الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الداروينية»

أُضيف ٢٥٩ بايت ،  ٩ نوفمبر ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
'''الداروينية''': مذهب وتيّار فكري معاصر ترك تأثيره في [[العالم الإسلامي]]. وتتناول هذه المقالة بالبحث والتمحيص هذا التيّار من حيث: تعريفه، وتأسيسه وأبرز شخصيّاته، وأفكاره ومعتقداته، والآثار التي تركها، وجذوره الفكرية والعقائدية، وأماكن انتشاره، مع ذكر خلاصة للبحث ومراجع للتوسّع.
'''الداروينية''': مذهب وتيّار فكري معاصر ترك تأثيره في [[العالم الإسلامي]]. وتتناول هذه المقالة بالبحث والتمحيص هذا التيّار من حيث: تعريفه، وتأسيسه وأبرز شخصيّاته، وأفكاره ومعتقداته، والآثار التي تركها، ونقده، وجذوره الفكرية والعقائدية، وأماكن انتشاره، مع ذكر خلاصة للبحث ومراجع للتوسّع.
[[ملف:نظرية دارون.jpg|تصغير|نظرية التطوّر الداروينية]]
[[ملف:نظرية دارون.jpg|تصغير|نظرية التطوّر الداروينية]]


سطر ١٩: سطر ١٩:
=التعريف=
=التعريف=


تنتسب الحركة الفكرية الداروينية إلى الباحث الإنجليزي "شارلز داروين" الذي نشر كتابه "أصل الأنواع" سنة 1859م، وطرح فيه نظريته في النشوء والارتقاء، ممّا زعزع القيم الدينية، وترك آثاراً سلبية على الفكر العالمي.
تنتسب الحركة الفكرية الداروينية إلى الباحث الإنجليزي "[[شارلز داروين]]" الذي نشر كتابه "أصل الأنواع" سنة 1859م، وطرح فيه نظريته في النشوء والارتقاء، ممّا زعزع [[القيم الدينية]]، وترك آثاراً سلبية على الفكر العالمي.
[[ملف:دارون.jpg|تصغير|شارلز داروين]]
[[ملف:دارون.jpg|تصغير|شارلز داروين]]
=التأسيس وأبرز الشخصيّات=
=التأسيس وأبرز الشخصيّات=


1- شارلز داروين: صاحب هذه المدرسة.. ولد في 12 فبراير 1809م، وهو باحث إنجليزي نشر في سنة 1859م كتابه "أصل الأنواع"، وقد ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء معتبراً أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين. وقد تطوّرت هذه الخلية ومرّت بمراحل، منها مرحلة القرد، انتهاء بالإنسان. وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية التي تجعل الإنسان منتسباً إلى آدم وحوّاء ابتداء.
1- شارلز داروين: صاحب هذه المدرسة.. ولد في 12 فبراير 1809م، وهو باحث إنجليزي نشر في سنة 1859م كتابه "أصل الأنواع"، وقد ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء معتبراً أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين. وقد تطوّرت هذه الخلية ومرّت بمراحل، منها مرحلة القرد، انتهاء بالإنسان. وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية التي تجعل الإنسان منتسباً إلى آدم وحوّاء ابتداءً.


2- آرثر كيت: دارويني متعصّب، يعترف بأنّ هذه النظرية لا تزال حتّى الآن بدون براهين، فيضطرّ إلى كتابتها من جديد. وهو يقول: "إنّ نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين، وستظلّ كذلك، والسبب الوحيد في أنّنا نؤمن بها هو أنّ البديل الوحيد الممكن لها هو الإيمان بالخلق المباشر، وهذا غير وارد على الإطلاق".
2- آرثر كيت: دارويني متعصّب، يعترف بأنّ هذه النظرية لا تزال حتّى الآن بدون براهين، فيضطرّ إلى كتابتها من جديد. وهو يقول: "إنّ [[نظرية النشوء والارتقاء]] لا زالت بدون براهين، وستظلّ كذلك، والسبب الوحيد في أنّنا نؤمن بها هو أنّ البديل الوحيد الممكن لها هو الإيمان بالخلق المباشر، وهذا غير وارد على الإطلاق".


