الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عناصر آلية التعايش»

من ویکي‌وحدت
(عناصر_آلية_التعايش ایجاد شد)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
كتاب وحدوي نشرته دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في بيروت سنة 2001 م (طبعة ثانية)، ويتضمّن وقائع ندوة كلّية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر.<br>وقد ضمّ الكتاب البحوث التالية : منهج التقارب بين المذاهب الفقهية من أجل الوحدة الإسلامية للدكتور محمّد الدسوقي الأُستاذ بقسم الفقه والأُصول في كلّية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، والتقريب بين المذاهب الإسلامية الكلامية للدكتور أحمد عبدالرحيم السايح، وموقف الشيعة الإمامية من كتاب اللّه للدكتورة عائشة يوسف المناعي، وموقف ابن تيمية من الشيعة (دراسة مقارنة) للدكتور يوسف محمود محمّد الصدّيقي أُستاذ الفلسفة والعقيدة بقسم العقيدة والأديان بكلّية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر.<br>ويقع الكتاب في 156 صفحة.<br>
'''عناصر آلية التعايش''' العناصر الرئيسية التي تحدّد نوعية العلاقة بين المسلمين وغيرهم كآلة للتعايش، والتي من أهمّها :<br>
== عناصر آلية التعايش ==
 
=== 1 - الأُمّة المثال. ===
يصف [[القرآن الکریم|القرآن الكريم]] [[الأُمّة الإسلامية]] بالوسطية، ويريد بها المثال الأسمى والأُمّة الشاهدة التي كانت خير أُمّة أُخرجت للناس، وهذا العنصر يدفع الأُمّة باتّجاه السموّ والتكامل في كلّ المجالات، والاستفادة الأكمل من تجارب الآخرين، ويعني ذلك الانفتاح على كلّ مجالات الحياة، وحمل رسالة إنسانية حضارية كبرى.<br>
=== 2 - المبدئية. ===
وتقضي بنوعين من التعايش : الأوّل بين المؤمنين، وهو تعايش أخوي، ويعني : وحدة الأفراد في مجمل الشؤون. والنوع الثاني مع الآخرين، ويحدّد طبيعته مقدار قربهم أو بعدهم عن المبدأ الإسلامي الذي يحدّد مضمون التعايش معهم، كأن يكون ودّياً حسناً أو يشوبه القلق.<br>
=== 3 - نفي السبيل على المؤمنين. ===
ويعني : أنّ أيّ تصرّف أو وضع معاهدة تؤدّي إلى تفوّق الكافرين على المسلمين يعدّ ملغياً من أصله : (وَ لَنْ يَجْعَلَ اَللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (سورة النساء : 141). وهذه القاعدة تعدّ من القواعد الثانوية التي تستطيع الحكم على الأحكام الأوّلية بمجموعها. وهذا التوجّه لا يعبّر عن نوع من التكبّر ؛ إذ تعمل هذه القاعدة على أساس معايير إنسانية.<br>
=== 4 - التوعية والدعوة. ===
فالتعايش لا يعني تجاوز حقائق الإسلام التي تؤكّد استمرار التوعية والدعوة. ويقتضي التعايش المتوازن والعلاقات السليمة بين فئات المجتمع أن تركّز النوعية على أُسلوب الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. (فَلِذٰلِكَ فَادْعُ وَ اِسْتَقِمْ كَمٰا أُمِرْتَ وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ...) (سورة الشورى : 15).<br>
=== 5 - العدالة. ===
يشكّل العدل أهمّ أُصول التصوّر الإسلامي للواقع، وأهمّ الأُسس عند التعامل الاجتماعي.<br>
ومن خلال النظر إلى طبيعة تعامل دار الإسلام مع غير المسلمين ندرك البعد الإنساني في عنصر العدل، وهو ما يفسّر أيضاً وقوف الإسلام إلى جانب المستضعفين والمحرومين في كلّ مكان.<br>
=== 6 - تأليف القلوب. ===
في الأجواء التي يحكمها تأليف القلوب تنفتح النفوس على الحقيقة وتتقرّب إلى الواقع. ويعود هذا العنصر إلى تشريع سهم المؤلّفة قلوبهم في مصارف الزكاة، والذي فتح المجال للوقوف إلى جانب المستضعفين والدفاع عن قضاياهم واجتذابهم نحو الإسلام والإنفاق عليهم بما يحقّق مصلحة الإسلام العليا، وتعميق التعايش الإيجابي بين مختلف اتّجاهات المجتمع.<br>
=== 7 - الوفاء بالعهد. ===
ويقصد به : الوفاء بكلّ العهود والاتّفاقات التي تعقد بين المسلمين وغيرهم، ومن هذه العقود ما صرّح به الإسلام وحدّد لها قوانينها العامّة، ومنها ما يرى ولي الأمر ضرورتها لتحقيق مصلحة إسلامية عليا. ومثال الأُولى : عقد الهدنة وعقد الأمان، ومثال الثانية : العقود الاقتصادية والعسكرية وغيرها.<br>
=== 8 - التعامل بالمثل. ===
مبدأ جزاء الإحسان بالإحسان ومبدأ القصاص مبدءان واقعيان يرتضيهما المنطق الإنساني والتعامل الفردي والاجتماعي، وهدفهما ردّ الاعتداء واستقطاب القلوب.<br>
 
