أبو طلحة الأنصاري

من ویکي‌وحدت

أبو طلحة الأنصاري: كان من فضلاء الصحابة وكان يعمل في حفر القبور بالمدينة، وقد حفر قبر النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاته صلى الله عليه وآله. وكان من رماة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وإذا رمى‏ أبو طلحة يوم أحد يرفع النبي(ص) بصره ينظر أين يقع سهمه، ويقول(ص): «صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة». وكان لايصوم على‏ عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله من أجل الغزو، فصام بعده أربعين سنة، لايفطر إلّا يوم أضحى أو فِطْر. وانفرد بالقول بأنّ ابتلاع البَرَد للصائم لابأس به، لأنه ليس بطعام هو ولا شراب. والبَرَد: ماء الغمام يتجمّد في الهواء البارد، فيسقط على الأرض حبوباً. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وقد ذكرته مصادر أهل السنة بالثناء والتمجيد، وعدّه الطوسي في أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقال عنه المامقاني: «حاله حسن».

زيد بن سَهْل بن الأسود = أبو طلحة الأنصاري (36 قبل الهجرة ــ 34ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو طَلْحة.[٢]
نسبه: النجّاري، الخَزْرجي.[٣]
لقبه: المدني، الأنصاري.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
اشتهر بكنيته أكثر من اسمه.[٦] وهو من بني النجّار من الخزرج، أُمّه عُبادة بنت مالك. وكان صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ومن بني أخواله.[٧] تزوّج بأُمّ سُلَيْم، وهي أمّ أنس بن مالك، فتكفّل برعاية أنس حيث كان طفلاً، ولذا يقال: ربيبه.[٨]
وورد في بعض الروايات أنّ أُم سُلَيْم بعد أن تقدّم زيد لخطبتها جعلت مهرها أن يُسلم، فقبل ذلك وتزوّجها، فخلف منها عبداللَّه.[٩] إلّا أنّ هذا يتنافى‏ مع ما ذكره بعض أصحاب التراجم من أنّه شهد العقبة وبدراً والمشاهد كلّها، وأ نّه كان أحد النقباء.[١٠]
وكان زيد من رماة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله[١١]، فعن أنس بن مالك: أنّ أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوم أُحد، وكان رجلاً رامياً، وكان رسول اللَّه إذا رمى‏ أبو طلحة رفع بصره ينظر أين يقع سهمه، وكان يدفع صدر رسول اللَّه بيده ويقول: يا رسول اللَّه، هكذا، لا يصيبك سهم.[١٢] وقال فيه أيضاً: «صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة».[١٣]
وروى‏ أنس بن مالك: أنّ النبي صلى الله عليه وآله لمّا حلق شعره بمنى‏ فرّق شقّه الأيمن على‏ أصحابه، الشعرة والشعرتين، وأعطى‏ أبا طلحة الشقّ الأيسر كلّه.[١٤]
وعن أنس أيضاً: أنّ أبا طلحة كان لايصوم على‏ عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله من أجل الغزو، فصام بعده أربعين سنة، لايفطر إلّا يوم أضحى أو فِطْر.[١٥] إلّا أنّ ابن عبدالبّر علّق قائلاً: «وهذا خلاف بيّن؛ لما تقدّم».[١٦] حيث روى‏ عن أنس أنّه أصرّ على أولاده بأن يجهّزوه، فقالوا له: قد غزوت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حتّى‏ مات، ومع أبي بكر حتّى مات، ومع عمر حتّى مات، فدعنا نغزُ عنك، فرفض، فغزا البحر، فمات في البحر... إلى آخره.
وفي الصحيحين عن أنس: لمّا نزلت «لن تنالوا البر حتّى‏ تنفقوا ممّا تحبون» قال أبو طلحة لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ أحبّ أموالي إليّ بيرحى‏، وإنّها صدقة للَّه، أرجو برّها وذخرها عند اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «بخ بخ، ذاك مال رابح».[١٧]
وانفرد بالقول بأنّ ابتلاع البَرَد للصائم لابأس به، وكان يقول: «ليس بطعام هو ولا شراب»[١٨] وكان يعمل في حفر القبور بالمدينة، وقد حفر قبر النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاته صلى الله عليه وآله[١٩]
وكلّفه الخليفة الثاني بالإشراف على‏ قضية انتخاب الخليفة من بين الشورى‏ الستّة الذين حدّد أسماءهم، حيث أوصاه أن لايتأخّر هذا الأمر أكثر من ثلاثة أيام، فإذا اتّفق ثلاثة منهم على‏ واحد فهو، وإلّا فالحقّ مع المجموعة التي فيها عبد الرحمان بن عوف، ومن خالف فيه فعليه أن يقتله.[٢٠]
وورد في بعض الروايات أنّه أقام بالشام مع أبي عُبَيْدة بن الجرّاح ومعاذ بن جبل في عهد عمر.[٢١] وعن أنس: أنّه اشترك في عهد عثمان في حرب «بحر الروم».[٢٢]

