الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معيار نجاح التشريعات القانونية»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | |- !عنوان مقاله!! data-type="authorName" | معيار نجاح ال...')
 
لا ملخص تعديل
 
سطر ٣٧: سطر ٣٧:
يجب على واضعي القوانين الأسرية عدم اعتبارهم المدونة قانونا للمرأة وحدها، بل مدونة للأسرة، أبا وأما وأطفالا، والحرص على أن تجمع بين رفع الحيف عن النساء، وحماية حقوق الأطفال، وصيانة كرامة الرجل. فهل يرضى أحدكم بتشريد أسرته وزوجته وأبنائه في الشارع، أو بالتعسف على ابنته أو أخته.
يجب على واضعي القوانين الأسرية عدم اعتبارهم المدونة قانونا للمرأة وحدها، بل مدونة للأسرة، أبا وأما وأطفالا، والحرص على أن تجمع بين رفع الحيف عن النساء، وحماية حقوق الأطفال، وصيانة كرامة الرجل. فهل يرضى أحدكم بتشريد أسرته وزوجته وأبنائه في الشارع، أو بالتعسف على ابنته أو أخته.
وعليهم أنْ يوسِّعوا في عملياتهم التقنينية حتَّى تشمل المجالات الإجتماعية أيضا؛ وذلك لترابط الوثيق الذي بين الأسر والمجتمعات التي تكونتْ من الأسرة؛ لما هي اللبنة الأولى في بنائها. فإننا لا نشرع لفئة أو جهة معينة، وإنَّما نجسد الإرادة العامة للأمَّة، التي نعتبرها أسرتنا الكبرى؛ وذلك لكون معيار نجاح التشريعات القانونية المنظِّمة للعلاقات الزوجية، رهْنٌ بنجاحها في حلِّ المشكلات الزوجية، وبإقامة العدالة والتوازن بين حقوق كلٍّ من الزوجين وواجباتهما في إطار أحكام الشريعة الإسلامية.
وعليهم أنْ يوسِّعوا في عملياتهم التقنينية حتَّى تشمل المجالات الإجتماعية أيضا؛ وذلك لترابط الوثيق الذي بين الأسر والمجتمعات التي تكونتْ من الأسرة؛ لما هي اللبنة الأولى في بنائها. فإننا لا نشرع لفئة أو جهة معينة، وإنَّما نجسد الإرادة العامة للأمَّة، التي نعتبرها أسرتنا الكبرى؛ وذلك لكون معيار نجاح التشريعات القانونية المنظِّمة للعلاقات الزوجية، رهْنٌ بنجاحها في حلِّ المشكلات الزوجية، وبإقامة العدالة والتوازن بين حقوق كلٍّ من الزوجين وواجباتهما في إطار أحكام الشريعة الإسلامية.
[[تصنيف: المقالات]]
[[تصنيف: الأسرة]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٥٠، ٣١ يناير ٢٠٢٢

عنوان مقاله معيار نجاح التشريعات القانونية
زبان مقاله عربي
اطلاعات نشر ایران
نویسنده احمد شفیعی نیا

مكانة ميثاق الأسرة في بناء المجتمعات الرشيدة

الأسرة هى الوحدة الاجتماعية الأساسية التي تتجسد فيها أركان المجتمع ومقومات بنائه وقوة المجتمع وتماسكه رهن بقوة العلاقات الأسرية وتماسكها وهي في الإسلام تقوم على مبادئ وقيم حاكمة وفق منظومة من الآداب والتشريعات، لتحقيق الأهداف الآتية:

تحقيق الغاية الكبرى من وجود الإنسان

إنَّ الغاية الكبرى من وجود الإنسان هي عبوديته لخالقه وربِّه تعالى، وإقامة منهجه العادل بين البشر جميعًا، والإيمان بأنَّه تعالى هو المنظم للكون والمشرع له، وأنَّ الإنسان مناط التكريم والاحترام على سائر المخلوقات؛ ومن هنا منحه العقل والقدرة على الاختياروالتمييز بين الخير والشر. يقول تعالى: {ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ والْبَحْرِ ورَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}. وتحقيقًا لرسالة الإنسان في الأرض وهبه تعالى من القدرات العقلية والنفسية والجسدية ما يجعله أهلاً لهذه الرسالة وأرسل إليه الرسل لهدايته، وخلقه مفطورًا على الإيمان به سبحانه وتعالى ومنحه العقل وإرادة التغيير.

تحقيق مجتمع إنساني الراشد

إنَّ تحقيق مجتمع إنساني يؤمن بالسنن الكونية، ويحترم الفطرة، ويرفض التحوَّل والتغيُّر بما يخالف هذه السنن، كما نبَّهنا سبحانه وتعالى بتوعُّد الشيطان ببني آدم: {ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}. ومن سلامة الفطرة، الإيمان بالتنوع الفطري في الإنسان مع احترام التنوع في الخصائص وما يترتَّب عليها من مسئوليات لتحقيق التكامل بين البشر، مع الإقرار بأنَّ صلاح المجتمع لا يتحقق إلاَّ باحترام الفطرة والإقرار بالخصائص المميِّزة لكلٍّ من الجنسين من خلال المساواة العادلة التي تقوم على ضوابط وقيم تتعلق بطبيعة الاختلاف الفطري بينهما.

