اللَّه شكور باشا زاده

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٠:٢٣، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (اللَّه_شكور_باشا_زاده ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم اللَّه شكور باشا زاده‏
الاسم الکامل اللَّه شكور باشا زاده‏
تاريخ الولادة 1368ه/1949م
محل الولادة جمهوریة آذربایجان
تاريخ الوفاة
المهنة مفتي آذربايجان، ورئيس دائرة مسلمي القفقاز، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
الأساتید
الآثار
المذهب شیعی

اللَّه شكور بن همّت باشا زاده: مفتي آذربايجان، ورئيس دائرة مسلمي القفقاز، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
ولد سنة 1949 م، وتدرّج في المدارج العلمية حتّى رقي إلى درجة مفتٍ لجمهورية آذربايجان.
يقول: «إنّ مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية هي من المسائل المعقّدة والهامّة التي تشغل بال المسلمين اليوم، وأنا أُريد أن أتحدّث إليكم في هذا الموضوع وأطرح أفكاري في صيغة المقولات الآتية:
أوّلًا: يتكوّن اليوم نظام جديد في العالم، وأصبح هذا النظام بعد تفكّك الاتّحاد السوفيتي يتميّز بأُحادية القطبية، فنرى العالم اليوم كأنّه لا يقدر أن يعيش في ظلّ القطبية الواحدة، ويحتاج بالضرورة إلى إيجاد القطبية الثانية، ليتمكّن من الحفاظ على توازنه، وإنّ الغرب الذي يشكلّ قطبية واحدة يريد أن يكون العالم الإسلامي هو القطبية الثانية. وإذا كانت المواجهة بين القطبين قبل انهيار الاتّحاد السوفييتي تظهر في الغالب في المجالات المادّية، اقتصادية كانت أم عسكرية، فإنّ هذه المواجهة تحدث اليوم في ميدان الحياة الروحية المعنوية والقيم الدينية على الأغلب، وفي ظروف توسّع العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية بين دول العالم، وتحوّل وسائل الإعلام والاتّصالات إلى قوّة مؤثّرة هائلة، وجريان العولمة على نماذج المعايير التي تحدّدها الدول الغربية... يواجه الإسلام تحدّيات في مجالي العقائد والشريعة، وتتكوّن في الرأي العامّ العالمي تصوّرات مشوّشة عن الإسلام والمسلمين، حيث يتّهم الإسلام بأنّه دين لا يعرف التسامح ويدعو أتباعه إلى الإرهاب، ويُتّهم المسلمون بأنّهم متطرّفون!
في مثل هذه الظروف من الضروري أن يتجنّب المسلمون الخلافات المذهبية، وتوحّد المذاهب مساعيها من أجل السعي لحلّ مشاكل العالم الإسلامي العامّة.
ثانياً: إلى جانب هذه العوامل السياسية الثقافية التي يتطلّبها التقريب بين المذاهب‏
الإسلامية، يمكننا أن نشير إلى الأدلّة النقلية أيضاً: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا .... (سورة آل عمران: 103)، وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ .... (سورة الأنفال: 46)، إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ .... (سورة الأنبياء: 92)، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ .... (سورة الحجرات: 10).
وقد دعا الرسول الكريم المؤمنين إلى المودّة بينهم والتعاطف بقوله: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى».
ثالثاً: ينبغي للمسلمين أن ينصرفوا عن الخلافات، ويوحّدوا صفوفهم حول كلمة التوحيد، ويعرفوا أنّهم هم الذين أسلموا أنفسهم للَّه‏الواحد الأحد: ربّهم واحد، وكتابهم واحد، ورسولهم واحد، وأهدافهم واحدة، وعدوّهم واحد، بصرف النظر عن سنّيتهم أو شيعيتهم أو حنيفيتهم أو حنبليتهم أو إماميتهم أو زيديتهم. ومثل هذه الذهنية الإسلامية الصحيحة تجعل منافع الإسلام أهمّ بكثير من المنافع المذهبية، وإنّ اللَّه وعد المسلمين بنصره حيث قال: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ‏ (سورة محمّد: 7).
