أحمد حماني

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٨:٥٦، ١٦ نوفمبر ٢٠٢١ بواسطة Saedi.m (نقاش | مساهمات)

أحمد حماني: أستاذ وعالم جزائري، يعتبر أميراً و"الأب الروحي" للسلفية الجزائرية، خاصّة التيّار المتشدّد فيها. عيّن في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من سنة 1983 إلى 1985، وانتخب رئيساً لجمعية العلماء المسلمين الجزائريّين في سنة 1991. كما تولّى إدارة جريدة "البصائر" في نفس السنة.

الشيخ أحمد حماني
الاسم أحمد حماني
الاسم الکامل أحمد محمّد مسعود محمّد حماني الميلي الجيجلي
تاريخ الولادة 1333ه/1915م
محلّ الولادة جيجل (الجزائر)
تاريخ الوفاة 1419ه/1998م
المهنة داعية إسلامي، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين سنة 1991
الأساتذة صالح بن مهنّا الأزهري، وعبد الحميد بن باديس، وأحمد مرازقة الحبيباتني، ومحمّد الفاضل بن عاشور، والبشير النيفر، ومحمد بن صالح بن مراد
الآثار الإحرام لقاصدي بيت الله الحرام، صراع بين السنّة والبدعة، من الشهداء الأبرار، الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية، الفتاوى، استشارات شرعية ومباحث فقهية، شهادة علماء معهد بن باديس.
المذهب سنّي (مالكي)

الولادة

ولد أحمد محمّد مسعود محمّد حماني الميلي الجيجلي يوم الاثنين 6\سبتمبر\ 1915م بقرية "إزيار" الواقعة في دوّار تمنجر ببلدية "العنصر" دائرة الميلية ولاية جيجل الجزائرية.

النشأة والتعليم

نشأ حماني في قريته "إزيار"، وبدأ في حفظ القرآن الكريم- وهو في سنّ الخامسة من عمره- على يد الشيخ محمّد بن العربي بوذن، ثمّ الشيخ يوسف بن المختار حماني، كما تلقّى عنهم المبادئ الأولى في الفقه والتوحيد. وقام والده بتغير تاريخ ميلاده إلى عام 1920 حتّى يكمل دراسته قبل أن تدركه الخدمة العسكرية، وأرسله إلى مدينة قسنطينة في ربيع 1930م، ثمّ درس بالزاوية الطيبية، ثمّ الزاوية العيساوية، حتّى أتمّ حفظ القرآن بكتاب الشيخ محمّد النجّار، لينضمّ بعدها إلى طلبة الإمام عبد الحميد بن باديس بداية من أكتوبر 1931 حتّى سبتمبر 1934م، أي: لمدّة 3 سنوات. ودرس بالجامع الأخضر النحو والصرف والأدب والفقه والتوحيد والتفسير، فأتقن بتفوّق المبادئ الأولى في الدين والعربية والسلوك. وفي العام الدراسي 1934 – 1935م سافر إلى تونس وانتظم في سلك طلبة بجامع " الزيتونة"، وانتظم في الدراسة مع طلبة الجامع، واستمرّ في الدراسة به لمدّة عشر سنوات، وحصل على شهادة الأهلية في عام 1936م، وعلى شهادة التحصيل في 1940م، وأثناء دراسته في تونس لم تنقطع صلته بالشيخ ابن باديس وجماعته، وبدأ في الكتابة بمجلّة "الشهاب"، ثمّ بجريدة "البصائر"، وشارك أيضاً في الصحافة التونسية والجزائرية بداية من عام 1937م، وتمّ انتخابه أميناً عامّاً في جمعية الطلبة الجزائريّين بتونس، وواصل الدراسة في القسم الشرعي حتّى حصل على العالمية في يوليو عام 1943م، وكان من المقرّر مواصلة دراسته بالأزهر في بعثة كان الشيخ عبد الحميد بن باديس قد أمر بها، إلّا أنّ ظروف الحرب العالمية الثانية (1939-1945) حالت دون ذلك، ولم تسمح له أيضاً بالعودة إلى قسنطينة، عندها سجّل بالدراسات العليا.