3- جليان هكسلي: دارويني ملحد، ظهر في القرن العشرين، وهو الذي يقول عن النظرية: "هكذا يضع علم الحياة الإنسان في مركز مماثل لما أنعم به عليه كسيّد للمخلوقات كما تقول الأديان". كما يقول: "من المسلَّم به أنّ الإنسان في الوقت الحاضر سيّد المخلوقات، ولكن قد تحلّ محلّه القطّة أو الفأر". ويزعم أنّ الإنسان قد اختلق فكرة الله إبّان عصر عجزه وجهله، أمّا الآن فقد تعلّم وسيطر على الطبيعة بنفسه، ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آنٍ واحد. يقول كذلك: "بعد نظرية داروين لم يعد الإنسان يستطيع تجنّب اعتبار نفسه حيواناً".
3- جليان هكسلي: دارويني ملحد، ظهر في القرن العشرين، وهو الذي يقول عن النظرية: "هكذا يضع علم الحياة الإنسان في مركز مماثل لما أنعم به عليه كسيّد للمخلوقات كما تقول الأديان". كما يقول: "من المسلَّم به أنّ الإنسان في الوقت الحاضر سيّد المخلوقات، ولكن قد تحلّ محلّه القطّة أو الفأر". ويزعم أنّ الإنسان قد اختلق فكرة الله إبّان عصر عجزه وجهله، أمّا الآن فقد تعلّم وسيطر على الطبيعة بنفسه، ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آنٍ واحد. يقول كذلك: "بعد نظرية داروين لم يعد الإنسان يستطيع تجنّب اعتبار نفسه حيواناً".
سطر ٣٣: سطر ٣٣:
5- د.هـ. سكوت: دارويني شديد التعصّب.. يقول: "إنّ نظرية النشوء جاءت لتبقى، ولا يمكن أن نتخلّى عنها حتّى لو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد".
5- د.هـ. سكوت: دارويني شديد التعصّب.. يقول: "إنّ نظرية النشوء جاءت لتبقى، ولا يمكن أن نتخلّى عنها حتّى لو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد".


6- برتراند راسل: فيلسوف ملحد، يشيد بالأثر الدارويني مركّزاً على الناحية الميكانيكية في النظرية، فيقول: "إنّ الذي فعله غاليليو ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة".
6- [[برتراند راسل]]: فيلسوف ملحد، يشيد بالأثر الدارويني مركّزاً على الناحية الميكانيكية في النظرية، فيقول: "إنّ الذي فعله [[غاليليو]] و[[نيوتن]] من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة".


=الأفكار والمعتقدات=
=الأفكار والمعتقدات=
سطر ٤٣: سطر ٤٣:
- تتدرّج هذه الكائنات من الأحطّ إلى الأرقى.
- تتدرّج هذه الكائنات من الأحطّ إلى الأرقى.


- الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنموّ والتكيّف مع البيئة لتصارع الكوارث وتتدرّج في سلّم الرقي، ممّا يؤدّي إلى تحسّن نوعي مستمرّ ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد، وأنواع أرقى تتجلّى في الإنسان، في حين نجد أنّ الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفة، فتعثّرت وسقطت وزالت. وقد استمدّ داروين نظريته هذه من قانون الانتقاء الطبيعي لمالتوس.
- الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنموّ والتكيّف مع البيئة لتصارع الكوارث وتتدرّج في سلّم الرقي، ممّا يؤدّي إلى تحسّن نوعي مستمرّ ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد، وأنواع أرقى تتجلّى في الإنسان، في حين نجد أنّ الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفة، فتعثّرت وسقطت وزالت. وقد استمدّ داروين نظريته هذه من قانون الانتقاء الطبيعي ل[[مالتوس]].


- الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة.
- الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة.
سطر ٥٧: سطر ٥٧:
=الآثار التي تركتها النظرية=
=الآثار التي تركتها النظرية=


- قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى حرّية الاعتقاد بسبب الثورة الفرنسية، ولكنّهم بعدها أعلنوا إلحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبّا إلى بقاع العالم.
- قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى حرّية الاعتقاد بسبب [[الثورة الفرنسية]]، ولكنّهم بعدها أعلنوا إلحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من [[أوروبّا]] إلى بقاع العالم.


- لم يعد هناك أيّ معنى لمدلول كلمة: آدم، حوّاء، الجنّة، الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء، الخطيئة (حسب اعتقاد النصارى بأنّ المسيح قد صلب ليخلّص البشرية من أغلال الخطيئة الموروثة التي ظلّت ترزح تحتها من وقت آدم إلى حين صلبه).
- لم يعد هناك أيّ معنى لمدلول كلمة: آدم، حوّاء، الجنّة، الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء، الخطيئة (حسب اعتقاد النصارى بأنّ [[المسيح]] قد صلب ليخلّص البشرية من أغلال الخطيئة الموروثة التي ظلّت ترزح تحتها من وقت آدم إلى حين صلبه).


- سيطرة الأفكار المادّية على عقول الطبقة المثقّفة وأوحت كذلك بمادّية الإنسان وخضوعه لقوانين المادّة.
- سيطرة الأفكار المادّية على عقول الطبقة المثقّفة وأوحت كذلك بمادّية الإنسان وخضوعه لقوانين المادّة.
سطر ٦٩: سطر ٦٩:
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الإنسان؛ لأنّ داروين قد جعل بين الإنسان والقرد نسباً، بل زعم أنّ الجدّ الحقيقي للإنسان هو خلية صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين.
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الإنسان؛ لأنّ داروين قد جعل بين الإنسان والقرد نسباً، بل زعم أنّ الجدّ الحقيقي للإنسان هو خلية صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين.


- أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة الغائية بحجّة أنّها لا تهمّ الباحث العلمي ولا تقع في دائرة علمه.
- أهملت العلوم الغربية بجملتها [[فكرة الغائية]] بحجّة أنّها لا تهمّ الباحث العلمي ولا تقع في دائرة علمه.


- استبدّ بالناس شعور باليأس والقنوط والضياع، وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي، حتّى أنّ القرد – جدّهم المزعوم – أسعد حالاً من كثير منهم.
- استبدّ بالناس شعور باليأس والقنوط والضياع، وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي، حتّى أنّ القرد – جدّهم المزعوم – أسعد حالاً من كثير منهم.
سطر ٧٥: سطر ٧٥:
- طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع.
- طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع.


كانت نظرية داروين إيذاناً لميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي، ونظرية برجسون في الروحية الحديثة، ونظرية سارتر في الوجودية، ونظرية ماركس في المادّية، وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين، واعتمدت عليه في منطلقاتها وتفسيراتها للإنسان والحياة والسلوك..
كانت نظرية داروين إيذاناً لميلاد نظرية [[سيجموند فرويد]] في التحليل النفسي، ونظرية [[برجسون]] في الروحية الحديثة، ونظرية [[جان بول سارتر]] في [[الوجودية]]، ونظرية [[كارل ماركس]] في المادّية، وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين، واعتمدت عليه في منطلقاتها وتفسيراتها للإنسان والحياة والسلوك..


(فكرة التطوّر) أوحت بحيوانية الإنسان، و(تفسير عملية التطوّر) أوحت بمادّيته.
(فكرة التطوّر) أوحت بحيوانية الإنسان، و(تفسير عملية التطوّر) أوحت بمادّيته.


