الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أحمد سحنون»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب'يعتبر الشيخ الداعية والأديب أحمد سحنون أحد علماء الجزائر القلائل الذين توحدت حولهم معظم الأ...')
 
لا ملخص تعديل
 
(٩ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
يعتبر الشيخ الداعية والأديب أحمد سحنون أحد علماء الجزائر القلائل الذين توحدت حولهم معظم الأطياف والتوجهات، فكان عالم وحدة وتماسك وتضامن وليس عالم فرقة وتجزئة وتشرذم ، ساهم بكتاباته وخطبه ودعواته نحو في توحيد شمل المسلمين وإصلاح حالهم، حفظ القرآن ولم يتجاوز 12 سنة، وانتمى لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وترك عدّة مؤلفات في منهج الدراسات والتوجيهات الإسلامية. ولد الشيخ رحمه الله عام 1907 ميلادية ببلدة “ليشانة” قرب مدينة بسكرة، جنوب شرق الجزائر، توفيت أمه وهو رضيع، وتولى والده الذي كان معلما للقرآن الكريم تربيته، فحفظ كتاب الله وعمره 12 سنة كما تعلم مبادئ اللغة العربية والشريعة الإسلامية على يد مجموعة من المشايخ والعلماء أبرزهم الشيخ أحمد خير الدين والشيخ محمد الدراجي والشيخ عبد الله بن مبروك. كان الشيخ أحمد سحنون، رحمه الله، مولعا بكتب الأدب، فدرس وطالع منها الكثير قديمها وحديثها. في سنة 1936م التقى لأول مرة مع رائد الإصلاح والنهضة في الجزائر العلامة عبدالحميد بن باديس رحمه الله. نقطة التحول..لقاء ابن باديس يقول الشيخ سحنون في إحدى كتاباته “عندما كتبت فصلا عن ابن باديس الموجه- بمناسبة ذكراه أنه جمعني به أول مجلس فبادرني بسؤاله: ماذا طالعت من الكتب ؟ فأخذت أسرد له – لسوء حظي أو لحسنه- قائمة حافلة بمختلف القصص والروايات، فنظر إلي نظرة عاتبة غاضبة وقال: هلا طالعت العقد الفريد لابن عبد ربه، هلا طالعت الكامل للمبرد بشرح المرصفي، واستمر في سرد قائمة من الكتب النافعة المكونة، فكانت تلك الكلمة القيمة خير توجيه لي في هذا الباب”. وهكذا كان هذا اللقاء نقطة تحول كبرى في حياة الشيخ أحمد سحنون، حيث انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأصبح من أعضائها الفاعلين. يقول في هذا المجال في مقدمة كتابه “توجيهات إسلامية”: “إن كل شيء كنا نعمله لهذا الشعب، وكل ما نبذله لهذا الوطن، إنما كان بوحي من روح الجمعية، ووفق الخطة التي رسمتها لتطهير هذه الأرض العربية المسلمة من وجود الاستعمار ومن سيطرة الأجنبي”. وبالإضافة إلى الخطابة والتعليم والشعر، اقتحم الشيخ رحمه الله ميدان الصحف والمجلات، فكتب في العديد منها كالشهاب والبصائر، حتى أن العلامة الجزائري الشيخ البشير الإبراهيمي علق على كتاباته قائلا: “إن ما تكتبه في البصائر هو حلة البصائر”. وهي شهادة كانت أعز عليه من كل وصف، ذلك أنها صدرت من رجل كان يعتبره قدوة له وعظيما من عظماء الأمة، فقد وصفه ذات مرة فقال: “ولا عجب، فقد كان الإمام الإبراهيمي من بناة النهضة الكبار الذين عاشوا كل حياتهم، وأعظم همهم تكوين عدد ضخم من حملة الأقلام وإنشاء جيل قوي يحسن التعبير باللسان والقلم، يكون الغرة الوضاءة في جبين الجزائر، والكتيبة الأولى في معركة تحريرها”. الشيخ أحمد سحنون (يمين) مع الشيخ محمد الغزالي رحمهما الله في سنة 1947 اشترك في المجلس الإداري للجمعية، وقام بكتابة نشيدها الذي يقول في مطلعه: يا بني شعب الأباة … للمعالي أنتم نسل الأمازيغ الكماة … في النزال كل من ضحى بنفسه فمات … لا يبالي كما عينته الجمعية في نفس السنة معلما في مدرسة التهذيب الحرة في “بولوغين” (منطقة بالعاصمة الجزائرية) ثم أصبح مديرا لها بعد عام واحد. ويشهد الجميع للشيخ بقوة خطابه وبلاغته وفصاحته، حيث كان يقصده جمع غفير من الناس يؤدون عنده صلاة الجمعة في مسجد الأمة ببولوغين، فكان يحث الشباب على الاعتزاز بماضيهم والتمسك بالحرية والسعي نحو الانعتاق. الشيخ إماما وخطيبا بعد نيل الجزائر استقلالها، عين