موقف الرجاليّين منه

كان زيد من فضلاء الصحابة، وقد ذكرته مصادر أهل السنة بالثناء والتمجيد[٢٣]، وعدّه الطوسي في أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقال عنه المامقاني: «حاله حسن»، وردّه المحقّق التستري في كلام طويل.[٢٤]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أكثر من عشرين حديثاً.[٢٥]
وروى‏ عنه جماعة، منهم: ابنه عبداللَّه، ربيبه أنس بن مالك، حفيده إسحاق بن عبداللَّه، زيد بن خالد الجُهَني، ابن عباس، عبداللَّه بن عمرو بن عبدٍ القارئ. ووردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة؛ كـ الصحاح الستة والمعجم الكبير.[٢٦]

من رواياته

قال أبو طلحة: كنّا جلوساً بالأفنية فمرّ بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقال: «مالكم ولمجالس الصعدات» قال: قلنا: يارسول اللَّه، إنّا جلسنا لغير ما بأس، نتذاكر ونتحدّث، قال: «فاعطوا المجالس حقّها» قلنا: وما حقّها؟ قال: «غضّ البصر، وردّ السلام، وحسن الكلام».[٢٧]

وفاته

اختلفوا في وفاة أبي طلحة، فروى‏ أبو زُرْعَة أنّه مات بالشام، بينما روى أنس أنّه ركب البحر غازياً فمات، أخرجه الفسوي في تاريخه وأبو يعلى‏. وروي أيضاً: أنّه توفّي بالمدينة، وصلّى‏ عليه عثمان. كما واختلف في تاريخ وفاته، فروي: أنّه توفّي سنة 32هـ، وقيل: سنة 34هـ، وأكثر الروايات على‏ هذا.[٢٨]

المصادر

  1. تقريب التهذيب 1: 275، تهذيب الكمال 10: 75، تاريخ خليفة: 123.
  2. كتاب التاريخ الكبير 3: 381.
  3. تهذيب التهذيب 3: 357.
  4. تهذيب الكمال 10: 75.
  5. تقريب التهذيب 1: 275.
  6. الإصابة 3: 28، أُسد الغابة 2: 232، تنقيح المقال 1: 465.
  7. سير أعلام النبلاء 2: 27، أُسد الغاية 2: 232.
  8. تهذيب تاريخ دمشق 6: 6، الاستيعاب 2: 555.
  9. سير أعلام النبلاء 2: 29، المعجم الكبير 5: 90، الطبقات الكبرى‏ 3: 504، تهذيب تاريخ دمشق 6: 6 - 8.
  10. المغازي 1: 163، 243، تهذيب التهذيب 3: 357، سير أعلام النبلاء 2: 27، أُسد الغابة 2: 232.
  11. الطبقات الكبرى‏ 3: 505.
  12. سير أعلام النبلاء 2: 31. وأخرجه أحمد في مسنده 3: 286، 287.
  13. المصدر السابق: 28. وأخرجه أحمد 3: 203 عن أنس أيضاً.
  14. الإصابة 3: 29، الطبقات 3: 505، وقد أخرجه مسلم 2: 947 رقم 1305 وما بعده، وفي طريق آخر عن ابن سيرين عن أنس: أنّ النبي‏صلى الله عليه وآله أعطى أبا طلحة الشقّ الأيمن، ثم ناوله الشقّ الأسير وقال: «اقسمه بين الناس».
  15. تهذيب التهذيب 3: 357، سير أعلام النبلاء 2: 29.
  16. الاستيعاب 2: 554. وانظر: قاموس الرجال 4: 553.
  17. الإصابة 3: 29. وقد أخرجه البخاري 2: 530 رقم 1392، ومسلم 2: 696 رقم 998. و«بَيْرحى‏» كما في الفائق فَيْعَلى‏، من البراح، وهي الأرض المنكشفة الظاهرة، وهذا الموضع يُعرف بقصر بني جديلة قبليّ المسجد.
  18. سير أعلام النبلاء 2: 27. والبَرَد: ماء الغمام يتجمّد في الهواء البارد، فيسقط على الأرض حبوباً.
  19. المعارف: 166، أُسد الغابة 2: 232.
  20. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 191 - 194، قاموس الرجال 4: 552.
  21. تهذيب تاريخ دمشق 6: 6.
  22. المصدر السابق: 6 - 7، الاستيعاب 2: 554.
  23. الإصابة 3: 28، تهذيب التهذيب 3: 357، سير أعلام النبلاء 2: 29.
  24. رجال الطوسي: 20، تنقيح المقال 1: 465، قاموس الرجال 4: 552.
  25. تهذيب الكمال 10: 75 - 76، سير أعلام النبلاء 2: 27، تهذيب التهذيب 3: 357.
  26. تهذيب الكمال 10: 77، المعجم الكبير 5: 93.
  27. مسند أحمد 4: 30.
  28. تهذيب تاريخ دمشق 6: 12، الطبقات الكبرى‏ 3: 507، أُسد الغابة 2: 233، الإصابة 3: 29، تاريخ خليفة: 123.