ابن أبي ليلی

من ویکي‌وحدت
الاسم عبد الرحمن بن أبي ليلی
تاريخ الولادة 18 الهجري القمري
تاريخ الوفاة 83 الهجري القمري
كنيته أبو عيسی أو أبو محمد
نسبه الأنصاري
لقبه الكوفي
طبقته التابعي

عبد الرحمن بن أبي ليلی: الفقيه المقرئ من أکبر التابعين وكان له حلقة فيها نفر من الصحابة منهم البراء بن عازب يستمعون لحديثه، وينصتون له. روى عن: الإمام علی (عليه السّلام)، وكثير من الصحابة. وكان عبد الرحمن يسكن الكوفة، وقدم المدائن في حياة حذيفة بن اليمان، وقدمها أيضاً بعد ذلك في صحبة الإمام علی (عليه السّلام)، وشهد حرب الخوارج بـ النهروان، وكان قد شهد معه (عليه السّلام) وقعة صفين أيضاً. وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوياً، وكان عبد اللَّه بن عكيم عثمانياً، وكانا في مسجد واحد، وماحدث بينهما مخاصمة ومناظرة في عثمان وعلي قطّ. ولقد كان ابن أبي ليلى علوي الرأي، إلَّا أنّه كان يبتعد عن الخصومات المذهبية، لا سيما تلك التي تثير الأحقاد، وتؤجج سعير الشغب. وروي أنّ الحجاج استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء، ثم عزله، ثم ضربه ليسبّ أبا تراب رضي اللَّه عنه.

عبد الرحمن بن أبي ليلى (18 ــ 83ق)

الأنصاري، المدني، الفقيه المقرئ أبو عيسى، ويقال: أبو محمد الكوفي، واسم أبي ليلى يسار، وقيل: بلال، وقيل: داود بن بلال. ولد نحو سنة ثمان عشرة. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

وروى عن: الإمام علی (عليه السّلام)، وعن أبيه، و حذيفة بن اليمان، و عبدالله بن مسعود، و أبي ذر الغفاري، وأُمّ هانىَ بنت أبي طالب، وغيرهم.
روى عنه: ابنه عيسى، وابن ابنه عبد اللَّه بن عيسى، وعمرو بن ميمون الأودي، ويحيى بن الجزّار، والمنهال بن عمرو، و الشعبي، وآخرون.

قرائته القرآن علی الإمام علي

وقرأ القرآن على الإمام علی (عليه السّلام).
قال عبد الملك بن عمير: أدركت ابن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من الصحابة منهم البراء بن عازب يستمعون لحديثه، وينصتون له.

فتاواه

وروى عطاء بن السائب عن ابن أبي ليلى قال: أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ما فيهم أحد يسأل عن شيء إلَّا أحبّ أن يكفيه صاحبه الفتيا، وأنّهم هاهنا يتوثّبون على الأُمور توثّباً.
ومن هنا يُعلم أنّه كان يدعو إلى التأمّل في الفتيا وعدم التسرّع إلى الجواب، وأنّه كان ينتقد ظاهرة التسرّع في الفتيا التي كانت في عصره. [٢]

مشاهده مع الإمام علي

وكان عبد الرحمن يسكن الكوفة، وقدم المدائن في حياة حذيفة بن اليمان، وقدمها أيضاً بعد ذلك في صحبة الإمام علی (عليه السّلام)، وشهد حرب الخوارج بـ النهروان، وكان قد شهد معه (عليه السّلام) وقعة صفين أيضاً.