الشيخ أحمد سحنون إماما خطيبا بالجامع الكبير بالعاصمة وعضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى، فواصل عمله الدعوي التربوي بكل إخلاص واستقلالية، فكان أحرص ما يحرص عليه حرية الكلمة وخاصة إذا كانت تخرج من المنبر، فلم يكن يهادن في دينه ولا يقبل المساومة في مبادئه من غير جبن ولا تهور أو انفعال، شعاره في ذلك قول الباري عز وجل:”ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، حتى استطاع بمنهجه أن يصبح منبرا للتعقل والحكمة ومرجعا لوحدة الشعب الجزائري والتفافه حول ثوابته. وقد كان يقول رحمه الله: “فليست الدعوة إلى الله – إذن- كلاما مجردا عاديا، يستطيع أن يملأ به شدقيه كل من لا حظ له من دين أو خلق، ولا خلاق له من إيمان أو استقامة، إنما هي كفاح مرير ينبغي أن لا يخوض غماره إلا من تسلح له بسعة الصدر ولين القول واستقامة السيرة وبلاغة المنطق وقوة الحجة”. آثاره ومؤلفاته ترك الشيخ بعض الآثار المخطوطة والمطبوعة أهمها: كتاب “دراسات وتوجيهات إسلامية”. كتاب “كنوزنا” ويقع في 300 صفحة احتوى تراجم لبعض الصحابة. ديوان شعر بعنوان “حصاد السجن” يضم 196 قصيدة. ديوان شعر بعنوان “تساؤل وأمل”. إلى جانب عشرات المقالات في العديد من الجرائد والمجلات كالبصائر والشهاب. الدعوة إلى الله كتب الشيخ سحنون مقالا بعنوان “الدعوة إلى الله” مما جاء فيه: “وإذا كانت الكلمة اللينة والصدر الرحب من خير أدوات الدعوات بحيث تجعل العدو صديقا كما تشير إليه الآية، فبعكس ذلك تكون الكلمة الجافية والصدر الضيق من شر أسباب النفور بحيث يجعلان الصديق عدوا”. وأضاف “ليست الدعوة إلى الله -إذن- كلاما مجردا عاديا، يستطيع أن يملأ به شدقيه كل من لا حظ له من دين أو خلق، ولا خلاق له من إيمان أو استقامة، إنما هي كفاح مرير ينبغي أن لا يخوض غماره إلا من تسلح له بسعة الصدر ولين القول واستقامة السيرة وبلاغة المنطق وقوة الحجة”. هكذا إذن كان منهجه في الدعوة إلى الله كما كان منهج الأنبياء بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولكن إذا انتهكت حرمات الله أو حورب الله ورسوله وهدد الإسلام في عقر داره فإنه يرفع لواء التصدي والذود عن دين الله كما فعل رحمه الله لما حاولت شرذمة من النسوة بدافع من اللائكيين وبقايا أذناب المستعمر في الجزائر أن تستبدل قانون الأسرة المستمد من الشريعة الإسلامية بآخر علماني لاديني، فخرج مع غيره من الدعاة في مسيرة حاشدة حضرها زهاء مليون امرأة مسلمة جزائرية أصيلة ليقول لا لمحاولات العبث بدين الأمة و ثوابتها. ومن الجهود المباركة التي قام بها الشيخ رحمه الله، محاولته تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية وهي إطار دعوي لتوجيه العمل الدعوي وتوجيه جهود العاملين بعد توحيدها وتنسيقها لاجتناب التناحر والشقاقات. ولما دخلت الجزائر في محنتها لم يسلم من الأذى، فعكف في بيته يدعو الله ويعبده ويطالع الكتب ويدرس إلى أن لقي الله ولم يبدل تبديلا. وقد روى أحد الإخوة ممن زاره في الأسبوع الأخير من رمضان وهو على فراش المرض أنه كان يدخل في غيبوبة لبعض الوقت ولما يستفيق يردد قوله تعالى: { فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءًۭ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ }(الرعد-17). قال ولما عزمنا على الخروج من عنده طلبنا منه أن ينصحنا فقال رحمه الله: “عليكم بالتوحيد والوحدة”. وفاته توفي الشيخ أحمد سحنون ليلة الإثنين 8 ديسمبر 2003 م الموافق لـ 14 شوال 1424 هـ، وقد كان لهذا النبأ وقع أليم على نفوس كل الجزائريين، ووفاته مصاب كبير وخسارة فادحة للجزائر.
'''أحمد سحنون''': داعية إسلامي، وأديب، وأحد علماء [[الجزائر]] القلائل الذين توحّدت حولهم معظم الأطياف والتوجّهات، فكان عالم وحدة وتماسك وتضامن، وليس عالم فرقة وتجزئة وتشرذم.. ساهم بكتاباته وخطبه ودعواته في توحيد شمل المسلمين وإصلاح حالهم.
 