نظرية التطوّر البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إلى التطوّر المطلق في كلّ شيء، تطوّر لا غاية له ولا حدود، وانعكس ذلك على الدين والقيم والتقاليد، وساد الاعتقاد بأنّ كلّ عقيدة أو نظام أو خلق هو أفضل وأكمل من غيره، مادام تالياً له في الوجود الزمني.
نظرية التطوّر البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إلى التطوّر المطلق في كلّ شيء، تطوّر لا غاية له ولا حدود، وانعكس ذلك على [[الدين]] والقيم والتقاليد، وساد الاعتقاد بأنّ كلّ عقيدة أو نظام أو خلق هو أفضل وأكمل من غيره، مادام تالياً له في الوجود الزمني.


استمدّ ماركس من نظرية داروين مادّية الإنسان، وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على (الغذاء والسكن والجنس) مهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه.
استمدّ ماركس من نظرية داروين مادّية الإنسان، وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على (الغذاء والسكن والجنس) مهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه.
سطر ٨٥: سطر ٨٥:
استمدّ فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان، فالإنسان عنده حيوان جنسي، لا يملك إلّا الانصياع لأوامر الغريزة، وإلّا وقع فريسة الكبت المدمّر للأعصاب.
استمدّ فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان، فالإنسان عنده حيوان جنسي، لا يملك إلّا الانصياع لأوامر الغريزة، وإلّا وقع فريسة الكبت المدمّر للأعصاب.


استمدّ دور كايم من نظرية داروين حيوانية الإنسان ومادّيته، وجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي.
استمدّ [[دوركايم]] من نظرية داروين حيوانية الإنسان ومادّيته، وجمع بينهما ب[[نظرية العقل الجمع]]ي.


استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطوّر الأخلاق الذي تطوّر عنده من المحرّم (التابو) إلى أخلاق الطاعة الإلهية، ومن ثمّ إلى أخلاق المجتمع العلمي.
استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطوّر الأخلاق الذي تطوّر عنده من المحرّم ([[التابو]]) إلى أخلاق الطاعة الإلهية، ومن ثمّ إلى أخلاق المجتمع العلمي.


والتطوّر عند فرويد أصبح مفسِّراً للدين تفسيراً جنسيّاً: "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمّهم، ثمّ صار عبادة للأب، ثمّ عبادة الطوطم، ثمّ عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي، وكلّ الأدوار تنبع وترتكز على عقدة أوديب".
والتطوّر عند فرويد أصبح مفسِّراً للدين تفسيراً جنسيّاً: "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمّهم، ثمّ صار عبادة للأب، ثمّ عبادة [[الطوطم]]، ثمّ عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي، وكلّ الأدوار تنبع وترتكز على [[عقدة أوديب]]".


=دور اليهود والقوى الهدّامة في نشر هذه النظرية=
=دور [[اليهود]] والقوى الهدّامة في نشر هذه النظرية=


لم يكن داروين يهوديّاً، بل كان مسيحيّاً، ولكن اليهود والقوى الهدّامة وجدوا في هذه النظرية ضالّتهم المنشودة، فعملوا على استغلالهم لتحطيم القيم في حياة الناس.
لم يكن داروين يهوديّاً، بل كان مسيحيّاً، ولكن اليهود والقوى الهدّامة وجدوا في هذه النظرية ضالّتهم المنشودة، فعملوا على استغلالهم لتحطيم القيم في حياة الناس.


- تقول بروتوكولات حكماء صهيون: "لا تتصوّروا أنّ تصريحاتنا كلمات جوفاء، ولاحظوا هنا أنّ نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتّبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتّجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد".
- تقول [[بروتوكولات حكماء صهيون]]: "لا تتصوّروا أنّ تصريحاتنا كلمات جوفاء، ولاحظوا هنا أنّ نجاح داروين وماركس و[[نيتشه]] قد رتّبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتّجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد".


=نقد النظرية=
=نقد النظرية=


- نقدها آغاسيرز في إنجلترا، وأوين في أمريكا، حيث قالا: "إن ّالأفكار الداروينية مجرّد خُرافة علمية، وإنّها سوف تنسى بسرعة".  
- نقدها [[آغاسيرز]] في [[إنجلترا]]، و[[أوين]] في [[أمريكا]]، حيث قالا: "إن ّالأفكار الداروينية مجرّد خُرافة علمية، وإنّها سوف تنسى بسرعة".  


