكن - مرة اخرى - من اغتنام الفرصة ومواصلة دراساتي الى النقطة التي كنت اوّد.واليوم، فان رغبتي الكبرى هي ان يخفف اخواني عبء العمل عليّ ويعفوني كأمين عام للحزب حتى استطيع ان اعود الى الحوزة واواصل دراساتي كباحث.بعد اغتيال عباس الموسوي على يد الاسرائيليين اخترت زعيماً لحزب الله واميناً عاما للحزب.قبل ذلك، وفي اثناء زمن اقامتي في قم عهدوا بمسؤوليتي التنفيذية في المجلس الاعلى للحزب لمساعدي الشيخ نعيم قاسم.ثم، عندما عدت من قم اديت واجبي كعضو في الاطار القيادي من دون ان تكون لي اي مسؤوليات محددة.مع ذلك، عندما اختير السيد عباس الموسوي امينا عاما للحزب عين نعيم قاسم نائبا له، وعدت انا الى منصبي السابق.في عام 1992 اغتال الاسرائيليون السيد عباس الموسوي.ثم رتب اعضاء المجلس الاستشاري اجتماعا لاختيار خليفته.وتبين انه كان انا من اختير.وفي اليوم الذي اختارني فيه المجلس الاستشاري كانت لدي مخاوف كثيرة وقلق شديد لانني كنت آنذاك اصغر سـنا بكثـير.وحـتى تلك النقطة كنت مكلفا فقط بالترتيبات الداخلية للحزب.ولم تكن لي خبرة بشؤون الحزب الخارجية.غير ان المجلس اصرّ على ان اتولى الوظيفة.رفضت في البداية، ولكنني - لاحقا - وحينما الح عليّ الخبراء قبلت هذه المسؤولية في النهاية.[٥].

موقفه الجهادي والسياسي

كان له مواقف سياسية وجهادية بارزة طيلة الفترة من عام 2000م – 2006م أبرزها تحرير الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم (الشيخ عبد الكريم عبيد – الحاج مصطفى الديراني) . أدى دوراً متميزاً فى الوفاق الوطني اللبناني إثر اغتيال رفيق الحريري يوم 14/2/2005. استطاع الحزب بقيادة سيد المقاومة تحرير معظم الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي (ما عدا مزارع شبعا غير المأهولة) في مايو/أيار عام 2000، بعد احتلال دام 22 عاما للجنوب اللبناني. تمكن نصر الله في يناير/كانون الثاني 2004 من تسجيل نجاح مهم تمثل في تنظيم عملية أشرف عليها شخصيا لمبادلة جثث ثلاثة جنود إسرائيليين مقابل الإفراج عن نحو أربعمائة أسير لبناني وعربي معتقلين في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى استعادة جثث لبنانيين وعرب -من بينها جثة ابنه هادي- سقطوا في مواجهات مع الإسرائيليين بعد وساطة طويلة قامت بها ألمانيا. ظهرت على الساحة السياسية اللبنانية أصوات تطالب بنزع سلاح الحزب وتسليمه إلى الدولة اللبنانية، لكن نصر الله رفض بشدة الضغوط الدولية التي تجسدت في القرار رقم (1559) عام 2005 الذي طالب بسحب سلاح المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، في إشارة إلى حزب الله والمليشيات الفلسطينية. خاض حزب الله تحت قيادة السيد نصر الله غمار الحياة السياسية الداخلية في لبنان بشكل واسع، وشارك في الانتخابات النيابية عام 1992، وهي أول انتخابات نيابية تجري بعد انتهاء الحرب الاهلية في لبنان، فحقّق فوزاً مهماً تمثل بإيصال 12 نائباً من اعضائه الى البرلمان اللبناني، مشكّلاً بذلك كتلة الوفاء للمقاومة، كما خاض حزب الله في عهده غمار العمل الوزاري عام 2005م حيث شارك في الحكومة بوزيرين هما الدكتور طراد حمادة والحاج محمد فنيش واستطاع أن يفرغ القرارات الدولية الأمريكية التي صدرت ضد الحزب وسلاحه (وعلى رأسها القرار 1559) من مضامينها.[٦].

رأيه حول إقامة الحكومة الإسلاميّة

في مقابلة له يتطرق الى هذا الموضوع ويقول: في رأيي ان حزب الله لا يعني مقاومة فحسب.اليوم حزب الله هو ايضا عقيدة وايديولوجية سياسية مبنية عل ىالاسلام.والاسلام بالنسبة الينا بايجاز ليس مجرد دين فحسب محدود بالعبادة والطقوس الدينية.الاسلام واجب الهي خاص للانسانية كافة، وهو الاجابة عن كل الهموم العامة والمحددة للبشرية.الاسلام دين لكل مجتمع يريد ان يثور وان يقيم حكما.الاسلام دين تستطيع ان تقيم عليه حكما على اساس مبادئ.ولست انكر ان رغبة حزب الله هي ان يقيم نظام جمهورية اسلامية يوما ما، لان حزب الله يعتقد ان اقامة حكومة اسلامية هي الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار لمجتمع، وهو الطريق الوحيد لتسوية الخلافات الاجتماعية، حتى في مجتمع مكوّن من اقليات متعددة.ومع ذلك، فان اقامة جمهورية اسلامية ليست امرا ممكنا بالقوة والمقاومة.انه يتطلب استفتاء وطنيا واستفتاء يفوز بنسبة 51 في المئة من الاصوات ليس - مع ذلك - حلا.الامر يتطلب استفتاء يصوّت له تسعون في المئة من الشعب.ثم - ومع هذه الفرضية وبالنظر الى الامر الواقع، فان اقامة نظام جمهورية اسلامية في لبنان ليس ممكنا في الوقت الحاضر.[٧].