<div class="wikiInfo">
[[ملف:احمد سحنون.jpg|تصغير|أحمد سحنون]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |أحمد سحنون
|-
|الاسم الکامل
| data-type="AuthorStandardName" |أحمد سحنون الجزائري
|-
|تاريخ الولادة
| data-type="AuthorBirthDate" |1325ه/1907م
|-
|محلّ الولادة
| data-type="AuthorBirthPlace" |بسكرة (الجزائر)
|-
|تاريخ الوفاة
| data-type="AuthorDeadDate" |1424ه/2003م
|-
|المهنة
| data-type="AuthorOccupation" |مصلح إسلامي، وأديب
|-
|الأساتذة
| data-type="AuthorTeachers" |الشيخ محمّد خير الدين، والشيخ محمّد الدرّاجي، والشيخ عبد الله بن مبروك
|-
|الآثار
| data-type="AuthorWritings" |دراسات وتوجيهات إسلامية، كنوزنا، ديوان شعر "حصاد السجن"، ديوان شعر "تساؤل وأمل"
|-
|المذهب
| data-type="AuthorReligion" |سنّي
|}
</div>
 
=المولد والنشأة=
 
ولد أحمد سحنون سنة 1907 ببلدة "ليشانة" قرب مدينة [[بسكرة]] جنوب شرق الجزائر، وتوفّيت أمّه وهو رضيع، وتولّى والده -والذي كان معلّماً للقرآن الكريم- تربيته.
 
حفظ كتاب الله وعمره 12 سنة، كما تعلّم مبادئ اللغة العربية والشريعة الإسلامية على يد مجموعة من المشايخ والعلماء، من أبرزهم: الشيخ [[محمّد خير الدين]]، والشيخ [[محمّد الدرّاجي]]، والشيخ [[عبد الله بن مبروك]].
 
