الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القاعدة في العراق (تنظيم إرهابي)»
(أنشأ الصفحة ب'تنظيم القاعدة في العراق يمثل تنظيم القاعدة في العراق نسخة متطابقة من تنظيم القاعدة في أفغان...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١١٨: | سطر ١١٨: | ||
بالإضافة إلى العديد من العمليات الإرهابية الصغيرة، مثل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة. | بالإضافة إلى العديد من العمليات الإرهابية الصغيرة، مثل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة. | ||
ماخوذ من موقع:.www.islam_movements.com | ماخوذ من موقع:.www.islam_movements.com | ||
[[تصنيف:الاسلام السياسي]] | |||
[[تصنيف:الحركات التكفيرية]] | |||
[[تصنيف:التيارات السلفية]] |
مراجعة ١٠:١٥، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
تنظيم القاعدة في العراق
يمثل تنظيم القاعدة في العراق نسخة متطابقة من تنظيم القاعدة في أفغانستان، فعلى غرار معسكرات تدريب المجاهدين لمقاومة الاحتلال الروسي لأفغانستان بزعامة أبو عبيدة البنشيري، تشكلت معسكرات تدريب القاعدة في العراق، وعلى غرار اجتماع قادة تنظيم الجهاد الإسلامي المصري مع أسامة بن لادن، في 11 أغسطس 1988 لتشكيل القاعدة، عقد أبو مصعب الزرقاوي عام 2004 اجتماعًا مع قادة جماعة التوحيد والجهاد بزعامته لمبايعة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ليخرج التنظيم الجديد تحت اسم "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". وعلى نفس أفكار القاعدة التي استندت إلى الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من الأراضي الإسلامية، استندت قاعدة بلاد الرافدين إلى إعلان عام للحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العراق؛ ليتحول كلاهما إلى تنظيم إرهابي.
التاريخ والنشأة
بدأ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نشاطه في العراق عقب انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية الرئيسية واحتلال العراق في 2004 بشكل متواضع بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، الذي عمل على جمع شتات المتطوعين وعمل لفترة دون أي مسمى، ثم تحول إلى اسم "جماعة التوحيد والجهاد" بمشورة من المسئول الشرعي للجماعة أبي أنس الشامي، وفي شهر أغسطس 2004 بايع الزرقاوي بن لادن أمير تنظيم القاعدة، وتحول اسم الجماعة بشكل نهائي إلى "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين". تتميز هيكلية تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بالمرونة، فلا يوجد ثبات بالمطلق، وقائد التنظيم سواء الزرقاوي أو خليفته يجمع في يديه جميع خيوط التنظيم بقبضة حديدية. وقد بدأ الزرقاوي بعد إصابته، واحتمالات قتله في المستقبل يفكر بشكل جدي بنقل قيادة التنظيم إلى أحد الأعضاء العراقيين، وهو ما حدث بالفعل عقب مقتله، حيث أعلن عن أبي عبد الرحمن العراقي نائب أمير التنظيم، زعيما للقاعدة وكان قد وجه بدوره رسالة إلى أبي مصعب الزرقاوي في وقت سابق لقتله بعنوان "لبيك لبيك يا أبا مصعب"، وتولت قيادات عراقية ميدانية قيادة التنظيم بعد الزرقاوي، تعمل تشكيلاتها بشكل كامل تحت مظلة الجناح العسكري في الجماعة. بعد مقتل الزرقاوي عام 2006 جرى انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيمًا لتنظيم القاعدة، ومع بداية ظهور معالم الحكومة العراقية وبدء تكوين قوات الجيش والشرطة العراقيين، اعتبر التنظيم جميع السياسيين المشاركين بالحكم "عملاء"، وأصبح يستهدف جميع أجهزة الأمن العراقية والمنظمات الدولية والمقاولين الأجانب، واعتبر أن هدفه هو إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق، وأعلن تكفير فئات من الشعب العراقي مثل المدنيين الشيعة، الذين وصفهم الزرقاوي بالروافض، وتم استهداف أسواق شعبية ومساجد. وحاول تنظيم القاعدة في العراق جمع شتات الجهاديين من خلال إعلان ما يسمى مجلس شورى المجاهدين في العراق، وكان عبارة عن تجمع لعدد من الجماعات الجهادية، وتم الإعلان عنه في 15 يناير 2006، وتم اختيار عبد الله رشيد البغدادي لإمارة المجلس، وضم المجلس كلا من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وجيش الطائفة المنصورة، سرايا أنصار التوحيد، سرايا الجهاد الإسلامي، سرايا الغرباء، إضافةً إلى كتائب الأهوال وجيش أهل السنة والجماعة، وكان الغرض المعلن للمجلس "إدارة الصراع في مواجهة الاحتلال الأمريكي وما وصفهم بالعملاء والمرتدين". ولكن سرعان ما تم حله في منتصف أكتوبر من العام نفسه، لصالح القاعدة التي اعتبرت نفسها صاحبة الحق في إعادة تأسيس الخلافة الإسلامية.