تحقيق أسرة سعيدة

إنَّ الأسرة مجموع بشري مترابط أفراده بعلاقات عاطفية واجتماعية ومالية، وحقوق وواجبات يضبطها الإسلام بحزمة من الآداب والتشريعات تهدف إلى تعميق الروابط الرحمية ورعاية المصالح العليا للأسرة والمصالح الخاصة لكل فرد وبين المجتمع. ليتوازن دقيقا بين الحقوق والواجبات التي فصلته الشريعة الإسلامية تفصيلاً. والخطاب الإسلامي للأسرة هو خطاب تجميعي يؤسس على مراعاة الاعتبارات الدينية والأخلاقية والتراحمية، بينما هو في النظم الوضعية، هو خطاب تفكيكي تعاقدي شخصي يعزِّز من حقِّ كلِّ طرف على حساب الآخر، كما يجور على حقوق الأمومة والزوجية وترابط الأرحام بدافع الحريات الشخصية والحقوق الخاصة. خطاب ينظر إلى المرأة خارج السياق الاجتماعي لها كفرد مادي وحيد مستجيب لرغباته الشخصية وليس عضوة في أسرة لها فيها حقوق وعليها واجبات.

معيار نجاح ميثاق الأسرة

النظرة الجامعة تسدُّ حاجة الأمة

فمن هذا المنطلق يعد ميثاق الأسرة في الإسلام أهمُّ وثيقةٍ إسلاميةٍ حضاريةٍ تؤسس لمجتمعات إنسانية متماسكة ومتراحمة وتدعو أهل الفطرة الإنسانية والحكمة النظر إليها بعين الاعتبار وتدعو علماء المسلمين إلى تفعيلها وتبني قيمها وترسيخها في المجتمع. إنَّ هذا الميثاق في الإسلام يسد حاجة الأمة في أهم مكونات ذاتها وهى الأسرة ويكشف عن عدالة الإسلام ورحمته ويسره وسماحته واعتداله ووسطيته في أمره كله بما في ذلك نظم الحياة الدنيوبة وعلى رأسها نظام الأسرة نواة المجتمع وبذرته ووحدة تكوينه.

الإستقاء من الكتاب والسنة والعقل

هذا وقد قام القائمون على الميثاق باستقاء مواده وبنوده من شريعتنا الغراء الثابته بصريح الكتاب والسنة، والانتقاء والاختيار من تراثنا الفقهي الضخم بمذاهبه، وحرصوا في تدوينهم على الابتعاد عن كلِّ ما هو غريب ومرجوح من الآراء والأقوال إذا ضعف مستنده أو ما كان مبنيًّا على عرف زمانه ثم تغير إلى عرف مستحدث لم يسبق له حكم. كما حرص العلماء على أن تكون كل مسألة يقررونها لها دليل من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، كما حرصوا على مراعاة ظروف المجتمع ومآلات الأحوال لهذه المصالح والمفاسد فجمعت بين الشرع والعقل والسمع والرأي، مع الحرص على أخذ بأيسر وأعدل وأوسط الآراء وأكثرها ملائمة لمقتضيات العصر الحديث مع تجنب مواطن الخلاف بقدر الإمكان.

المزج بين العقائد والأحكام والأخلاق

كما وازنوا في صياغته بين ما هو قطعي وما هو ظني، وما هو متفق عليه أو مختلف فيه، وبين ما هو ثابت وما هو متغير، ومزجوا بين العقائد والأحكام والأخلاق، فسلوك الفرد والجماعة لابدَّ وأنْ ينضبط بذلك العقد المنظوم بين الإيمان والإسلام والإحسان، كما اعتدلتْ صياغة مواد الميثاق بين دور الإنسان كفرد والأسرة كلبنة صغرى، والمجتمع ومؤسساته والدولة ككيان معنوي في وسطية وعدل وحفاظ على الحقوق وبيان للواجبات فلم تغفل دور الفرد وواجبه من أجل المجتمع، كما لم تهمل دور المجتمع وحقه وواجبه في سبيل الفرد. وفي نهاية المطاف، جاءت مواد الميثاق وفقراته رفيعة المضمون، قوية المنهج، اتَّسقتْ فيها أمور الأسرة وشئونها بما يبين ثبات أصولها ورسوخ قواعدها وشموخ مقاصدها في أحكام وآداب ترمي إلى تحصين الأسرة والمجتمع.

معيار نجاح التشريعات القانونية

الأخذ بمقاصد الإسلام

يجب على المقنني الإسلاميين الأخذ بمقاصد الإسلام السَّمحة، في تكريم الإنسان والعدل والمساواة والمعاشرة بالمعروف، وذلك إعتقادا بأنَّ الإسلام صالح لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، لوضع مدونة عصرية للأسرة، منسجمة مع روح ديننا الحنيف.

الإجتناب عن النظرة الاُحادية

يجب على واضعي القوانين الأسرية عدم اعتبارهم المدونة قانونا للمرأة وحدها، بل مدونة للأسرة، أبا وأما وأطفالا، والحرص على أن تجمع بين رفع الحيف عن النساء، وحماية حقوق الأطفال، وصيانة كرامة الرجل. فهل يرضى أحدكم بتشريد أسرته وزوجته وأبنائه في الشارع، أو بالتعسف على ابنته أو أخته. وعليهم أنْ يوسِّعوا في عملياتهم التقنينية حتَّى تشمل المجالات الإجتماعية أيضا؛ وذلك لترابط الوثيق الذي بين الأسر والمجتمعات التي تكونتْ من الأسرة؛ لما هي اللبنة الأولى في بنائها. فإننا لا نشرع لفئة أو جهة معينة، وإنَّما نجسد الإرادة العامة للأمَّة، التي نعتبرها أسرتنا الكبرى؛ وذلك لكون معيار نجاح التشريعات القانونية المنظِّمة للعلاقات الزوجية، رهْنٌ بنجاحها في حلِّ المشكلات الزوجية، وبإقامة العدالة والتوازن بين حقوق كلٍّ من الزوجين وواجباتهما في إطار أحكام الشريعة الإسلامية.