جعفر بن سليمان

من ویکي‌وحدت

جعفر بن سليمان: أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة. قال الذهبي: كان جعفر من ثقات الشيعة وزهّادهم وعلمائهم. ووصفه أصحاب التراجم بالصدق والوثاقة وأنّه حسن الحديث. كما اعتبره الذهبي من طبقة الحفّاظ. ولكن قال ابن سعد: «كان ثقةً، وفيه ضعف، وكان يتشيّع».

جعفر بن سُليمان الضُبَعي (... ــ 178ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو سُلَيمان.[٢]
نسبه: الضُبَعي، الحَرَشي.[٣]
لقبه: الزاهد، البصري.[٤]
طبقته: الثامنة.[٥]
كان من ثقات الشيعة وزهّادهم وعلمائهم[٦]، وكان كثيراً ماينشد شعر السيد الحِمْيَري.[٧] يقول جعفر: «اختلفت إلى‏ مالك بن دينار عشر سنين، وثابت البناني عشر سنين، وصلّيت مع مالك بن دينار العتمة عشر سنين».[٨]
اعتبره أصحاب التراجم شيعياً، يقول ابن مَعين: «سمعت من عبد الرزاق.[٩] كلاماً يوماً فاستدللتُ به على‏ ما ذُكر عنه من المذهب، فقلت له: إنّ أُستاذِيْكَ الذين أخذت عنهم ثقات، كلّهم أصحاب سنّة: مَعْمَر ومالك وابن جُرَيج و سفيان الثوري و الأوزاعي، فعمّن أخذت هذا المذهب؟ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان، فرأيته فاضلاً حسن الهدي، فأخذت هذا عنه».[١٠] قال الأزدي: «كان فيه تحامل على‏ بعض السلف».[١١]

موقف الرجاليّين منه

وصفه أكثر علماء أهل السنة؛ كالحموي والذهبي وابن مَعين وأحمد وحمّاد بن يزيد وابن سعد وابن حبان وابن حجر بالصدوق والثقة، وأنّه حسن الحديث. كما اعتبره الذهبي من طبقة الحفّاظ.[١٢] وقال ابن سعد: «كان ثقةً، وفيه ضعف، وكان يتشيّع».[١٣]
وقال ابن شاهين: «إنّما تُكلِّم فيه لعلّة المذهب، ومارأيت مَن طعن في حديثه إلّا ابن عمّار بقوله: جعفر بن سليمان ضعيف، ومثله قال البزّار»[١٤] وقال علي بن المديني: «هو ثقة عندنا، وأكثر عن ثابت، وبقية أحاديثه مناكير».[١٥] وقال أحمد بن المقدام: «كنّا في مجلس يزيد بن زُرَيع، فقال: مَن أتى‏ جعفر بن سليمان وعبد الوارث، فلايقربني».[١٦]
وقال يحيى‏ بن معين: «كان يحيى‏ بن سعيد لايكتب حديثه، ويستضعفه».[١٧] وقال البخاري: «جعفر بن سليمان الحَرَشي، ويُعرف بالضُبَعي، يخالف في بعض حديثه».[١٨]
ووثّقه من رجاليّي الشيعة: الشيخ الطوسي وابن داود والقهپائي.[١٩]
قال التستري: «العمدة في إثبات ذكره في رجال الشيخ عنوان ابن داود - الذي رجاله بخطّ الشيخ - عنه، وإلّا فنسخة العلّامة كانت خالية منه، وكذا نسخة المجلسي».[٢٠]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الصادق عليه السلام.[٢١]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: ثابت البُناني، حُميد بن قيس الأعرج، هارون بن موسى النحوي، مالك بن دينار، حرب بن شدّاد، يزيد الرِشْك.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: سيّار بن حاتم، عبدالرزاق بن همام، قُتيبة بن سعيد، عبداللَّه ابن المبارك. وقد وردت رواياته في مسند أحمد وسنن الترمذي والكافي.[٢٢]

من رواياته

روى‏ عن عمران بن حُصين قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سريّةً وأمّر عليهم علي بن أبي طالب رضى الله عنه...، فتعاقد أربعة من من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أن يذكروا أمره لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول اللَّه، إنّ علياً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثاني...، فأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على‏ الرابع وقد تغيّر وجهه، فقال: «دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منيّ وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي».[٢٣]
وعن جعفر مسنداً عن الإمام الحسين عليه السلام أنّه قال: «واللَّه، لايدعوني حتّى‏ يستخرجوا هذه العَلَقة من جَوْفي، فإذا فعلوا سلّط اللَّه عليهم من يذلّهم حتّى‏ يكونوا أذلّ من فَرَم الأَمة».[٢٤] وكان جعفر أحد رواة حديث الطير المشوي.[٢٥]

وفاته

توفّي في شهر رجب سنة 178 ه، في البصرة.[٢٦]

المصادر

  1. تهذيب التهذيب 2: 81، سير أعلام النبلاء 8: 197.
  2. تهذيب الكمال 5: 43، تذكرة الحفّاظ 1: 241.
  3. تذكرة الحفّاظ 1: 241، كتاب التاريخ الكبير 2: 192. وفي حلية الأولياء 6: 287: «الضُبَيْعي».
  4. تذكرة الحفّاظ 1: 241، أعيان الشيعة 4: 109، كتاب الجرح والتعديل 2: 481.
  5. تقريب التهذيب 1: 131.
  6. تذكرة الحفّاظ 1: 241، ميزان الاعتدال 1: 408.
  7. أعيان الشيعة 4: 109.
  8. حلية الأولياء 6: 287.
  9. عبد الرزّاق بن همام الصنعاني، عالم اليمن، الحافظ الكبير، الثقة الشيعي (سير أعلام النبلاء 9: 563 - 564).
  10. تهذيب الكمال 5: 47، تهذيب التهذيب 2: 82.
  11. تهذيب التهذيب 2: 83.
  12. المصدر السابق: 82، 83، تذكرة الحفّاظ 1: 241.
  13. تهذيب التهذيب 2: 82.
  14. المصدر السابق: 83.
  15. تهذيب التهذيب 2: 83.
  16. ميزان الاعتدال 1: 408.
  17. المصدر السابق.
  18. المصدر نفسه.
  19. رجال الطوسي: 162، رجال ابن داود: 63، مجمع الرجال 2: 28.
  20. قاموس الرجال 2: 622.
  21. رجال الطوسي: 162، تهذيب الكمال 5: 44، تذكرة الحفّاظ 1: 241.
  22. تهذيب الكمال 5: 50، تذكرة الحفّاظ 1: 241، الكافي 2: 561.
  23. مسند أحمد 4: 437، حلية الأولياء 6: 287.
  24. تاريخ الطبري 5: 394. والفَرَم: خرقة الحيض.
  25. ميزان الاعتدال 1: 411.
  26. تاريخ خليفة: 368، كتاب الثقات 6: 140، تهذيب الكمال 5: 49.