التدريس والوظائف

خلال الحرب العالمية الثانية- ومع تعذّر الاتّصال بين تونس والجزائر- أصبح مسئولاً عن جزء من الطلبة الجزائريّين في تونس، حتّى رحل الألمان عن تونس في مايو عام 1943م، وعاد للجزائر في 30\أبريل\ 1944م، وعمل بالتدريس في مدينة قسنطينة، ثمّ عيّن مديراً علمياً للدراسة في التربية والتعليم.

ومن أهمّ إصلاحاته في مجال التعليم إنشاء التعليم الثانوي بالمدينة، ثمّ جاءت أحداث 8\مايو\ 1945م، وصدر الأمر بغلق المدرسة التي يعمل بها وكلّ مدارس جمعية العلماء في ولاية الشرق ابتداءً من شهر مايو 1945م. وفي مارس عام 1946م عقد مؤتمر من المعلّمين ورجال الجمعيات بقسنطينة، وقرّر عدم الاعتراف بقرار الغلق ووجوب إعادة الحياة للدراسة العربية ابتداءً من أوّل السنة الدراسية، وفتحت المدارس، وعاد الشيخ إلى الإدارة العلمية ابتداءً من أكتوبر عام 1946، ثمّ عيّن عضواً في لجنة التعليم العليا، وشارك في إنشاء التفتيش الابتدائي والعامّ وتوحيد الدراسة، وإنشاء الشهادات الفاصلة بين مراحل التعليم، وإيفاد البعثات العلمية إلى مصر.

وفي عام 1947م شارك في تأسيس أوّل ثانوية بالجزائر للتعليم العربي الحرّ، وأصبح المشرف على اللجنة العلمية بها حتّى شهر أغسطس عام 1957.

في عام 1945م أسندت إليه رئاسة لجنة التعليم العليا، وفي عام 1946 عيّنته جمعية العلماء كاتباً على مستوى جميع ولايات الشرق، وفي عام 1951م انتخب عضواً في إدارة الجمعية، وأسندت له مهمّة نائب الكاتب العامّ. كما عيّن عضواً في اللجنة المسؤولة عن التعليم في مدينة قسنطينة، ومديراً لمعهد ابن باديس، ثمّ استدعي من قسنطينة لوظيفة المفتّش العامّ للتعليم العربي، وظلّ فيه حتّى عام 1963. وعندما أسّس معهد الدراسة العربية بجامعة الجزائر أصبح أستاذاً به، وبقى في التدريس في الجامعة 10 سنوات كاملة من 1962 إلى 1972م. وفي عام 1972م أصبح رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى، فقام بتنظيم الدعوة في المساجد والمدن، وإصدار الفتوى، وتمثيل الجزائر في العديد من الفعّاليّات في تونس وليبيا ومصر والسعودية والهند وبلجيكا وتشاد وموسكو وإيران، وعيّن في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من عام 1983 إلى عام 1985، حتّى أحيل على المعاش عام 1988م، ثمّ انتخب رئيساً لجمعية العلماء المسلمين الجزائريّين في سنة 1991، وتولّى إدارة جريدة "البصائر" في 1991م.

المشايخ والأساتذة

تلقّى حماني تعليمه على يد العديد من المشايخ، على رأسهم: الشيخ صالح بن مهنّا الأزهري، وعبد الحميد بن باديس، وأحمد مرازقة الحبيباتني. وفي تونس: محمّد الفاضل بن عاشور، والبشير النيفر، ومحمد بن صالح بن مراد.