- قال كريسي موريسون: "إنّ القائلين بنظرية التطوّر لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة (الجينات أو الكروموسومات)، وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطوّر حقّاً، أعني: عند الخلية".
- قال [[كريسي موريسون]]: "إنّ القائلين بنظرية التطوّر لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة (الجينات أو الكروموسومات)، وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطوّر حقّاً، أعني: عند الخلية".


- أنتوني ستاندن صاحب كتاب "العلم بقرة مقدّسة" يناقش الحلقة المفقودة، وهي ثغرة عجز الداروينيّون عن سدّها، فيقول: "إنّه لأقرب من الحقيقة أن تقول: إنّ جزءاً كبيراً من السلسلة مفقودة وليس حلقة واحدة، بل إنّنا لنشكّ في وجود السلسلة ذاتها".
- [[أنتوني ستاندن]] صاحب كتاب "العلم بقرة مقدّسة" يناقش الحلقة المفقودة، وهي ثغرة عجز الداروينيّون عن سدّها، فيقول: "إنّه لأقرب من الحقيقة أن تقول: إنّ جزءاً كبيراً من السلسلة مفقودة وليس حلقة واحدة، بل إنّنا لنشكّ في وجود السلسلة ذاتها".


- قال ستيوارت تشيس: "أيّد علماء الأحياء جزئيّاً قصّة آدم وحوّاء كما ترويها الأديان، وإنّ الفكرة صحيحة في مجملها".
- قال [[ستيوارت تشيس]]: "أيّد علماء الأحياء جزئيّاً قصّة آدم وحوّاء كما ترويها الأديان، وإنّ الفكرة صحيحة في مجملها".


- قال أوستن كلارك: "لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأنّ أيّاً من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيرها.. إنّ كلّ مرحلة لها وجودها المتميّز الناتج عن عملية خلق خاصّة متميّزة.. لقد ظهر الإنسان على الأرض فجأة وفي نفس الشكل الذي تراه عليه الآن".
- قال [[أوستن كلارك]]: "لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأنّ أيّاً من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيرها.. إنّ كلّ مرحلة لها وجودها المتميّز الناتج عن عملية خلق خاصّة متميّزة.. لقد ظهر الإنسان على الأرض فجأة وفي نفس الشكل الذي تراه عليه الآن".


- أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.
- أبطل [[باستور]] أسطورة [[التوالد الذاتي]]، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.


ونقدها كذلك العالم الفلكي هرشل ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي.
ونقدها كذلك العالم الفلكي [[هرشل]] ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي.


=الداروينية الحديثة=
=الداروينية الحديثة=
سطر ١٢٧: سطر ١٢٧:
=الجذور الفكرية والعقائدية=
=الجذور الفكرية والعقائدية=


لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين، وقد لاحظ العلماء أنّ الأنواع المتأخّرة في الظهور أكثر رقياً من الأنواع المتقدّمة، ومن هؤلاء: رأي باكنسون، لينو.
لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين، وقد لاحظ العلماء أنّ الأنواع المتأخّرة في الظهور أكثر رقياً من الأنواع المتقدّمة، ومن هؤلاء: رأي باكنسون، لينو. قالوا: "بأنّ التطوّر خطّة مرسومة فيها رحمة للعالمين"، ولكن نظريتهم وصفت بأنّها لاهوتية، فنسيت داخل معامل الأحياء.


قالوا: "بأنّ التطوّر خطّة مرسومة فيها رحمة للعالمين"، ولكن نظريتهم وصفت بأنّها لاهوتية، فنسيت داخل معامل الأحياء.
استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكّان، ومن [[نظرية مالتوس]] بالذات، فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتقاء الذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء.
 
استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكّان، ومن نظرية مالتوس بالذات، فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتقاء الذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء.


كما استفاد من أبحاث "ليل" الجيولوجية، حيث تمكّن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطوّر.
كما استفاد من أبحاث "ليل" الجيولوجية، حيث تمكّن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطوّر.