أسباب نمو التنظيم
تشكل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية عوامل مهمة في نمو تنظيم قاعدة الجهاد في العراق، وتجنيد أعضاء جدد به، وهناك عدة أسباب ساعدت في نمو التنظيم تمثلت فيما يلي: 1-السياسات العدائية للولايات المتحدة، واحتلالها للعراق وغزوها لأفغانستان، ودعمها لإسرائيل، وللأنظمة الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي- تغذي صناعة الكراهية والعداء تجاهها، وتجذب العديد من الشباب إلى "القاعدة". 2-يقوم حجر الأساس في خطاب تنظيم القاعدة والحركات السلفية الجهادية، على وجود حرب صليبية صهيونية على العالم الإسلامي، تعمل على قطع الطريق على الإسلاميين من الوصول إلى السلطة، وبالتالي يجب الجهاد ضدها؛ من أجل قيام دولة إسلامية. 3-تعمد الولايات المتحدة إذلال المسلمين، وبالتالي وجوب الجهاد ضد هذا "الشيطان الأكبر"-ـ بحسب وصفهم-ـ لأنها تعمل على القضاء على أي مشروع للنهضة. 4-تساعد الظروف الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والبطالة والجهل، على توفير بيئة مثالية لتجنيد الأعضاء في كل مجتمع عربي وإسلامي، والذي يشكل فيه الشباب النسبة الأكبر من عدد السكان. 5-تشكل الهوية في إطار النظم القومية والاشتراكية والديمقراطية في الدول العربية والإسلامية، وسط ضغوطات العولمة والحداثة، حالة ارتداد لقطاعات واسعة من الشعوب العربية والإسلامية نحو الالتزام الديني، وهو ما يجعلهم فريسة للتطرف. 6-التركيبة العقائدية والعشائرية والقبلية، وفّرت مُناخًا خصبًا لنمو الفكر الجهادي، وتجنيد أعضاء جدد في تنظيم "القاعدة" في العراق.
هيكل تنظيم القاعدة
يقبع على رأس القاعدة أمير التنظيم، وتتمثل مهامه الرئيسية في الآتي: 1-توجيه اللجان المختلفة للتنظيم، فهو الذي يضع إستراتيجية المقاومة بشكل عام؛ من خلال استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف، بالإضافة إلى استهداف الشيعة والأكراد، والبنية التحتية للدولة، والمنشآت الحيوية في البلاد. 2-توجيه عمليات التنظيم الكبرى، ورسم إستراتيجيته وسياسته، ومن هنا فإن جميع التشكيلات العسكرية تتبع نهجًا محددًا في اختيار الأهداف، وفي معظم العمليات الصغيرة لا تحتاج المجاميع المنتشرة من سرايا ومجموعات في مختلف المناطق إلى أمر مباشر منه، لكنها متروكة لاجتهادات القادة الميدانيين بالتنسيق مع قادة الكتائب وأمراء المناطق، نائب الأمير يعد ثاني أهم المواقع القيادية في قاعدة العراق، وتطور من خلال ضرورات الواقع والحفاظ على سلامة التنظيم، وهو يقوم بكل الأعمال مع قائد التنظيم، ويطلع على كل الأمور المتعلقة بالتنظيم وسير عمله بالإضافة إلى الاتصال بالعراقيين بشكل مباشر ومع المقاتلين المتطوعين من خارج العراق، ومن مهام موقعه الإشراف على احتياجات اللجان المنبثقة عن التنظيم، وخاصة الجناح العسكري بقيادة الأمير أبو أسيد العراقي، وهو المسئول الأول عن الكتائب والسرايا والمجموعات، العاملة والتنفيذية والمساندة، التابعة للتنظيم، وكذلك تم الإعلان عن تشكيل فيلق عمر في مواجهة فيلق بدر الشيعي. وبالإضافة لما سبق هناك عدة هيئات وأقسام وكتائب تتمثل فيما يلي: أولًا: الهيئة الشرعية ويترأسها "الشيخ أبو حمزة البغدادي"، وتقوم بإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة للجماعة، والرد على كل الشبهات الشرعية التي يرى التنظيم أنها تؤثر على نشر معتقداته وأفكاره وممارساته، وأصدرت مؤخرًا مجلة خاصة بالتنظيم، اسمها "ذروة السنام"، ووظيفتها دراسة الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسائل والقضايا التي تخدم معتقدات وأفكار التنظيم، وتقوم بالرد على الادعاءات والفتاوى التي تمس الجهاد والمقاومة، وتغطي بعض أخبار الجهاد من ناحية الجبهات القتالية، وقد أسس هذه الهيئة أبو أنس الشامي، ولم يتم الإعلان بعد مقتله عن خليفة له في منصب رئيس الهيئة والمسئول الشرعي، لأسباب أمنية للحفاظ على حياته، وينبثق عن هذه الهيئة الشرعية، محكمة خاصة "المحكمة الشرعية" تقوم بالنظر في الدعاوى المتعلقة بمسألة التجسس داخل التنظيم، وتصدر أحكاما على المختطفين والأسرى تصل إلى القتل في الغالب، وأحكامها قطعية وغير قابلة للاستئناف. ثانيا: الجناح العسكري يتكون من عدة كتائب وسرايا ومجموعات، تسمى بمسميات مختلفة، بعضها تحمل أسماء الخلفاء الراشدين مثل كتيبة أبو بكر الصديق، وفيلق عمر، وكتيبة ابن الخطاب، وبعضها يحمل أسماء قادة القاعدة في جزيرة العرب مثل كتيبة عبد العزيز المقرن، وأبو أنس الشامي وأبو عزام العراقي "عبدالله الجوري"، وتم أيضًا إطلاق أسماء على كتائب الاقتحام، أما الكتائب الأخرى فهي تحمل نفس الاسم الذي حملته قبل الانضمام إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في العراق، مثل كتيبة الرجال، وتعتبر كتيبة الاستشهاديين أحد أهم الكتائب