رابعاً: ينبغي لكلّ مذهب من المذاهب الإسلامية أن يزوّد أتباعه بالمعارف الصحيحة غير المشوّهة عن عقائد المذاهب الإسلامية الأُخرى، ويجب أن تكون هذه المعارف مبنية على الأقوال والوثائق الحقيقية الأصيلة التي تميّز موقف هذا المذهب أو ذاك بشكل عامّ.
خامساً: يجب أن تعبّر المذاهب عن مواقفها على أساس المصادر الأُولى: القرآن الكريم، والأحاديث والأخبار الصحيحة.
سادساً: يجب أن يفهم المسلمون المنتمون إلى المذاهب المختلفة أنّ التقريب بين المذاهب لا يهدف إلى ردّ السنّي أو الشيعي عن مذهبه، بل يهدف إلى توحيد صفوف المسلمين حول الأُصول المتّفق عليها، وقبول الاختلاف، وتقريب وجهات النظر في المسائل التي يختلفون فيها.
سابعاً: لا يوجد في الإسلام مؤسّسة دينية مثل الكنيسة في المسيحية، الأمر الذي‏
يجعل الإسلام أكثر ديمقراطية ومفتوحاً لحرّية الرأي والحوار. وبناءً على ذلك، لا يمكن أن يكون في الإسلام مذهب يمثّل الدين الحقّ وحده ولا يتقبّل المناقشة من جانب المذاهب الأُخرى. وكلّ من المذاهب الأُخرى يمكن أن يعتبر نفسه «أهل السنّة والجماعة» المذكورين في الحديث النبوي الشهير، ولكنّه لا يحقّ له أن يتّهم مذهباً من المذاهب في بطلان رأيه أو البدعة، ذلك أنّ المسلمين جميعاً- مهما اختلفوا في الآراء والاجتهادات الفقهية في الفروع بسبب اختلاف الزمان أو المكان أو الأحداث أو التفسيرات- ملتقون على الأُصول. ويجب اعتبار محاولات المعتزلة (مسألة قدم أو حدوث القرآن الكريم) في عهد المأمون ومساعي الحنابلة (تكفير مرتكبي الكبائر) للعب دور المذهب الوحيد المعتمد «أخطاءً تأريخيةً».
ثامناً: بسبب غياب مذهبية وحيدة معتمدة في الإسلام يجب اعتبار كلمة «البدعة» في معناها اجتهادات في الرأي، إذا كان قائلها أو فاعلها يستنّ فيها بالمصادر الأُولى.
تاسعاً: إنّ الاختلاف حقّ من حقوق الإنسان سواء في المعتقد الديني أو الثقافي، ويجب احترام هذا الحقّ كما كان يحترمه المسلمون الأوائل. وكان أبو حنيفة الذي درس خلال سنتين عند الإمام جعفر الصادق يفتخر بأُستاذيته ويقول: «لولا السنتان لهلك النعمان»، ويقول مالك بن أنس: «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد».
وأخيراً أُريد أن أقول: إنّ الأهداف الرفيعة التي ترمي إليها دول العالم من التقريب بين المذاهب والأديان المختلفة قد أصبحت أمراً واقعاً في جمهورية آذربيجان، ومن المعلوم أنّ الشيعة يزيدون عدداً عن أهل السنّة في هذا البلد.
ولعلّ آذربيجان من البلدان الفريدة التي يسود فيها جوّ التعاطف وعلاقات الاحترام المتبادل، ليس بين المسلمين من المذاهب المختلفة فحسب، بل بين المسلمين وأصحاب الديانات الأُخرى أيضاً.
نحن- [أخصّ‏] المسلمين- في آذربيجان نؤمن بالمصادر الأُولى للإسلام، ونقدّس كتاب اللَّه، ونأخذ رسوله قدوة حسنة، ونعيش على أرض الوطن الواحد، ونحن على ثقة
تامّة موطّدة بأنّ وحدتنا هذه هي التي تؤمّن لنا الحياة المحترمة واستقرار السيادة الوطنية، ونعتقد أنّ مثل هذا الموقف هو الموقف السليم والذي يمكن أن يكون نموذجاً لجميع بلدان العالم.
لا يمكن نكران دور رجل الدين في التقريب بين المذاهب، ولكن من الحقائق التي لا شكّ فيها أنّه لا يمكن الوصول إلى هذه الأهداف بدون تأييد قوي من قبل الدولة».