ومنذ نعومته أظافره كان مولعاً بكتب الأدب، فدرس وطالع منها الكثير، قديمها وحديثها.
 
=جمعية العلماء المسلمين=
 
في سنة 1936 التقى سحنون لأوّل مرّة مع الشيخ [[عبد الحميد بن باديس]]، وفي ذلك يقول: "جمعني به أوّل مجلس، فبادرني بسؤاله: ماذا طالعت من الكتب؟ فأخذت أسرد له –ولسوء حظّي أو لحسنه- قائمة حافلة بمختلف القصص والروايات، فنظر إليّ نظرة عاتبة غاضبة وقال: هلّا طالعت العقد الفريد لابن عبد ربّه، هلّا طالعت الكامل للمبرّد بشرح المرصفي، واستمرّ في سرد قائمة من الكتب النافعة المكوّنة، فكانت تلك الكلمة القيّمة خير توجيه لي في هذا الباب".
 
وهكذا كان هذا اللقاء نقطة تحوّل كبرى في حياة الشيخ أحمد سحنون، حيث انضمّ إلى [[جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين]] ،وأصبح من أعضائها الفاعلين.  
 
يقول في هذا المجال في مقدّمة كتابه "دراسات وتوجيهات إسلامية": "إنّ كلّ شيء كنّا نعمله لهذا الشعب، وكلّ ما نبذله لهذا الوطن، إنّما كان بوحي من روح الجمعية، ووفق الخطّة التي رسمتها لتطهير هذه الأرض العربية المسلمة من وجود [[الاستعمار]] ومن سيطرة الأجنبي ومن عار الحكم بغير ما أنزل الله".
 
=مشوار الكتابة=
 
وبالإضافة إلى الخطابة والتعليم والشعر، اقتحم الشيخ ميدان الصحف والمجلّات، فكتب في العديد منها، كالشهاب والبصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين، حيث ساهم في جريدة "البصائر" منذ عام 1936، ونشر أوّل قصائده في 22 مايو 1936 عنوانها: ”الإنسان بين تيّارات الشقاء”، وكانت قصائده شعرية تتناول القضايا الاجتماعية والأخلاقية، ثمّ نشر مجموعة مقالات عالجت مشكلات مماثلة، وكان أوّلها حول ”الكذب وخطره على المجتمع”، وواصل الكتابة في هذه الجريدة إلى أن حظرتها سلطات الاحتلال الفرنسي في عام 1956.
 
وأعجب الشيخ [[محمّد الفضيل الورتيلاني]] الذي كان آنذاك مقيماً في [[القاهرة]] بالمقال الأسبوعي المنشور في ركن: “منبر الوعظ والإرشاد” الذي بدا الشيخ بنشره في فبراير 1953، والذي تلقّى قبولاً حسناً لدى القرّاء، ونال شهرة واسعة في الجزائر وخارجها.
 
وحتّى أنّ الشيخ [[محمّد البشير الإبراهيمي]] علّق على كتاباته قائلاً:«إنّ ما تكتبه في البصائر هو حلّة البصائر»، وهي شهادة كانت أعزّ عليه من كلّ وصف، ذلك أنّها صدرت من رجل كان يعتبره قدوة له وعظيماً من عظماء [[الأمّة الإسلامية]] في عصرها الحاضر.
 
في سنة 1947 اشترك في المجلس الإداري للجمعية، وقام بكتابة نشيدها، كما عيّنته الجمعية في نفس السنة معلّماً في مدرسة "التهذيب الحرّة" في [[بولوغين]]، ثمّ أصبح مديراً لها بعد عام واحد. ويشهد الجميع للشيخ بقوّة خطابه وبلاغته وفصاحته، حيث كان يقصده جمع غفير من الناس يؤدّون عنده صلاة الجمعة في مسجد الأمّة ببولوغين، فكان يحثّ الشباب على الاعتزاز بماضيهم والتمسّك بالحرّية والسعي نحو الانعتاق من نير الاستعمار.
 