رؤيه حول شخصيّة الامام الخميني

حيث يقول: يؤمن اعضاء حزب الله ان الشخصية العظمى، الاكثر تميزا بلا منازع في القرن العشرين كان الامام الخميني.وبعد رحيل الامام الخميني فان من الطبيعي ان الامام الخامنئي هو الخليفة الاصوب للخميني.وفي رأينا ان الآراء والافكار السابقة ما تزال لها قيمتها.[٨].

الوظائف والمسؤوليات

أصبح مسؤولا تنظيميا في حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) بمنطقة البقاع، حيث أفرزت الثورة الإسلامية الإيرانية واقعا جديدا في أوساط الشيعة بلبنان. شارك في تأسيس حزب الله وأصبح عام 1987 مسؤوله التنفيذي إلى جانب عضويته لمجلس شوراه، ثم تولى عام 1992 منصب أمينه العام.

مشاركته في الحرب على الداعش في سوريا وعراق

وذكر نصر الله أن دخول قوات حزبه إلى سوريا كان بهدف حماية مراقد مقدسة، وضمان أمن حدود لبنان، إلى جانب محاربة التكفيريين، وحرص في خطاباته على التأكيد أنه لولا مشاركته في الحرب السورية لوصل تنظيم الدولة إلى بيروت. وإلى جانب سوريا، اعترف نصر الله لأول مرة في 16 فبراير/شباط 2015، بوجود قوات لحزبه تقاتل في العراق، وقال في خطاب ألقاه عبر شاشة كبيرة أمام أنصاره "من الممكن ألا نكون قد تحدثنا عن العراق سابقا، لدينا حضور متواضع"، وذلك بسبب "المرحلة الحساسة في العراق.[٩].

معارضته لعاصفة الحزم في اليمن

وفي اليمن، عبر نصر الله عن معارضته لـعاصفة الحزم، ودعمه لمقاومة انصار الله . وقد جلب حزب الله جثمان القيادي البارز محمد عبد الملك الشامي إلى بيروت لدفنه بجوار القائد العسكري عماد مغنية. وكان الشامي قد توفي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير مسجد في العاصمة اليمنية صنعاء في مارس /آذار 2015.[١٠].

كلامه حول طوفان الأقصى

في كلمة بمناسبة يوم الشهيد يقول: لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية لن نجد معركة كمعركة القتال مع هؤلاء الصهاينة المحتلين لفلسطين ، هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات وهي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله. و أكد أن" قوتنا الحقيقية قبل السلاح في هذا الايمان والبصيرة والوعي والالتزام العميق بالقضية والاستعداد العظيم للتضحية والصبر الذي لا حدود له والذي يعبر عنه عوائل الشهداء". و عن معاناة الشعب الفلسطيني قال سماحته، معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاما لكن أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جدًا وخصوصًا مع هذه الحكومة الحمقاء والغبية والمتوحشة، الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى مما جعل الوضع الانساني سيئا جدًا، وقرابة العشرين عامًا هناك أكثر من مليوني انسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكنًا.كانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغيانا وقهرا فلذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصًا في واشنطن ولندن.

عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة بالمئة

وعن القرار و التنفيذ لعملية طوفان الأقصة شدد سماحته أن عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة و سرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجئة. و تابع أن "هذا الاخفاء لم يزعج احدا في فصائل المقاومة على الاطلاق بل أثنينا عليه جميعا وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة".هذا الأداء من الاخوة في حماس ثبت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء ان يزيفوا وخصوصًا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الاقليمية.معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت ان هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف أقليمي ودولي.ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الاطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها. و عن تداعيات عملية طوفان الأقصى، أوضح سماحته أن العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى الى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني أمني وسياسي ونفسي ومعنوي وكانت له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان، مهما فعلت حكومة العدو خلال الشهر الذي مضى وخلال الأسابيع المقبلة فلن تستطيع على الاطلاق ان تغير من آثار طوفان الاقصى الاستراتيجية على هذا الكيان. و أكد أن عملية طوفان الأقصى كشفت عن الوهن والضعف في الكيان وأنها بحق أوهن من بيت العنكبوت.سارعت الادارة الاميركية برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل ان يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة.هذه السرعة الاميركية لاحتضان "اسرائيل" ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان. و تابع قائلا، أن يأتي الجنرالات الاميركيون الى الكيان وفتح المخازن الاميركية للجيش الاسرائيلي وطلب "اسرائيل" من اليوم الأول 10 مليارات دولار فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟هذه النتائج يجب أن تُشرح وتُبيّن لنعرف ان التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان أنها تضحيات مستحقة.هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر لذلك كان الخيار صائبًا وحكيمًا ومطلوبًا وفي وقته الصحيح ويستحق كل هذه التضحيات. و شدد أن ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها وهذا ما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية.[١١].


الهوامش

المصادر