في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وهي "كتيبة البراء بن مالك" وأميرها "أبو دجانة الأنصاري"، وينفذ المنتمون لهذه الكتيبة- الاستشهاديين- بشكل واسع وكبير العمليات الموجهة لضرب الأهداف الحيوية، وهي تضم العدد الأكبر من المتطوعين العرب، وفي الفترة الأخيرة بدأ ينضم إليها أعضاء من العراقيين. وتمثل هذة الكتيبة أهمية خاصة؛ لما لها من دور كبير في حرب الاستنزاف وقلة تكلفة العملية الواحدة منها من الناحية المعنوية والمادية، ولما تحدثه من أثر كبير في تحطيم معنويات جنود الاحتلال والمتحالفين معهم، ويشرف على هذه الكتيبة قادة ميدانيون مدربون وخبراء في عمليات تصنيع المتفجرات والتفخيخ والتوصيل، وتفجير العبوات سلكيا ولاسلكيا عبر الأجهزة الخاصة "ريموت كنترول" وعبر الهواتف الخلوية، وغيرها من الأساليب الأخرى. ومن الأساليب الفنية في استخدام المتفجرات صناعة العبوات الثابتة، والتي تقوم مقام الألغام الأرضية العمودية وجانبية الدفع لإلحاق الضرر التام في الآليات المستهدفة، وكذلك تستخدم المتفجرات في تجهيز عبوات السيارات والشاحنات سواء منها المفخخة لتفجيرها لاسلكيا أو عبر ساعة توقيت، أو التي يفجرها التنظيم عبر المقاتلين "الاستشهاديين". ثالثا: كتيبة الأمن والاستطلاع، وتقوم بفحص دقيق للأعضاء الجدد المنتسبين للتنظيم، إضافةً إلى جمع المعلومات عن الأشخاص والأماكن والأهداف المنتخبة للعمليات، وطرق قوات الاحتلال، والشركات المساندة لها من ناحية أمنية أو لوجستية، وتوجهات القوات الأمريكية، وتكتيكاتها العسكرية، والخطط المستقبلية لها وللحكومة، وتعمل على تجنيد العملاء داخل قوات الحرس الوطني والشرطة وشركات المقاولات العاملة، وشركات النقل وغيرها من الوظائف المهمة الحساسة، وتنشر جماعات الاستطلاع بين الناس، وتقوم بتسجيل انطباعاتهم وتلمس حاجاتهم، وتعمل على جمع المعلومات حول الأشخاص المستهدفين بعمليات التصفية والاغتيال، سواء أكانوا من أعضاء الحكومة أو البعثات الدبلوماسية، أو قادة الجيش والشرطة وغيرهم، فضلا عن استكشاف المناطق الحساسة والحيوية ومعرفة نقاط الضعف للاستفادة منها، وترفع جميع التقارير وبشكل دائم ومستمر إلى قيادة التنظيم، التي تقوم بدراستها والتشاور حولها وانتقاء الأهداف وأوقات التنفيذ، وتوجيه أوامر التنفيذ إلى الجناح العسكري وتشكيلاته للتنفيذ والإعلام بالنتائج لكل عمل تقوم به تلك التشكيلات. رابعا: القسم الإعلامي.. مسئول عن الجانب الدعائي للتنظيم، ويتولى رئاسته أبو ميسرة العراقي، ويقوم بإصدار البيانات والنشرات والأشرطة المرئية والمسموعة، وتكمن أهميته في تجنيد واستقطاب أعضاء جدد في صفوف الجماعة، من خلال شبكة الإنترنت التي يظهر التنظيم احترافية عالية في استخدامها من حيث صعوبة تتبع عناوين المشرفين على مواقعها، وصعوبة تتبع مستخدميها، وابتكار أساليب جديدة متطورة باستمرار؛ لتخطي مسألة الحجب والرصد، ويولي التنظيم أهمية كبيرة في عملية تدريب منتسبيه وأعضائه والمتعاطفين معه على كيفية استخدام الشبكة الإلكترونية، وتعتبر مواقع التنظيمات الجهادية جميعًا من أهم الوسائل بالتعريف بالتنظيمات وأنشطتها، وإصداراتها المختلفة السياسية والعسكرية والشرعية. خامسًا: اللجنة المالية وتقوم بجمع الأموال اللازمة لتمويل الأنشطة المختلفة، وهي تعتمد على شبكة من الناشطين المتخصصين في مجال جمع التبرعات من خلال التجار والمساجد، والأعضاء المنتشرين في جميع أنحاء العالم، وأسهم مفهوم الزكاة والصدقات في الإسلام، في سهولة تحصيل الأموال، باعتباره أحد أركان الإسلام؛ وكذلك لأن من يدفع المال فكأنما قاتل بنفسه، وبما أن تنظيم قاعدة الجهاد يتولى هذا الركن فإنه يسهل جمع الأموال على هذا الأساس، ولا يقتصر هذا النشاط على العراق، بل هناك شبكة من الأنصار في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، فعلى سبيل المثال يوجد في الأردن ثلاث قضايا منظورة لدى محكمة أمن الدولة لمجموعات كانت تقوم بجمع الأموال لصالح الزرقاوي، وقد كان هذا الأخير يمسك بقبضة من حديد على الأموال في مرحلة مبكرة، وكان الحصول عليها أثناء الفوضى أمرًا يسيرًا وبوسائل مختلفة. والمسألة المالية لا تشكل عبئًا كبيرًا على تنظيم قاعدة الجهاد في العراق، فالطبيعة العقائدية الأيديولوجية الاستشهادية، ومفهوم الجهاد الذي يعني بذل النفس والجهد والمال، تجعل العضو يعمل على تجهيز نفسه بنفسه في الغالب، ونادرا ما تجد في خطاب الجماعات الجهادية من بيانات ونشرات ما يحرض على جمع الأموال وخاصة الخطاب الرسمي للجماعة؛ لأنهم يتجنبون الوقوع في شبهة أن قتالهم من أجل مطمع دنيوي، بل يركزون على أن ما يقومون به من تضحية بالنفس والمال، وقتال وتشرد وتعذيب في السجون، إنما هو لإقامة دين الله في الأرض وتعتبر الغنائم من المال والعتاد والسلاح والآليات وغير ذلك، من الموارد المهمة في استمرار المقاومة.