التاريخ السياسي

كان للشيخ حماني تاريخ طويل من العمل السياسي، فخلال مشاركته في حلقات الشيخ باديس حضر أوّل مظاهرة شعبية قادها الشيخ وأوّل اجتماع عامّ لجمعية العلماء باعتباره عضواً فيها، ورغم بقائه بتونس عشر سنوات كاملة، إلّا أنّه كان شديد الصلة والارتباط بجماعة الشيخ عبد الحميد بن باديس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين"، فعمل بجريدتي: "الشهاب" و"البصائر"، وكتب فيهما، وقد كتب أيضاً في الصحافة التونسية سلسلة من المقالات يفضح فيها الاستعمار الفرنسي بالجزائر. وقد انتخب الشيخ حماني أميناً عامّاً لجمعية الطلبة الجزائريّين بتونس، وبعد عودته إلى قسنطينة عام 1944م عيّن أحمد حماني على رأس إدارة معهد عبد الحميد بن باديس.

شارك الشيخ حماني في صفوف الثورة الجزائرية بعد اندلاعها مباشرة عام 1954م من خلال دار الطلبة التي حولها إلى أحد المراكز الأساسية للثورة، وألقي عليه القبض في 11 أغسطس عام 1957م بالعاصمة الجزائر، وأغلقت دار الطلبة. وبعد 27 يوماً في التعذيب والانتقال من الجزائر إلى قسنطينة، حكم عليه من المحكمة العسكرية بالأشغال الشاقّة، ونقل إلى السجن المركزي بتازولت "لمبيس"، وبقي هناك حتّى 4\أبريل\ 1962م. وخلال وجوده بالسجن أنشأ حركة المجاهدين لتعليم المعتقلين، وتعرّض لمحاولة اغتيال عام 1960م.

وشارك في الإضراب العامّ في سجون الجزائر، وبعد إعلان وقف إطلاق النار في 19\مارس\ 1962م خرج من السجن بعد وقف إطلاق النار.

المواقف

أثناء الحرب العالمية الثانية اتّصل بالألمان في الجزائر، ولكن سرعان ما فشلت اتّصالاته معهم بعد بداية هزائمهم في روسيا وفي مصر، ولذلك ألصقت به تهمة الاتّصال بالعدوّ في زمن الحرب. ومن ثمّ هرب من السلطات التونسية ابتداءً من 1943، ثمّ قطع دراسته وعاد للجزائر في 30\أبريل\ 1944م، وكان جارياً البحث عنه بتهمتين، هما: الفرار من الجندية الإجبارية، والتعاون مع العدوّ في زمن الحرب. ومن بعد ذلك قدّم إلى المحاكمة سنة 1945م، وبعد تدخّل جمعية العلماء وأهل قسنطينة حكم عليه بالبراءة.

الفتاوى

للشيخ حماني العديد من الفتاوى المثيرة للجدل، منها:

1.إفطار رمضان للمجاهدين خلال الثورة الجزائرية عام 1956م واجب.

2.المتجنّس بالجنسية الفرنسية رغبةً في قوانينها وتملّصاً من دينه وأحكام شريعته "مرتدّ".

3.حرمة موالاة الكافر والاستعانة به على المؤمنين.

4.أفتى الشيخ في عام 1990م بعدم جواز استيراد الكباش الأسترالية مقطوعة الذنب، ورفض مشروعية استعمالها كأضحية، وأصدر فتوى غير واضحة لا تفهم منها الإجازة.

5.عدم جواز زيارة القبور.

6.حرمة الزواج من الفرنسيّات

المؤلّفات

لحماني العديد من المؤلّفات، منها:

1- الإحرام لقاصدي بيت الله الحرام.

2- صراع بين السنّة والبدعة.

3- من الشهداء الأبرار: شهداء علماء معهد عبد الحميد بن باديس.

4- الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية.

5- الفتاوى.

6- استشارات شرعية ومباحث فقهية.

7- شهادة علماء معهد بن باديس.

بالإضافة إلى عشرات المحاضرات والمقالات المنشورة في مختلف المجلّات والصحف، داخل الجزائر وخارجها، وأحاديثه في الإذاعة بالجزائر.

الوفاى

توفّي حماني يوم 29\يونيه\ 1998م.