=مع الثورة التحريرية=
 
أدرك الشيخ حقيقة المستعمر الفرنسي، فكان دائم التحذير من مكائده والتنبيه إلى أساليبه، وساهم مع إخوانه العلماء في نشر الوعي الديني والوطني في أوساط الشعب وبعث الثقة في نفسه؛ ليرفع لواء الحرّية والاستقلال، ويطهّر وطنه من رجس المستعمرين.
 
وكان قد كوّن تنظيماً فدائياً سرّياً انطلاقاً من مسجد الأمّة عام 1953.
 
في عام 1955 مرض الشيخ أحمد سحنون، واضطرّ إلى السفر إلى مدينة "ليون" الفرنسية للاستشفاء، وأجريت له العملية الجراحية في عينه، ثمّ عاد إلى الجزائر.
 
بعد اندلاع ثورة التحرير الجزائرية لم يتردّد  سحنون في مساندتها، ممّا أدّى إلى سجنه عام 1956.
 
وحاول المستعمر استغلال مكانة الشيخ عند الشعب الجزائري وتأثيره فيه، فطلب منه أن يحذّر الناس من المجاهدين ويبعدهم عن احتضان الثورة ودعمها، فردّ عليه قائلاً: "أنا الآن في حكم الميّت، إذا نفّذت ما طلبتم منّي يقتلني إخواني، وإذا لم أنفّذ تقتلونني أنتم، ومادمت ميّتاً فليكن موتي على أيديكم أفضل". فحكم عليه بالإعدام، ثمّ أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات لأسباب صحّية، فقام المجاهدون بتهريبه إلى منطقة "باتنة" بالشرق الجزائري، ثمّ إلى مدينة [[سطيف]]؛ ليواصل عمله وجهاده بين أفراد شعبه.  
 
وخلال تواجده بالسجن كان مواظباً على متابعة ما يصدره الأستاذ [[سيّد قطب]] من تفسيره "[[في ظلال القرآن]]"، وكان يقول: "كان الظلال يخرج من السجن في [[مصر]]، ويدخل السجن في الجزائر».
 
=الدعوة بعد الاستقلال=
 
بعد نيل الجزائر استقلالها، عيّن الشيخ أحمد سحنون إماماً خطيباً بالجامع الكبير بالعاصمة، وعضواً بالمجلس الإسلامي الأعلى، فواصل عمله الدعوي التربوي.
 
ومن الجهود التي قام بها الشيخ محاولته تأسيس "رابطة الدعوة الإسلاميةوهي إطار دعوي يجمع كافّة أطياف الحركة الإسلامية لتوجيه العمل الدعوي وتوجيه جهود العاملين بعد توحيدها وتنسيقها لاجتناب التناحر والشقاقات داخل صفوف الحركة الإسلامية، كان ذلك سنة 1989م، وقد كانت محاولة رائدة لو كتب لها الله النجاح والاستمرار.
 
ولمّا دخلت الجزائر في محنتها وسالت دماء أبنائها حاول مخلصاً جاهداً أن يجنّب الشعب ويلات تلك المحنة وآلامها، فكان جزاؤه محاولة اغتياله وهو في ساحة المسجد متوجّهاً للصلاة، ممّا ترك في نفسه الأثر العميق لما وصلت إليه الأمور في الجزائر، فعكف في بيته يدعو الله ويعبده ويطالع الكتب ويدرّس إلى أن لقي ربّه.
 
=الآثار=
 
ترك الشيخ بعض الآثار المخطوطة والمطبوعة، أهمّها:
 
1.دراسات وتوجيهات إسلامية.
 
2.كنوزنا.
 
3.ديوان شعر بعنوان: "حصاد السجن"، يضمّ 196 قصيدة.
 
