المركز العربي للبحوث والدراسات
أولا: عن المركز أنشئ المركز العربى للبحوث والدراسات عام 1998 كمركز علمى مستقل. وتعتبر دراسة حركات الإسلام السياسى هى العمود الفقرى للمركز. وقد تطور المركز عبر الزمن، وخاصة عام 2012، حيث لم يعد يقتصر فى أعماله على دراسة الحركات الإسلامية فقط، و أصبح مجاله يمتد إلى دراسة النظريات الاجتماعية التى ترصد وتفسر وتحلل سلوك الجماعات الدينية، بالإضافة إلى دراسة الأيديولوجيات التى تتبناها الحركات الإسلامية، ودوائر حركاتها، وأنماط تفاعلاتها الداخلية والبينية والدولية. ويعتبر المركز العربى للبحوث والدراسات من أوائل المراكز البحثية فى مصر والوطن العربى، التى ركزت وبشكل معمق، على دراسة وفهم وتتبع حركات الإسلام السياسى على مختلف الأصعدة الدولية والإقليمية والداخلية. ويمتلك المركز أكثر من 2 مليون وثيقة عن مختلف تيارات الإسلام السياسى فى مصر والعالم. ثانيا: النشاط العلمى يتمتع المركز باستقلالية كاملة فى إدارة نشاطه العلمى والبحثى، ويحرص فى بحوثه على تبنى منهج نقدى، لا يقتنع بسرد المعلومات وتحليلها، وإنما يهتم بأن يبرز رأيه فى المشكلات محل النقاش، ويتيح لباحثيه وخبرائه حرية كبيرة فى التعبير الحر عن آرائهم واجتهاداتهم فى ضوء القواعد العلمية والموضوعية وتقاليد البحث المتعارف عليها عالميًا. ويعتبر البرنامج العلمى للمركز محصلة جهود جماعية متناسقة وفق نموذج متكامل للتخطيط العلمى الديمقراطى الشفاف بين الباحثين ومجلس الخبراء. ويتبنى المركز العربى للبحوث والدراسات مفهومًا علميًا فى تعريفه لحركات الإسلام السياسي، بأنها كل حركة تتخذ من الدين الإسلامى مرجعية لها وتسعى للوصول إلى السلطة بكل الوسائل مختلفة: سواءً عبر اللعبة الديمقراطية، أو بطريقة إنقلابية، أو بممارسة العنف لتحقيق مأربها. وفى هذا الإطار، يهتم النشاط العلمى للمركز باللحظة التاريخية، التى تعيشها مصر وجميع الدول العربية بدون استثناء، واتساع آفاق النقاش العام حول صعود حركات الإسلام السياسى للحكم بعد ثورات الربيع العربى، ويهتم المركز كذلك بدراسة الخريطة المعرفية لتيارات الإسلام السياسى فى مصر والعالم، ومصادر تمويلها، وطبيعة الفروقات داخل تيار الإسلام السياسى، (الإخوان، والجماعات السلفية، والجماعة الإسلامية، والجهاد..إلخ)، والطرق التى تستخدمها هذه التيارات لاستقطاب أعضاء جدد، ودراسة طرق التعبئة التى تستخدمها هذا التيارات، وأخيرًا، تقييم أداء مؤسسات الدولة بعد تولى جماعة الإخوان فى مصر وحزب النهضة فى تونس للسلطة.
كما يهتم المركز بدراسة امتدادات لجماعة الإخوان فى منطقة الخليج، ومعرفة الخريطة المعرفية لحركات الإسلام السياسى فى دول الخليج العربى، وخريطة حركات الإسلام السياسى الشيعية فى كل من إيران والعراق ولبنان، والقاعدة وامتدادتها الجديدة فى البلدان الأفريقية، ومستقبلها، وغيرها الكثير من القضايا المطروحة فى المستقبل.
وبناء عليه، يغطى النشاط العلمى والبحثى للمركز ثلاث دوائر متكاملة ومتداخلة فيما بينها: 1- الدائرة الداخلية: حيث يركز المركز على تناول مختلف التطورات المهمة فى أداء الحركات الإسلامية المصرية بعد 25 يناير، ودورها فى الحياة السياسية الجديدة، وتكويناتها التنظيمية والمادية، وأنماط تفاعلاتها مع نظيرتها فى الداخل والخارج، والتعرف على موقف هذه الحركات من قضايا الأمن القومى المصرى، والديمقراطية، والفن، والأقباط، والمرأة، وهل تؤمن حق بقضايا المواطنة أم أنها خطوة تكتيكية مرحلية للتمكين ثم الردة مرة أخرى على كل النظريات العلمية الحديثة. 2- الدائرة العربية والإقليمية: حيث يهتم المركز ببحث ومعرفة كل الحركات الإسلامية والجهادية فى المنطقة العربية ومحيطها، بما ينطوى عليه ذلك من دراسة أثر التغيرات الإقليمية على أداء الحركات الإسلامية، وأنماط التفاعل بين بعضها البعض، وبينها وبين الدائرة الداخلية والدولية. 3- الدائرة الدولية العالمية: باعتبارها الإطار الأوسع الذى تعيش فيه الدول العربية والإسلامية، ويهتم المركز فى هذه الدائرة بدراسة التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المسلمين، والمنظمات الإسلامية الدولية، والتكتلات والتحالفات الاقتصادية والتنظيمية للحركات الإسلامية والجهادية.