تطور العلاقة بين القاعدة في العراق وأفغانستان
يمكن القول بأن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، يتمتع باستقلالية شبه تامة، عن القاعدة بزعامة الظواهري، ولكنهما كانا يعتمدان على الدعم المعنوي المتبادل، بسبب الاشتراك في الهدف والإستراتيجية، وتتم الاتصالات بين الطرفين بواسطة الرسائل المشفرة في شبكة الإنترنت، أو بواسطة الرسائل المنقولة شفهيًّا عن طريق رسل متخصصين أعدوا لمثل هذه المهمات، وكل رسول يسلم الرسالة إلى نقطة معينة ومحددة له دون معرفة التفاصيل، ويستلم الرسالة من شخص لا يعرفه ابتداء، وطريقة التعارف تتم عبر وسائل متفق عليها وإشارات ورموز ودلالات للأماكن والأشخاص والأوقات، وهكذا حتى تصل الرسالة إلى مقصدها الأخير، وتستخدم هذه الطريقة في الأمور المهمة والكبرى لطلب الرأي والمشورة والتنسيق. ولكن مؤخرًا حدث تحول في هذه العلاقة عندما نشرت مواقع إسلامية، تابعة للقاعدة الأم في أفغانستان في يناير 2014، بيانًا صادرًا عن القيادة العامة للتنظيم بقيادة الشيخ أيمن الظواهري، ينفي قيام أي علاقة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ(داعش)، الذي يترأسه أبو بكر البغدادي؛ ما أدى إلى تعزيز مكانة جبهة النُصرة في مواجهة الدولة الإسلامية وتعميق الشق بينهما، وبدا واضحًا أن قيادات القاعدة بزعامة الظواهري تشهد حالة من الضعف وغياب السيطرة الفعالة على فروعها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تعاطيها مع الصراعات الداخلية على مراكز القوة في العراق وسوريا خلال الفترة التي تلت مقتل أسامة بن لادن، وسرعان ما اجتهد الكثيرون في تفسير وتأويل بيان أمير "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، وما جعل ذلك متاحا وممكنا كان عدم تسمية الأشياء بأسمائها، فضلًا عن التناقض في ما ورد فيه مع البيانات والإصدارات السابقة، وخاصة في ما يخص تبعية "الدولة الإسلامية" لتنظيم القاعدة، وتأخر رد "الدولة الإسلامية"، لكنه جاء حاسما ومؤكدًا على لسان ناطقها الرسمي أبي محمد العدناني، عدم مبايعة "الدولة" للتنظيم العالمي. أعاد العدناني التذكير بما قاله أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، حول ضرورة عدم المشاركة في الانتخابات في كل من العراق وفلسطين في وقته، وفي ما قاله أبو يحيى الليبي في ما يخص نظام الحكم السعودي ووجوب "الهجرة" وإن استحال تغيير النظام المذكور. ثم استشهد بما قاله أبو مصعب الزرقاوي عن الديمقراطية وعن حكم من يتبعها بـ"الكفر والخروج عن الإسلام"، وختم هذا الجزء من خطابه قائلا: إن "هذه قاعدة الجهاد التي عرفناها وواليناها ومن بدلها استبدلناه"، مذكرا أنه بالنسبة لـ"الدولة الإسلامية" قادة القاعدة هم "قادة الأمة السباقون وأصحاب الفضل والتضحيات". ومن هذا المنطلق يعلل العدناني إرسال الرسائل وطلب المشورة عن طريق أبي حمزة المهاجر "بالرغم من حل التنظيم على أرض الدولة"، ويقول إنه لهذه الأسباب أيضا كان "أمراء الدولة يخاطبون قادة القاعدة خطاب الجنود للأمراء والتلميذ لأستاذه والطالب لشيخه"، ويقول لذلك أيضا "ظلت الدولة تأخذ بنصائح شيوخ الجهاد ورموزه". أكد العدناني أن "الدولة الإسلامية"، ومنها انبثقت "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لم تضرب في إيران ولا في بلاد الحرمين تلبية لطلب القاعدة و"للحفاظ على مصالحها- أي القاعدة– وخطوط إمدادها". مُضيفا أن "للقاعدة دينًا ثمينًا في عنق إيران"، مؤكدًا أنه إن لم تتدخل "الدولة الإسلامية" في مصر وليبيا وتونس وبلاد الحرمين فسيكون ذلك أيضا تلبية لطلب القاعدة و"حفاظا على وحدة كلمة المجاهدين، وضمانا لعدم مخالفة القاعدة التي أخذت على