صادفت هذه النظرية جوّاً مناسباً؛ إذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين، وبعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية، حيث كانت النفوس مهيّأة لتفسير الحياة تفسيراً مادّيّاً بحتاً، ومستعدّة لتقبّل أيّ طرح فكري يقودها إلى مزيد من الإلحاد والبعد عن التفسيرات اللاهوتية، مصيبة كانت أم مخطئة.
صادفت هذه النظرية جوّاً مناسباً؛ إذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين، وبعد الثورة الفرنسية و[[الثورة الصناعية]]، حيث كانت النفوس مهيّأة لتفسير الحياة تفسيراً مادّيّاً بحتاً، ومستعدّة لتقبّل أيّ طرح فكري يقودها إلى مزيد من [[الإلحاد]] والبعد عن التفسيرات اللاهوتية، مصيبة كانت أم مخطئة.


=الانتشار ومواقع النفوذ=
=الانتشار ومواقع النفوذ=
سطر ١٤٧: سطر ١٤٥:
=الخلاصة=
=الخلاصة=


إنّ نظرية داروين دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن قانون "مندل" الوراثي واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات ) باعتبارها الشفرة السرّية للخلق واعتبار أنّ الكروموسومات تحمل صفات الإنسان الكاملة وتحفظ الشبه الكامل للنوع.
إنّ نظرية داروين دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن [[قانون "مندل" الوراثي]] واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات ) باعتبارها الشفرة السرّية للخلق واعتبار أنّ الكروموسومات تحمل صفات الإنسان الكاملة وتحفظ الشبه الكامل للنوع.


ولذا يرى المنصفون من العلماء أنّ وجود تشابه بين الكائنات الحيّة دليل واضح ضدّ النظرية؛ لأنّه يوحي بأنّ الخالق واحد، ولا يوحي بوحدة الأصل، والقرآن الكريم يقرّر بأنّ مادّة الخلق الأولى للكائنات هي الماء: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن ماء) [سورة النور:45]، (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [سورة الأنبياء:30].
ولذا يرى المنصفون من العلماء أنّ وجود تشابه بين الكائنات الحيّة دليل واضح ضدّ النظرية؛ لأنّه يوحي بأنّ الخالق واحد، ولا يوحي بوحدة الأصل، والقرآن الكريم يقرّر بأنّ مادّة الخلق الأولى للكائنات هي الماء: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن ماء) [سورة النور:45]، (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [سورة الأنبياء:30].
سطر ١٥٣: سطر ١٥١:
وقد أثبت العلم القائم على التجربة بطلان النظرية بأدلّة قاطعة، وأنّها ليست نظرية علمية على الإطلاق.
وقد أثبت العلم القائم على التجربة بطلان النظرية بأدلّة قاطعة، وأنّها ليست نظرية علمية على الإطلاق.


والإسلام وكافّة الأديان السماوية تؤمن بوجود الله الخالق البارئ المدبّر المصوّر الذي أحسن صنع كلّ شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من سلالة من طين، ثمّ خلقه من نطفة في قرار مكين، والإنسان يبقى إنساناً بشكله وصفاته وعقله، لا يتطوّر ولا يتحوّل: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [سورة الذاريات: 21].
و[[الإسلام]] وكافّة [[الأديان السماوية]] تؤمن بوجود الله الخالق البارئ المدبّر المصوّر الذي أحسن صنع كلّ شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من سلالة من طين، ثمّ خلقه من نطفة في قرار مكين، والإنسان يبقى إنساناً بشكله وصفاته وعقله، لا يتطوّر ولا يتحوّل: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [سورة الذاريات: 21].


=مراجع للتوسّع=
=مراجع للتوسّع=


- أصل الأنواع، تشارلز داروين – ترجمة: إسماعيل مظهر – بيروت 1973م.
- أصل الأنواع، تشارلز داروين – ترجمة: إسماعيل مظهر – [[بيروت]] – 1973م.