4.ديوان شعر بعنوان: "تساؤل وأمل".
 
إلى جانب عشرات المقالات في العديد من الجرائد والمجلّات، كالبصائر والشهاب.  
 
=الوفاة=
 
روى أحد الإخوة ممّن زار سحنون في الأسبوع الأخير من رمضان وهو على فراش المرض: أنّه كان يدخل في غيبوبة لبعض الوقت، ولمّا يستفيق يردّد قوله تعالى: {فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءًۭ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ} (سورة الرعد-17). قال: ولمّا عزمنا على الخروج من عنده طلبنا منه أن ينصحنا، فقال (رحمه الله): “عليكم بالتوحيد و[[الوحدة]]”.  
 
توفّي الشيخ أحمد سحنون ليلة الاثنين 8 ديسمبر 2003 م الموافق لـ 14 شوّال 1424 هـ، وقد كان لهذا النبأ وقع أليم على نفوس كلّ الجزائريّين، وكانت وفاته مصاباً كبيراً وخسارة فادحة للجزائر.
 
=المصدر=
 
المقال مقتبس مع تعديلات من الموقع التالي: www.islamonline.net
 
[[تصنيف: شخصيات إسلامية]]
[[تصنيف: أعلام الجزائر]]
[[تصنيف: العلماء المسلمون]]
[[تصنيف: علماء السنة]]
[[تصنيف: العلماء ]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٤:٥٠، ٩ فبراير ٢٠٢٢

أحمد سحنون: داعية إسلامي، وأديب، وأحد علماء الجزائر القلائل الذين توحّدت حولهم معظم الأطياف والتوجّهات، فكان عالم وحدة وتماسك وتضامن، وليس عالم فرقة وتجزئة وتشرذم.. ساهم بكتاباته وخطبه ودعواته في توحيد شمل المسلمين وإصلاح حالهم.

أحمد سحنون
الاسم أحمد سحنون
الاسم الکامل أحمد سحنون الجزائري
تاريخ الولادة 1325ه/1907م
محلّ الولادة بسكرة (الجزائر)
تاريخ الوفاة 1424ه/2003م
المهنة مصلح إسلامي، وأديب
الأساتذة الشيخ محمّد خير الدين، والشيخ محمّد الدرّاجي، والشيخ عبد الله بن مبروك
الآثار دراسات وتوجيهات إسلامية، كنوزنا، ديوان شعر "حصاد السجن"، ديوان شعر "تساؤل وأمل"
المذهب سنّي

المولد والنشأة

ولد أحمد سحنون سنة 1907 ببلدة "ليشانة" قرب مدينة بسكرة جنوب شرق الجزائر، وتوفّيت أمّه وهو رضيع، وتولّى والده -والذي كان معلّماً للقرآن الكريم- تربيته.

حفظ كتاب الله وعمره 12 سنة، كما تعلّم مبادئ اللغة العربية والشريعة الإسلامية على يد مجموعة من المشايخ والعلماء، من أبرزهم: الشيخ محمّد خير الدين، والشيخ محمّد الدرّاجي، والشيخ عبد الله بن مبروك.

ومنذ نعومته أظافره كان مولعاً بكتب الأدب، فدرس وطالع منها الكثير، قديمها وحديثها.

جمعية العلماء المسلمين

في سنة 1936 التقى سحنون لأوّل مرّة مع الشيخ عبد الحميد بن باديس، وفي ذلك يقول: "جمعني به أوّل مجلس، فبادرني بسؤاله: ماذا طالعت من الكتب؟ فأخذت أسرد له –ولسوء حظّي أو لحسنه- قائمة حافلة بمختلف القصص والروايات، فنظر إليّ نظرة عاتبة غاضبة وقال: هلّا طالعت العقد الفريد لابن عبد ربّه، هلّا طالعت الكامل للمبرّد بشرح المرصفي، واستمرّ في سرد قائمة من الكتب النافعة المكوّنة، فكانت تلك الكلمة القيّمة خير توجيه لي في هذا الباب".