عاتقها الجهاد العالمي والعمل في تلك البلاد". ثم اتهم العدناني، وهو يتكلم باسم أميره أبو بكر البغدادي، الظواهري أنه من خلال شهادته الأخيرة "لبس" على الناس و"أجهد نفسه في إثبات أمر لم يثبته"، قاصدا بيعة "الدولة" للقاعدة، ذلك "كي يُظهر جنود "الدولة" بـ"مظهر الخائنين الناكسين". وتوجه إليه قائلا إنه "لو قدر الله لكم أن تطأوا أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها، وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطان الملا عمر، فلا يصح لإمارة أو دولة أن تبايع تنظيمًا"، مذكرا بذلك أن للقاعدة بيعة للملا عمر ولحركة طالبان. ليضع العدناني بذلك أمير القاعدة الظواهرى أمام خيارين لا ثالث لهما، فيقول له: أن "تستمر في خطئك وعنادك ويستمر الاقتتال والانشقاق في العالم"، أو "تعترف بزلتك وتستدرك.. ونمد إليك أيدينا من جديد". متهما إياه بـ"تفريق وتمزيق" كلمة المجاهدين التي جمعها أسامة بن لادن" وبـ"إيقاد وتزكية الفتنة"، داعيا إياه لرد بيعة الجولاني من أجل "حقن الدماء". ثم يدعو أمير القاعدة إلى "عدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية" وإلى توضيح موقفه من عدة أمور، منها الموقف من الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ومن "جماعة الإخوان المسلمين". كما يدعوه إلى "نبذ السلمية" وإلى "دعوة المسلمين للجهاد صراحة"، ثم يدعوه أن يوضح الكثير من النقاط والنعوت في بياناته السابقة- وإن كان يقصد "الدولة الإسلامية" بها- مذكرا إياه أن هذه البيانات وكلامه هو الذي أدى إلى اجتماع الفصائل على "محاربة الدولة واستحلال دم جنودها" في سوريا. ليكشف البيان عن دعوة صريحة وجهها العدناني باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى جميع فروع القاعدة كي تأخذ موقفًا رسميًّا من الخلاف المستعر والتقاتل في سوريا، والسعي إلى توسعه للعراق ليتأكد في النهاية أن الخلاف بين القاعدة الأم وقاعدة العراق خلاف منهج، وليس خلافًا تنظيميًّا.
المرتكزات الفكرية
تعد كتابات سيد قطب وأفكاره التكفيرية، هي المرتكز الأساسي للجهاد القاعدي، وسيد قطب صاحب مقولة "إنه بسبب عدم تطبيق الشريعة في العالم الإسلامي، فإنه لم يعد إسلاميًّا، وعاد إلى الجاهلية، ولكي يعود الإسلام فالمسلمون بحاجة إلى: أ-إقامة "دولة إسلامية حقيقية". ب-تطبيق الشريعة الإسلامية. ج-تخليص العالم الإسلامي من أي تأثيرات لغير المسلمين، مثل مفاهيم الاشتراكية أو القومية. ويرى سيد قطب أن أعداء الإسلام يتضمنون "المستشرقين الغادرين"، و"اليهود" الذين يحيكون المؤامرات للإسلام. وتقوم المرتكزات الفكرية لتنظيم القاعدة في العراق على نفس نظرية الجهاد الإسلامي العالمي، التي تتمثل في: 1- مساعدة المقاومة العراقية لمحاربة القوات الأمريكية. 2- إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق. 3- الجهاد الإسلامي عالمي، وأساس قوة الإسلام تتركز في أرض إسلامية واحدة. 4- بالجهاد يمكن الانتصار على الكافرين المعتدين. 5- إقامة الخلافة الإسلامية، والتي تبدأ من إندونيسيا في الشرق حتى المغرب، وإسبانيا في الغرب، وصولًا إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية. 6- الجهاد يبدأ بـ"العدو القريب" وليس" العدو البعيد" كما كان عبد الله عزام يرى أن الجهاد من أجل تحرير أفغانستان يبدأ في الحقيقة ضد الحكام المسلمين الكفار "العدو القريب"، وليس ضد السوفيت "الجهاد البعيد"، لكن بن لادن وتنظيم القاعدة سيتبنيان في مرحلة لاحقة معادلة عكسية، باعتبار جهاد العدو البعيد "والذي سيصبح أمريكا" أولى من جهاد العدو البعيد "الحكام المسلمين"، وهو ما سبب الخلاف بين قاعدة العراق والقاعدة الأم.