- سلسلة تراث الإنسانية، مجموعة من الأساتذة – الهيئة العامّة للكتاب – مصر.
- سلسلة تراث الإنسانية، مجموعة من الأساتذة – الهيئة العامّة للكتاب – [[مصر]].


- الطريق الطويل للإنسان، روبرت ل. ليرمان – ترجمة: ثابت جرجس – بيروت – 1973م.
- الطريق الطويل للإنسان، روبرت ل. ليرمان – ترجمة: ثابت جرجس – بيروت – 1973م.
سطر ١٧٣: سطر ١٧١:
- العلم يدعو إلى الإيمان، كريس موريسون – ترجمة: محمود صالح الفلكي – مصر – 1962م.
- العلم يدعو إلى الإيمان، كريس موريسون – ترجمة: محمود صالح الفلكي – مصر – 1962م.


- العلمانية، سفر بن عبد الرحمن الحوالي – مكّة المكرّمة – 1982م.
- العلمانية، سفر بن عبد الرحمن الحوالي – [[مكّة المكرّمة]] – 1982م.


- الإنسان والعلاقات البشرية، ستيوارت تشيس – ترجمة: أحمد حمّودة – مصر – 1955م.
- الإنسان والعلاقات البشرية، ستيوارت تشيس – ترجمة: أحمد حمّودة – مصر – 1955م.


- معالم تاريخ الإنسانية، هـ. ج. ويلز – ترجمة: عبد العزيز توفيق جاويد – القاهرة – 1967م.
- معالم تاريخ الإنسانية، هـ. ج. ويلز – ترجمة: عبد العزيز توفيق جاويد – [[القاهرة]] – 1967م.


- نظرية داروين بين مؤيّديها ومعارضيها، قيس القرطاس – بيروت – 1391هـ.
- نظرية داروين بين مؤيّديها ومعارضيها، قيس القرطاس – بيروت – 1391هـ.


- التطوّر والثبات، محمّد قطب.
- التطوّر والثبات، [[محمّد قطب]].


- اللامنتمي، كولن ولسون – ترجمة: أنيس زكي حسن – بيروت – 1958م.
- اللامنتمي، كولن ولسون – ترجمة: أنيس زكي حسن – بيروت – 1958م.
سطر ١٨٧: سطر ١٨٥:
- أثر العلم في المجتمع، برتراند راسل – ترجمة: تمّام حسّان – مصر.
- أثر العلم في المجتمع، برتراند راسل – ترجمة: تمّام حسّان – مصر.


- منازع الفكر الحديث، حود – ترجمة: عبّاس فضلي – العراق – 1375هـ.
- منازع الفكر الحديث، حود – ترجمة: عبّاس فضلي – [[العراق]] – 1375هـ.


- الإنسان بين المادّية والإسلام، محمّد قطب – مصر – 1957م.
- الإنسان بين المادّية والإسلام، محمّد قطب – مصر – 1957م.
سطر ١٩٥: سطر ١٩٣:
- العقل والمادّة، برتراند راسل – ترجمة: أحمد إبراهيم الشريف – القاهرة – 1975م.
- العقل والمادّة، برتراند راسل – ترجمة: أحمد إبراهيم الشريف – القاهرة – 1975م.


- مذهب النشوء والارتقاء، منيرة علي القادياني – تقديم: محمّد البهي- مصر – 1395هـ.
- مذهب النشوء والارتقاء، منيرة علي القادياني – تقديم: د.[[محمّد البهي]] - مصر – 1395هـ.


- بروتوكولات حكماء صهيون، ترجمة: محمّد خليفة التونسي – مصر.
- بروتوكولات حكماء صهيون، ترجمة: [[محمّد خليفة التونسي]] – مصر.


- معالم التحليل النفسي، سيجموند فرويد - ترجمة: عثمان نجاتي – القاهرة – 1966م.
- معالم التحليل النفسي، سيجموند فرويد - ترجمة: عثمان نجاتي – القاهرة – 1966م.
٢٬٧٩٦

تعديل