وهكذا كان هذا اللقاء نقطة تحوّل كبرى في حياة الشيخ أحمد سحنون، حيث انضمّ إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين ،وأصبح من أعضائها الفاعلين.

يقول في هذا المجال في مقدّمة كتابه "دراسات وتوجيهات إسلامية": "إنّ كلّ شيء كنّا نعمله لهذا الشعب، وكلّ ما نبذله لهذا الوطن، إنّما كان بوحي من روح الجمعية، ووفق الخطّة التي رسمتها لتطهير هذه الأرض العربية المسلمة من وجود الاستعمار ومن سيطرة الأجنبي ومن عار الحكم بغير ما أنزل الله".

مشوار الكتابة

وبالإضافة إلى الخطابة والتعليم والشعر، اقتحم الشيخ ميدان الصحف والمجلّات، فكتب في العديد منها، كالشهاب والبصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين، حيث ساهم في جريدة "البصائر" منذ عام 1936، ونشر أوّل قصائده في 22 مايو 1936 عنوانها: ”الإنسان بين تيّارات الشقاء”، وكانت قصائده شعرية تتناول القضايا الاجتماعية والأخلاقية، ثمّ نشر مجموعة مقالات عالجت مشكلات مماثلة، وكان أوّلها حول ”الكذب وخطره على المجتمع”، وواصل الكتابة في هذه الجريدة إلى أن حظرتها سلطات الاحتلال الفرنسي في عام 1956.

وأعجب الشيخ محمّد الفضيل الورتيلاني الذي كان آنذاك مقيماً في القاهرة بالمقال الأسبوعي المنشور في ركن: “منبر الوعظ والإرشاد” الذي بدا الشيخ بنشره في فبراير 1953، والذي تلقّى قبولاً حسناً لدى القرّاء، ونال شهرة واسعة في الجزائر وخارجها.

وحتّى أنّ الشيخ محمّد البشير الإبراهيمي علّق على كتاباته قائلاً:«إنّ ما تكتبه في البصائر هو حلّة البصائر»، وهي شهادة كانت أعزّ عليه من كلّ وصف، ذلك أنّها صدرت من رجل كان يعتبره قدوة له وعظيماً من عظماء الأمّة الإسلامية في عصرها الحاضر.

في سنة 1947 اشترك في المجلس الإداري للجمعية، وقام بكتابة نشيدها، كما عيّنته الجمعية في نفس السنة معلّماً في مدرسة "التهذيب الحرّة" في بولوغين، ثمّ أصبح مديراً لها بعد عام واحد. ويشهد الجميع للشيخ بقوّة خطابه وبلاغته وفصاحته، حيث كان يقصده جمع غفير من الناس يؤدّون عنده صلاة الجمعة في مسجد الأمّة ببولوغين، فكان يحثّ الشباب على الاعتزاز بماضيهم والتمسّك بالحرّية والسعي نحو الانعتاق من نير الاستعمار.

مع الثورة التحريرية

أدرك الشيخ حقيقة المستعمر الفرنسي، فكان دائم التحذير من مكائده والتنبيه إلى أساليبه، وساهم مع إخوانه العلماء في نشر الوعي الديني والوطني في أوساط الشعب وبعث الثقة في نفسه؛ ليرفع لواء الحرّية والاستقلال، ويطهّر وطنه من رجس المستعمرين.

وكان قد كوّن تنظيماً فدائياً سرّياً انطلاقاً من مسجد الأمّة عام 1953.

في عام 1955 مرض الشيخ أحمد سحنون، واضطرّ إلى السفر إلى مدينة "ليون" الفرنسية للاستشفاء، وأجريت له العملية الجراحية في عينه، ثمّ عاد إلى الجزائر.

