الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية الاعتصام بحبل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''آية الاعتصام بحبل الله''': من أشهر الآيات التي يستدلّ بها الدعاة إلى وحدة [[الأمّة الإسلامية]] وإلى [[وحدة الكلمة]] ونبذ [[التفرّق]] والتشرذم.
'''آية الاعتصام بحبل الله''': من أشهر الآيات التي يستدلّ بها الدعاة إلى وحدة [[الأمّة الإسلامية]] وإلى [[وحدة الكلمة]] ونبذ [[التفرّق]] والتشرذم.
[[ملف:الاعتصام.jpg|تصغير|صورة تعبيرية عن الاعتصام]]


=مدخل=
=مدخل=
سطر ١٣: سطر ١٤:
ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم: "الأمّة الإسلامية تمرّ الآن بفترة من الانقسام و[[الخلاف]] الحادّ الذي يهدّد مسيرتها في ركب التنمية والحضارة، ويغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل لمواجهة الأخطار الخارجية التي تتربّص بهذه الأمّة التي وصفها الله تعالى بقوله: «كنتم خير أمّة أخرجت للناس»، وهو الأمر الذي يطمئن قلوبنا جميعاً بأنّ الله تعالى معنا بقدرته وحلمه وعونه للمّ الشمل ونبذ أيّ خلاف أو انقسام في صفوف الأمّة، وهذا يفرض على [[علماء الإسلام]] ورجال العلم أن يتدخّلوا بكلّ ما يملكون من علم  وتقوى لعلاج الانقسامات والخلافات التي تهدّدنا جميعاً، وذلك باتّباع سبل الدعوة الحسنة إلى لمّ الشمل ونبذ الخلافات مصداقاً لقوله تعالى: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك»، بالإضافة إلى إتباع سبل [[الحوار]] الليّن الرقيق المقام على التراحم ووصل الصفوف ولمّ الشمل".
ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم: "الأمّة الإسلامية تمرّ الآن بفترة من الانقسام و[[الخلاف]] الحادّ الذي يهدّد مسيرتها في ركب التنمية والحضارة، ويغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل لمواجهة الأخطار الخارجية التي تتربّص بهذه الأمّة التي وصفها الله تعالى بقوله: «كنتم خير أمّة أخرجت للناس»، وهو الأمر الذي يطمئن قلوبنا جميعاً بأنّ الله تعالى معنا بقدرته وحلمه وعونه للمّ الشمل ونبذ أيّ خلاف أو انقسام في صفوف الأمّة، وهذا يفرض على [[علماء الإسلام]] ورجال العلم أن يتدخّلوا بكلّ ما يملكون من علم  وتقوى لعلاج الانقسامات والخلافات التي تهدّدنا جميعاً، وذلك باتّباع سبل الدعوة الحسنة إلى لمّ الشمل ونبذ الخلافات مصداقاً لقوله تعالى: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك»، بالإضافة إلى إتباع سبل [[الحوار]] الليّن الرقيق المقام على التراحم ووصل الصفوف ولمّ الشمل".


وعن الاهتداء بسنّة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال الدكتور أحمد عمر هاشم: "علينا أن نقتدي بسيرة سيّدنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في لمّ الشمل ونبذ [[الفرقة]] بين المسلمين من خلال الحكمة والوعي، ولنا في [[صلح الحديبية]] مثال رائع علي القيادة الحكيمة، حيث حرص (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على التوفيق بين صفّي الأمة من مؤيّدي الصلح ومعارضيه، كاشفاً لهم الخير الذي سينعكس على الأمّة جرّاء هذا الصلح فيما بعد، وهو ما كشفته الأحداث، لتثبت قيادته الحكيمة وقراراته المستمدّة من مراقبة الله تعالى له قبل مراقبة المعارضين والمؤيّدين من صفّي الأمة. ويؤكّد لهم أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على الترابط والاعتصام حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة من دون ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، ولهذا شدّد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمّية الترابط في حياة المجتمع المسلم، والبعد عن التنازع، فقال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون). كما قال أيضاً جلّ شأنه: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين)، ومن ثمّ فإن النزاعات والخلافات هي بلا شكّ أمور مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه التي تحثّ على التوحّد والترابط".  
وعن الاهتداء بسنّة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال الدكتور أحمد عمر هاشم: "علينا أن نقتدي بسيرة سيّدنا محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في لمّ الشمل ونبذ [[الفرقة]] بين المسلمين من خلال الحكمة والوعي، ولنا في [[صلح الحديبية]] مثال رائع على القيادة الحكيمة، حيث حرص (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على التوفيق بين صفّي الأمة من مؤيّدي الصلح ومعارضيه، كاشفاً لهم الخير الذي سينعكس على الأمّة جرّاء هذا الصلح فيما بعد، وهو ما كشفته الأحداث، لتثبت قيادته الحكيمة وقراراته المستمدّة من مراقبة الله تعالى له قبل مراقبة المعارضين والمؤيّدين من صفّي الأمة. ويؤكّد لهم أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على الترابط والاعتصام حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة من دون ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، ولهذا شدّد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمّية الترابط في حياة المجتمع المسلم، والبعد عن التنازع، فقال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون). كما قال أيضاً جلّ شأنه: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين)، ومن ثمّ فإن النزاعات والخلافات هي بلا شكّ أمور مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه التي تحثّ على التوحّد والترابط".  


وبخصوص استغلال طاقات المسلمين، يقول أستاذ [[الفقه المقارن]] بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور [[محمّد رأفت عثمان]]: "علينا جميعاً أن يكون هدفنا الأسمى هو تحقيق الريادة الحقيقية للأمّة الإسلامية من خلال التنمية وإطلاق طاقات المسلمين الهائلة القادرة علي العمل والتميّز والتقدّم، ولقد أصبح من الضروري جدّاً خلال هذه المرحلة الراهنة أن يتّخذ كلّ مسلم من قول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً) شعاراً ومنهجاً حتّى نتجنّب الفتن والانقسام والفوضى التي تهدّد أمن واستقرار الأمّة، فقد أصبح نبذ الخلافات ووضع مصلحة الأمّة العليا فوق أيّ اعتبار ضرورة ملحّة لإنقاذ الأمّة من المخاطر التي تتعرّض لها".  
وبخصوص استغلال طاقات المسلمين، يقول أستاذ [[الفقه المقارن]] بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور [[محمّد رأفت عثمان]]: "علينا جميعاً أن يكون هدفنا الأسمى هو تحقيق الريادة الحقيقية للأمّة الإسلامية من خلال التنمية وإطلاق طاقات المسلمين الهائلة القادرة علي العمل والتميّز والتقدّم، ولقد أصبح من الضروري جدّاً خلال هذه المرحلة الراهنة أن يتّخذ كلّ مسلم من قول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً) شعاراً ومنهجاً حتّى نتجنّب الفتن والانقسام والفوضى التي تهدّد أمن واستقرار الأمّة، فقد أصبح نبذ الخلافات ووضع مصلحة الأمّة العليا فوق أيّ اعتبار ضرورة ملحّة لإنقاذ الأمّة من المخاطر التي تتعرّض لها".  
٢٬٧٩٦

تعديل