أهم الشخصيات
أبو مصعب الزرقاوي
هو أحمد فضيل نزال الخلايلة، المولود في 30 أكتوبر 1966، وهو من عشائر بني حسن في الأردن والتي تنتمي لقبيلة طيء.. ينتمي أبو مصعب الزرقاوي لمدينة الزرقاء الأردنية، وبدايته في مسجد "الحسين بن علي"، الكائن في مدينة الزرقاء، ثم ذهب للجهاد في أفغانستان في عام 1989م وهو في سن 23 عاما، وقاد معسكرات تدريب المسلحين في أفغانستان ولم يكن مضى على زواجه إلا مدة قصيرة جدًّا، تقارب الشهرين وبقي في أفغانستان 3 سنوات عاد بعدها إلى الأردن في عام 1992م، واعتقل بها فترة 7 سنوات في السجون الأردنية بعد العثور على أسلحة ومتفجرات في منزله، حيث التقى بأبي محمد المقدسي المسجون في الأردن بعد إطلاق سراحه من السجن، يعتقد أنه شارك في محاولة لتفجير فندق راديسون في عمان، حيث العديد من السياح الإسرائيليين والأمريكيين فر بعدها الزرقاوي إلى بيشاور بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وأدين في وقت لاحق وحكم عليه بالإعدام غيابيا بتهمه التآمر للهجوم على فندق راديسون ساس، بتهمة التخطيط لمهاجمة إسرائيل، وقامت الحكومة الأردنية بسحب الجنسية الأردنية منه. تزوج 3 زوجات، الأولى "أم محمد" وهي أردنية الجنسية وله منها 4 أطفال "أمينة وروضة ومحمد ومصعب"، زوجته الثانية "إسراء" وكان عمرها 14 سنة عندما تزوجها، وهي ابنة ياسين جراد أحد الناشطين الفلسطينيين والمتورط في مقتل الزعيم الشيعي محمد باقر الحكيم، وقتلت مع الزرقاوي، وزوجته الثالثة عراقية قتلت هي أيضا معه.. تأثر بأفكار الشيخ عبد الله عزام الجهادية، وكان كثيرا ما يقرأ "مجلة الجهاد". يعد هو المؤسس الأول لتنظيم "التوحيد والجهاد" في التسعينيات وهو البذرة الأولى للقاعدة.. كان الزرقاوي يعلن مسئوليته عبر رسائل صوتية ومسجلة بالصورة عن عدة هجمات في العراق، بينها تفجيرات انتحارية وإعدام رهائن. في العام 2004 قام أبو مصعب الزرقاوي بذبح أحد الرهائن الأمريكيين في العراق، ويدعى يوجين أرمسترونغ، وذلك بجز عنقه بسكين في فيديو مصور قامت جماعة "التوحيد والجهاد" بنشره على الإنترنت. في صباح 7 يونيه 2006، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي، الذي تصنفه السلطات العراقية على أنه تنظيم إرهابي- في غارة أمريكية. ووصف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مقتله "بأنه ضربة قوية لتنظيم القاعدة"، معتبرا أنه واجه المصير الذي يستحقه بعد "العمليات الإرهابية" التي نفذها في العراق. كما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي وقتها دونالد رامسفيلد أن مقتل الزرقاوي هو "انتصار مهم" في الحرب على الإرهاب، لكنه عاد وقال إنه "بالنظر إلى طبيعة الشبكات الإرهابية فإن مقتل الزرقاوي لا يضع- رغم أهميته- نهاية لكل أعمال العنف في ذلك البلد". ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحدث بأنه "سارّ جدًّا وضربة لتنظيم القاعدة في كل مكان، وخطوة مهمة في المعركة الأوسع ضد الإرهاب". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن مقتل الزرقاوي يبعث على "الارتياح"، محذرا من أن هذا الحدث لا يعني نهاية العنف في العراق، ورحب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بمقتل زعيم القاعدة في العراق، ووصف مقتله بأنه "ضربة قاسية للإرهاب". كما وصفته الخارجية الباكستانية بأنه "تطور مهم"، وفي النمسا اعتبر المستشار فولفغانغ شوسل الذي كانت ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي وقتها، أنه "ينبغي مواصلة مكافحة الإرهاب إثر الإعلان عن مقتل الزرقاوي"، كما اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "خافيير سولانا" الحدث "ضربة قوية" للقاعدة. في برلين وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مقتل الزرقاوي بـ"النبأ السار"، مؤكدة أن الزرقاوي كان واحدًا من أكثر الرجال خطورة في التنظيم، كما أعربت الخارجية الفرنسية عن أملها في تراجع أعمال العنف في العراق وعودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد في إطار استعادته للسيادة كاملة. وفي اليابان أعلنت وزارة الخارجية أملها في أن يؤدي مقتل الزرقاوي إلى تحسين الوضع الأمني والقضاء على "المجموعات الإرهابية"، وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالمهارات العسكرية التي تمتع بها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، ووضعته في مصاف جنراليّي الحرب الأهلية الأمريكية، أوليسيس غرانت وروبرت لي. ودفن الزرقاوي في بغداد وكان عمره 39 عامًا.