اتّقاؤه عن الخصومات المذهبية

روى الخطيب البغدادي بسنده عن عبد اللَّه بن عيسى قال: كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوياً، وكان عبد اللَّه بن عكيم عثمانياً، وكانا في مسجد واحد، وما رأيت أحداً يكلم صاحبه.
قال الخطيب: يعني كلام مخاصمة، ومناظرة في عثمان وعلي.
لقد كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوي الرأي، إلَّا أنّه كان يبتعد عن الخصومات المذهبية، لا سيما تلك التي تثير الأحقاد، وتؤجج سعير الشغب. [٣]

روايته عن واقعة الغدير

روى أحمد بن حنبل بسنده عن سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني أنّه شهد علياً رضي اللَّه عنه في الرحبة قال: أنشد اللَّه رجلًا سمع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وشهد يوم غدير خم إلَّا قام، ولا يقوم إلَّا من قد رآه، فقام اثنا عشر رجلًا فقالوا قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: اللَّهم والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، فقام إلَّا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته[٤] وكان الحجاج قد جلد ابن أبي ليلى أربعمائة سوط على رأيه العلوي. [٥]
روي عن أبي حصين، أنّ الحجاج استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء، ثم عزله، ثم ضربه ليسبّ أبا تراب رضي اللَّه عنه، وكان قد شهد النهروان مع عليّ.
روى أبو نعيم بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت » * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْه ِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) * «[٦] جاء رجل إلى النبيّ (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فقال: يا رسول اللّه هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللَّهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

وفاته بل قتله

قُتل ابن أبي ليلى في معركة الجماجم سنة 83 هـ، وكان أحد الشخصيات البارزة في كتيبة القرّاء، حيث وقف فيهم خطيباً قائلًا: يا معشر القرّاء: إنّ الفرار ليس بأحد من الناس بأقبح منه بكم، إنّي سمعت علياً رفع اللَّه درجته في الصالحين وأثابه ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام: أيّها المؤمنون إنّه من رأى عدواناً يُعمل به ومنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرىَ ومن أنكر بلسانه فله أجر وهو أفضل من صاحبه، ومَن أنكر بالسيف لتكون كلمة اللَّه العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونوّر في قلبه باليقين.
فقاتلوا هؤلاء المحلَّين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحقّ فلا يعرفونه وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه. [٧]

المصادر

  1. المصنف 2- 279 برقم 3362 و 8- 175 برقم 14773، الطبقات الكبرى لابن سعد 6- 109، التأريخ الكبير 5- 368، المعرفة و التأريخ 2- 617، الجرح و التعديل 2- 301، مشاهير علماء الامصار ص 164 برقم 758، الثقات لابن حبّان 5- 100، حلية الاولياء 4- 350، الخلاف للطوسي 1- 74) طبع جامعة المدرسين)، رجال الطوسي ص 48 برقم 28 و 51 برقم 83، تاريخ بغداد 10- 199، المنتظم 6- 252، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 303، وفيات الاعيان 3- 126، تهذيب الكمال 17- 372، العبر للذهبي 1- 71، تذكرة الحفّاظ 1- 58، سير أعلام النبلاء 4- 262، ميزان الاعتدال 2- 584، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 81 100) ص 127، دول الإسلام للذهبي 1- 38، الوافي بالوفيات 18- 308، النجوم الزاهرة 1- 206، تهذيب التهذيب 6- 260، تقريب التهذيب 1- 496، الاصابة 2- 413، طبقات الحفّاظ ص 26 برقم 40، طبقات المفسرين للداودي 1- 275، مجمع الرجال للقهبائي 4- 80، شذرات الذهب 1- 92، تنقيح المقال 2- 148، معجم رجال الحديث 9- 298.
  2. محمود البغدادي، ثقات الإسلام: ص 67.
  3. المصدر السابق: 67 68.
  4. المسند: 1- 119. و روى حديث الرحبة ابن الاثير في أُسد الغابة: 4- 28 بسنده عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، و قال بعد أن ذكر الحديث: وقد رُوي مثل هذا عن البراء بن عازب و زاد فقال عمر بن الخطاب: يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كل مؤمن.
  5. ثقات الإسلام: 68.
  6. الاحزاب: 56.
  7. تاريخ الطبري: 5- 163، أحداث سنة 83.