بعد اندلاع ثورة التحرير الجزائرية لم يتردّد سحنون في مساندتها، ممّا أدّى إلى سجنه عام 1956.

وحاول المستعمر استغلال مكانة الشيخ عند الشعب الجزائري وتأثيره فيه، فطلب منه أن يحذّر الناس من المجاهدين ويبعدهم عن احتضان الثورة ودعمها، فردّ عليه قائلاً: "أنا الآن في حكم الميّت، إذا نفّذت ما طلبتم منّي يقتلني إخواني، وإذا لم أنفّذ تقتلونني أنتم، ومادمت ميّتاً فليكن موتي على أيديكم أفضل". فحكم عليه بالإعدام، ثمّ أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات لأسباب صحّية، فقام المجاهدون بتهريبه إلى منطقة "باتنة" بالشرق الجزائري، ثمّ إلى مدينة سطيف؛ ليواصل عمله وجهاده بين أفراد شعبه.

وخلال تواجده بالسجن كان مواظباً على متابعة ما يصدره الأستاذ سيّد قطب من تفسيره "في ظلال القرآن"، وكان يقول: "كان الظلال يخرج من السجن في مصر، ويدخل السجن في الجزائر».

الدعوة بعد الاستقلال

بعد نيل الجزائر استقلالها، عيّن الشيخ أحمد سحنون إماماً خطيباً بالجامع الكبير بالعاصمة، وعضواً بالمجلس الإسلامي الأعلى، فواصل عمله الدعوي التربوي.

ومن الجهود التي قام بها الشيخ محاولته تأسيس "رابطة الدعوة الإسلامية"، وهي إطار دعوي يجمع كافّة أطياف الحركة الإسلامية لتوجيه العمل الدعوي وتوجيه جهود العاملين بعد توحيدها وتنسيقها لاجتناب التناحر والشقاقات داخل صفوف الحركة الإسلامية، كان ذلك سنة 1989م، وقد كانت محاولة رائدة لو كتب لها الله النجاح والاستمرار.

ولمّا دخلت الجزائر في محنتها وسالت دماء أبنائها حاول مخلصاً جاهداً أن يجنّب الشعب ويلات تلك المحنة وآلامها، فكان جزاؤه محاولة اغتياله وهو في ساحة المسجد متوجّهاً للصلاة، ممّا ترك في نفسه الأثر العميق لما وصلت إليه الأمور في الجزائر، فعكف في بيته يدعو الله ويعبده ويطالع الكتب ويدرّس إلى أن لقي ربّه.

الآثار

ترك الشيخ بعض الآثار المخطوطة والمطبوعة، أهمّها:

1.دراسات وتوجيهات إسلامية.

2.كنوزنا.

3.ديوان شعر بعنوان: "حصاد السجن"، يضمّ 196 قصيدة.

4.ديوان شعر بعنوان: "تساؤل وأمل".

إلى جانب عشرات المقالات في العديد من الجرائد والمجلّات، كالبصائر والشهاب.

الوفاة

روى أحد الإخوة ممّن زار سحنون في الأسبوع الأخير من رمضان وهو على فراش المرض: أنّه كان يدخل في غيبوبة لبعض الوقت، ولمّا يستفيق يردّد قوله تعالى: {فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءًۭ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ} (سورة الرعد-17). قال: ولمّا عزمنا على الخروج من عنده طلبنا منه أن ينصحنا، فقال (رحمه الله): “عليكم بالتوحيد والوحدة”.

توفّي الشيخ أحمد سحنون ليلة الاثنين 8 ديسمبر 2003 م الموافق لـ 14 شوّال 1424 هـ، وقد كان لهذا النبأ وقع أليم على نفوس كلّ الجزائريّين، وكانت وفاته مصاباً كبيراً وخسارة فادحة للجزائر.

المصدر

المقال مقتبس مع تعديلات من الموقع التالي: www.islamonline.net