أبو حمزة المهاجر
أبو حمزة المهاجر (أبو أيوب المصري) هو عبد المنعم عز الدين على البدوي (1968م - 2010م) وهو مصري الأصل ولد في مصر بمحافظة سوهاج، انضم للجماعة الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري في عام 1982م وعمل كمساعد شخصي للظواهري، وفي عام 1999 سافر إلى أفغانستان والتحق بمعسكر الفاروق تحت قياده أسامه بن لادن، وهناك تخصص بصناعة المتفجرات حسب تصريحات الجنرال وليام كالدويل المتحدث باسم الجيش الأمريكي بالعراق. عقب مقتل أبي مصعب الزرقاوي عام 2006، أصبح أبو حمزة المهاجر زعيم تنظيم القاعدة، وقد تم اختياره لاحقاً وزير الحرب لـدولة العراق الإسلامية ونائب أول لأبي عمر البغدادي رئيس دولة العراق الإسلامية. وكانت القوات الأمريكية في يونيه 2006، قد نشرت صورة قالت إنها لأبي أيوب المصري نائب الزعيم الجديد للقاعدة في العراق، ثم علقت السلطات المصرية بأنه لا يوجد في سجلاتها هذا الاسم، وأنه ربما يكون المقصود هو "شريف هزاع خليفة"، وأن كنية "أبي أيوب المصري" أطلقها عليه أصدقاؤه؛ نظرا لحبه الشديد للصحابي أبي أيوب الأنصاري وأنه عاش فترة في الأردن وبشاور في باكستان، وإنه وصل إلى درجة الماجستير بعد أن حصل على تعليمه الجامعي في العلوم الإسلامية من المدينة المنورة، وتتلمذ على يد مجموعة من علماء السعودية السلفيين "الذين أجمعوا على أنه خليفة الشيخ الألباني إمام المحدثين في العصر الحديث"، لكن محامي الجماعات الإسلامية في مصر أكد فيما بعد أن "هزاع" معتقل في سجن استقبال طرة.
قالت زوجه (هزاع) هدى أحمد السيد (أم بلال) لصحيفة "صوت الأمة" المصرية بتاريخ 17-7-2006، إنها صدمت عندما شاهدت بالتلفاز أن زوجها اختارته "القاعدة" زعيما لها، وقالت إن زوجها اعتقل بتهمة ما يسمى بالإرهاب منذ 7 سنوات في مصر، فكيف يذهب للعراق، وتساءلت "لماذا زوجي بالتحديد، وكيف عرفت به أمريكا، ومن أين حصلوا له على صورة".
وصفت حسنة اليمنية زوجة أبي حمزه المهاجر القائد العسكري للقاعدة في العراق- زوجها بـ"المتشدد والغامض" واعتقلت في المنزل الذي دهمته القوات المشتركة في الثرثار (جنوب غرب تكريت) في 19 أبريل 2010، وقالت: "اتهمني مرة بأني عدوة الدولة الإسلامية لأني سألته أين دولة العراق الإسلامية التي تتحدثون عنها ونحن نسكن هنا في الصحراء؟". وقالت حسنة إنها تزوجت من المصري في صنعاء عام 1998، ولها منه 3 أطفال، مؤكدة أن اسمه الحقيقي هو (عبد المنعم عز الدين علي البدوي) لكنه دخل اليمن بجواز مصري باسم (يوسف حداد لبيب)، ومارس التعليم خارج العاصمة، وكان يبقى في القرية أكثر من شهر ويتردد عليها ليوم أو يومين، وأضافت أنه سبقها في الوصول إلى بغداد عبر دولة الإمارات ولحقت به قادمة من عمان عام 2002، ومكثا في الكرادة 7 أشهر وفي العامرية 6 أخرى، ثم انتقلا إلى منطقة بغداد الجديدة، وفي هذا الوقت من عام 2003م سقط نظام صدام. وأكدت أنها لم تعرف أن زوجها هو أبو أيوب المصري إلا بعد قتل الزرقاوي عام 2006م، وأنها «كانت تستمع إلى الأخبار من راديو صغير وتسأله عن أسباب قتل الناس والأطفال فلا يجيبها». وأضافت في اعترافاتها أنه «عندما خرج من بغداد استأجر بيتا في أحد بساتين ديالي، وبعد شهر انتقل منه إلى بيت في مكان تجهله، وهو عبارة عن منزل بطابقين وأن القوات الأمريكية هاجمت المنزل وقتلت الشخص الذي يقيم في الطابق العلوي، وقبضت على زوجته (يمنية الجنسية أيضا)، ثم أطلقت سراحها بعد يوم واحد. وأوضحت أن زوجها «نجا من الهجوم وهربنا إلى الفلوجة أنا وهو وزوجة القتيل، وبعد أحداث الفلوجة الثانية غادرنا إلى زوبع في أبو غريب، وفي 2007م سكنا الثرثار وتنقلنا إلى أكثر من مكان، إلى أن تم اكتشاف المكان ومهاجمته وقتله مع البغدادي». وقالت صحيفة "مارين تايمز" الناطقة باسم قوات المارينز الأمريكية: إن إدارة بوش خفضت مكافأتها التي وضعتها على زعيم القاعدة في العراق أبي حمزة المهاجر من 5 ملايين دولار إلى 100.000 دولار؛ لأنها تشعر أنه فقد فاعليته ولم يعد يستحق مبلغا بهذا القدر. وبعدها ألغي تماما من برنامج مكافآت العدل التابع لوزارة الخارجية الأمريكية التي تمنح لأشخاص يقدمون معلومات تقود إلى قتل أو اعتقال وإدانة إرهابيين مطلوبين. حسبما قالت الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن النقيب البحري، جيمي