 
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٠:٠٩، ٢٧ أغسطس ٢٠٢١

عناصر آلية التعايش العناصر الرئيسية التي تحدّد نوعية العلاقة بين المسلمين وغيرهم كآلة للتعايش، والتي من أهمّها :

عناصر آلية التعايش

1 - الأُمّة المثال.

يصف القرآن الكريم الأُمّة الإسلامية بالوسطية، ويريد بها المثال الأسمى والأُمّة الشاهدة التي كانت خير أُمّة أُخرجت للناس، وهذا العنصر يدفع الأُمّة باتّجاه السموّ والتكامل في كلّ المجالات، والاستفادة الأكمل من تجارب الآخرين، ويعني ذلك الانفتاح على كلّ مجالات الحياة، وحمل رسالة إنسانية حضارية كبرى.

2 - المبدئية.

وتقضي بنوعين من التعايش : الأوّل بين المؤمنين، وهو تعايش أخوي، ويعني : وحدة الأفراد في مجمل الشؤون. والنوع الثاني مع الآخرين، ويحدّد طبيعته مقدار قربهم أو بعدهم عن المبدأ الإسلامي الذي يحدّد مضمون التعايش معهم، كأن يكون ودّياً حسناً أو يشوبه القلق.

3 - نفي السبيل على المؤمنين.

ويعني : أنّ أيّ تصرّف أو وضع معاهدة تؤدّي إلى تفوّق الكافرين على المسلمين يعدّ ملغياً من أصله : (وَ لَنْ يَجْعَلَ اَللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (سورة النساء : 141). وهذه القاعدة تعدّ من القواعد الثانوية التي تستطيع الحكم على الأحكام الأوّلية بمجموعها. وهذا التوجّه لا يعبّر عن نوع من التكبّر ؛ إذ تعمل هذه القاعدة على أساس معايير إنسانية.

4 - التوعية والدعوة.

فالتعايش لا يعني تجاوز حقائق الإسلام التي تؤكّد استمرار التوعية والدعوة. ويقتضي التعايش المتوازن والعلاقات السليمة بين فئات المجتمع أن تركّز النوعية على أُسلوب الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. (فَلِذٰلِكَ فَادْعُ وَ اِسْتَقِمْ كَمٰا أُمِرْتَ وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ...) (سورة الشورى : 15).

5 - العدالة.

يشكّل العدل أهمّ أُصول التصوّر الإسلامي للواقع، وأهمّ الأُسس عند التعامل الاجتماعي.
ومن خلال النظر إلى طبيعة تعامل دار الإسلام مع غير المسلمين ندرك البعد الإنساني في عنصر العدل، وهو ما يفسّر أيضاً وقوف الإسلام إلى جانب المستضعفين والمحرومين في كلّ مكان.

6 - تأليف القلوب.

في الأجواء التي يحكمها تأليف القلوب تنفتح النفوس على الحقيقة وتتقرّب إلى الواقع. ويعود هذا العنصر إلى تشريع سهم المؤلّفة قلوبهم في مصارف الزكاة، والذي فتح المجال للوقوف إلى جانب المستضعفين والدفاع عن قضاياهم واجتذابهم نحو الإسلام والإنفاق عليهم بما يحقّق مصلحة الإسلام العليا، وتعميق التعايش الإيجابي بين مختلف اتّجاهات المجتمع.

7 - الوفاء بالعهد.

ويقصد به : الوفاء بكلّ العهود والاتّفاقات التي تعقد بين المسلمين وغيرهم، ومن هذه العقود ما صرّح به الإسلام وحدّد لها قوانينها العامّة، ومنها ما يرى ولي الأمر ضرورتها لتحقيق مصلحة إسلامية عليا. ومثال الأُولى : عقد الهدنة وعقد الأمان، ومثال الثانية : العقود الاقتصادية والعسكرية وغيرها.

8 - التعامل بالمثل.

مبدأ جزاء الإحسان بالإحسان ومبدأ القصاص مبدءان واقعيان يرتضيهما المنطق الإنساني والتعامل الفردي والاجتماعي، وهدفهما ردّ الاعتداء واستقطاب القلوب.