غريبيل، وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، قوله: إن الجيش الأمريكي يراجع دوما معلومات استخباراتية وعوامل أخرى يقيم على أساسها مستوى المكافأة الموضوعة على أولئك الموضوعين على قوائم المطلوبين، وأن التقييم الحالي بشأن المصري، هو أنه "لم تعد له قيمة كما كان سابقا". ووضع المصري على قائمة برنامج مكافآت العدل الخاص بالمطلوبين، وبمبلغ تعدى 5 ملايين دولار في العام 2006م، بعد أن تم تشخيصه كخليفة لأبي مصعب الزرقاوي في قيادة تنظيم القاعدة في العراق. وما بين يناير وأغسطس من عام 2007م قررت وزارة الخارجية تخفيض المكافأة إلى مليون دولار من دون أن تعلن عن ذلك، ثم ألغي من القائمة تماما في فبراير من نفس العام ليعلن عن تخفيضها إلى 100 ألف دولار. وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت عن اعتقاله في الموصل، ولكن سرعان ما نفى المتحدث باسم الحكومة العراقية على الدباغ حينها، ومعه مستشار إعلامي في القوات المتعددة الجنسيات- أن يكون الشخص المعتقل هو أبو أيوب المصري، ليحسم نوري المالكي؛ الأمر بأن الجيش الأمريكي بالعراق أجرى اختبارات الحمض النووي على الجثتين، وثبت أنه هو أبو أيوب المصري. لتعلن دولة العراق الإسلامية في بيان رسمي لها نعي زعيمها، ومقتل كل من أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر، وتنفي خلاله تصريحات المالكي بشأن مقتلهم خلال عملية برية للجيش العراقي؛ لأن كلا الشيخين كانا في منزل بمنطقة الثرثار أعدوه للاجتماع بقادة جماعة جيش أبي بكر الصديق السلفي بشأن دعوتهم للانضمام تحت راية دولة العراق الإسلامية، وصادف وقتها مرور دورية للجيش العراقي بالمنطقة فاشتبكت معها مفارز الحماية المكلفة بتأمين مقر الاجتماع وأجبرتهم على الانسحاب؛ مما حدا ذلك بتدخل المروحيات الأمريكية التي قذفت عدة منازل كان من ضمنها المنزل المعد للاجتماع.
أهم العمليات الإرهابية
التنظيم مسئول عن عدد من العمليات في العراق، ومنها: 1- الهجوم على مقر الأمم المتحدة وقتل مبعوثها في العراق "سيرجيو دي ميللو". 2- قتل زعيم "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" محمد باقر الحكيم. 3- تفجيرات عاشوراء في مارس 2004 والتي أدت إلى قتل 271 شخصا ومئات الجرحى من الشيعة. 4- عملية تفجير 3 فنادق وسط بغداد. 5- تفجيرات القحطانية والتي أدت إلى قتل 796 وجرح 1562 من أبناء الطائفة اليزيدية بالقرب من مدينة سنجار بشمال العراق. 6- تفجير البطحاء وأدى إلى قتل 41 وجرح 72 واستهدف زائريين شيعة. 7- تفجيرات بغداد تموز 2010 وأدت إلى قتل 70 شخصا وجرح 400، واستهدفت الشيعة. 8- تفجير مركز تطوع الشرطة في بغداد 8 آذار 2009 وأدى إلى قتل 28 شخصا وجرح 57 من المتطوعيين في الشرطة. 9- الهجمات الانتحارية العراقية 2011 يناير، وأدت إلى قتل أكثر من 140 شخصا خلال 3 أيام بأماكن متفرقة. 10- تفجيرات العراق 23\7\2012 وأسفرت عن استشهاد 114، وجرح المئات في أماكن متفرقة من العراق. 11- تفجيرات العراق 13 يونيو 2012 وأدت إلى قتل 84 وجرح 284 في هجمات متفرقة. 12- تفجيرات بغداد 19 أغسطس 2009 وأسفرت عن قتل 96 شخصا وجرح 565 آخرىن، واستهدفت مباني حكومية. 13- مجزرة عرس الدجيل، حيث تم ذبح 70 شخصا، ورميهم في النهر وجميعهم من الشيعة. 14- مجزرة العشار والتي أسفرت عن قتل 114 شخصا. 15- عملية اقتحام مقر الحرس الوطني العراقي في مدينة الرمادي واعتقال كل من فيه ثم إطلاق سرحهم فيما بعد، وأخذ التعهد منهم بعدم العودة لعملهم وأخذ عناوينهم ووثائقهم وملابسهم العسكرية. 16- مجزرة كنيسة سيدة النجاة في 2010 التي راح ضحيتها 58 من المصلين داخل كنيسة ببغداد. كما شارك التنظيم في قتال القوات المحتلة الأمريكية في العراق في عدة مدن، منها: أ- الرمادي "شارك في معركة الأربعة أيام ضد القوات الأمريكية والعراقية". ب- الموصل حيث سيطروا على المدينة 3 مرات. ج- تلعفر "يعتقد أن التنظيم قد شارك في القتال خلال العملية العسكرية التي شُنّت لإعادة السيطرة على المدينة". د- القائم "شارك في معركة حصيبة الأولى ضد القوات الأمريكية". هـ- بغداد "لتنظيم كان مسئول عن العديد من العمليات العسكرية فيها. بالإضافة إلى العديد من العمليات الإرهابية الصغيرة، مثل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة. ماخوذ من موقع:.www.islam_movements.com